كنيسة العشرة البُرص: رابع أقدم كنائس العالم في برقين
وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ 13 وَرَفَعوُا صَوْتًا قَائِلِينَ: «يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا!».14 فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا.15 فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ،16 وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا.17 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟18 أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا للهِ غَيْرُ هذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟ 19 ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ». إنجيل لوقا ١٧: ١٢

فإن المسيح، وهو في طريقه من الناصرة إلى القدس مرّ بقرية إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين، تُسمّى برقين، فرآه عشرة رجال مصابون بالبرص، من بعيد، كانوا معزولين في أحد الآبار فطلبوا من المسيح الرحمة والشفاء، فكان ذلك بقدرة إلهية على الشفاء، فوصل من تلك الحكاية كثير من الدلالات والدروس، أهمّها الشكر على النعم.
وتعتبر كنيسة "العشرة البُرص" أو كنيسة القديس جورجيوس التي أقيمت على بئر العشرة البرص في قرية برقين، التي تقع على بعد 5 كم غرب مدينة جنين، في الطرف الشمالي من سهل عربة الاراضي المقدسة، مساراً ومعلماً للسياح الأجانب والمحليين رغم قلّتهم، حيث أصبحت تشكل محطة رئيسية ومزاراً للمارين من البشارة شمالاً إلى المهد والقيامة جنوباً، وتتربع الكنيسة وسط القرية.
إن أهمية الكنيسة ترجع إلى معجزة الشفاء، وإن أصل الكنيسة هو بئر روماني، يعود إلى فترة الدولة العبرانية القديمة، حيث استخدم كحجر صحي، وفي هذا البئر كان هناك عشرة مرضى معزولين عن الناس نتيجة إصابتهم بالبرص، وكان يعتقد في تلك الفترة وبحسب شريعة موسى قديماً بأن هذا المرض ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر".
وكان تسعة من المرضى عبرانيين، لم يشكروا المسيح على شفائهم، وعاشرهم سامريّ قدّر النعمة، وشكر المسيح على ما قدّمه له.
والبرص هو مرض جلدي يظهر على شكل بقع بيضاء اللون، نتيجة لعدم وجود الخلايا الصبغية في هذه الأماكن، ويظهر على جلد الإنسان في صورة دائرية أو متعرجة أو بيضاوية.
الملكة هيلانة بنت الكنيسة فوق البئر
وفي بداية القرن الرابع الميلادي جاءت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين بعد اعتناقها الدين المسيح، وقامت ببناء الكنيسة فوق البئر، حيث مكث الرجال البرص، ثم هُدمت الكنيسة عام 614 ميلادي على أيدي الفرس، ليُعاد بناؤها، ثمّ هدمها مرة أخرى في القرن التاسع ميلادي، إلى أن بنيت أخيراً بشكلها الحالي، عام 1300 ميلادي.
وتتكون الكنيسة من عدة معالم وأقسام، من ضمنها، كرسي البطريرك؛ وما يميزه عن الكراسي الموجودة في الكنائس الأرثوذكسية في العالم، أنه مصنوع من الحجر حيث يعتبر الأقدم في فلسطين ويعود تاريخه لعام 400 ميلادي، في فترة الملكة هيلانة، ولا يوجد مثله سوى في كنيسة يوحنا المعمدان بمدينة معلولا السورية، ويعتبر الكرسيان الأقدم في العالم، على غرار الكنائس الأخرى والتي يكون فيها كرسي البطريرك مصنوعاً من الخشب.
أما القسم الثاني فيسمى جدار قدس الأقداس والذي صنع من الحجر، ويعود تاريخه للقرن الثامن الميلادي، ولا تغييرات على مظهره حتى الآن. وهناك أيضاً جرن العماد الحجري. أما القسم الآخر فيتكون من كنيسة صغيرة افتتحت عام 2010 وتقع في الساحة الخارجية للكنيسة، يقابلها حديقة مزروعة بالأشجار. إضافة إلى ذلك يوجد بئر روماني يصل عمقه إلى ما يقارب سبعة أمتار تحت الأرض، وينتهي بعدة تجويفات، استخدمه المسيحيون قديماً لأغراض العبادة والصلاة.