ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه - مرقس ٦: ١٤-٢٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٤ودعا الجَمعَ ثانِيَةً وقالَ لَهم: «أَصغوا إِلَيَّ كُلُّكُم وافهَموا: ١٥ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولٰكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الّذي يُنَجِّسُ الإِنسان». ١٦مَن كانَ لَهُ أُذُنان سامِعَتانِ فَلْيَسْمَع. ١٧ ولَمَّا دَخَلَ البَيتَ مُبتَعِدًا عنِ الجَمْع، سأَلَه تَلاميذُه عَنِ المَثَل، ١٨فقالَ لَهم: «أَهٰكَذا أَنتُم أَيضًا لا فَهمَ لكم؟ أَلَا تُدرِكونَ أَنَّ ما يَدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه، ١٩لأَنَّهُ لا يَدخُلُ إِلى القَلْب، بل إِلى الجَوْف، ثُمَّ يَذهَبُ في الخَلاء». وفي قَولِه ذٰلك جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة. ٢٠وقال: «ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان، ٢١لِأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المــَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ ٢٢والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ وَالمــَكرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. ٢٣جَميعُ هٰذِه المــُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه.

ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه - مرقس ٦: ١٤-٢٣

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٢٩ – (وقف إطلاق النار) (والضفة مغلقة).

"قُمْ يا رَبُّ ولا يَقْوَ الإِنْسان، ولْتُدَنِ الأُمَمُ في حَضرَتِكَ. يا رَبُّ، أَلْقِ الرُّعبَ علَيها، ولْتَعْلَمِ الأُمَمُ أَنَّها بَشَر" (مزمور ٩أ: ٢٠-٢١).

ارحمنا، يا رب. "قُمْ يا رَبُّ ولا يَقْوَ الإِنْسان، ولْتُدَنِ الأُمَمُ في حَضرَتِكَ". كلا، يا رب، ليس الإنسان هو الأقوى، لا أحد أقوى من صلاحك. يا رب، دِنْ الأمم، اجعلهم يعرفون حدودهم وجسامة الشر الذي يفعلونه في حروبهم. أظهر لهم قدرتك، يا رب. اجعلهم يهابونك فيحترمون الصغار والضعفاء الذين يظنون أنه يجوز لهم أن يسحقوهم من دون مساءلة. كن ملجأنا وحمانا، يا رب. فيك وضعنا رجاءنا. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم.

"ودعا الجَمعَ ثانِيَةً وقالَ لَهم: «أَصغوا إِلَيَّ كُلُّكُم وافهَموا: ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولٰكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الّذي يُنَجِّسُ الإِنسان». مَن كانَ لَهُ أُذُنان سامِعَتانِ فَلْيَسْمَع. ولَمَّا دَخَلَ البَيتَ مُبتَعِدًا عنِ الجَمْع، سأَلَه تَلاميذُه عَنِ المــَثَل، فقالَ لَهم: «أَهٰكَذا أَنتُم أَيضًا لا فَهمَ لكم؟ أَلَا تُدرِكونَ أَنَّ ما يَدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه، لأَنَّهُ لا يَدخُلُ إِلى القَلْب، بل إِلى الجَوْف، ثُمَّ يَذهَبُ في الخَلاء». وفي قَولِه ذٰلك جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة" (١٤-١٩).

كل الأطعمة طاهرة. كل ما صنعه الله صالح. والدين لا يقوم بأعمال خارجية. الصوم، والنسك، يمكن أن يساعدا المؤمن في إماتة جسده وتدريبه والسيطرة على ميول الشر فيه. لكن الجوهر هو أن نعرف لماذا يُفرَض الصوم والممارسات الخارجية الأخرى على المؤمن.

كل الأطعمة طاهرة. ما ليس بطاهر يمكن أن يوجد في قلب الإنسان، "المــَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ، والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ ... جَميعُ هٰذِه المــُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه" (٢٢-٢٣).

ما يجعل الإنسان نجسًا هي الحروب التي تدمِّر عمل الله، والتي تحرم الإخوة حياتهم أو حريتهم. يجب دومًا الرجوع إلى الأهم، إلى الجوهر في كل ديانة: الله، والإنسان مخلوق على صورة الله. والدين يقوم بعبادة الله بالروح والحق، وبمحبة كل أبناء الله. هذا هو الجوهر في كل ديانة: من أحب الله لا يمكن أن يسيء معاملة أبناء الله. قال القديس يوحنا: "إذَا قَالَ أَحَدٌ إنَّهُ يُحِبُّ الله وَهُوَ لَا يُحِبُّ أخَاهُ كَانَ كَاذِبًا. لِأنَّ الَذِي لَا يُحِبُّ أَخَاهُ وَهُوَ يَرَاهُ، لَا يَستَطِيعُ أَن يُحِبَّ الله وَهُوَ لَا يَرَاه" (١ يوحنا ٤: ٢٠).

إذن محبة الله هي محبة كل أبناء الله، هي أن أرى في جميع الناس إخوة لي في عائلة الله الواحدة.

لنضع الحياة والحقيقة في كل ممارساتنا الدينية، في صياماتنا وشعائرنا واحتفالاتنا الدينية. الحقيقة هي أن نعبد الله بالروح والحق، هي أن نكون حاضرين، في أثناء كل احتفالاتنا، أمام الله أبينا، لا أمام الناس ليَرَوْنا، فنتيه في المظاهر وفي المجد الباطل... بل نسير أمام الله، بتواضع، طالبين المغفرة، والسند لكي نبقي في نور الله ومحبته.

 ربي يسوع المسيح، علَّمْتَنا أن نصلي. وقلت لنا أن نعبد الله بالروح والحق. وقلت لنا أن مقياس الحقيقة في أعمالنا هو محبتنا لله أبينا ولإخوتنا أبناء الله. أعطنا أن نثبت في هذه الحقيقة. آمين.

الأربعاء ١٢/٢/٢٠٢٥                       الأحد الخامس من السنة/ج