عيد القديس لوقا الإنجيلي - لوقا ١٠: ١-٩

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

وبَعدَ ذٰلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذًا آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يَتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه. ٢وقالَ لَهم: «الحَصادُ كثيرٌ ولٰكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. ٣إِذهَبوا! فهاءَنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. ٤لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد. ٥وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلًا: السَّلامُ على هٰذا البَيت. ٦فإِن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلَّا عادَ إِلَيكُم. ٧وأَقيموا في ذٰلكَ البَيتِ تَأكُلونَ وتَشرَبونَ مِمَّا عِندَهم، لِأَنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه، ولا تَنتَقلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت. ٨وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم. ٩واشْفوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله.

عيد القديس لوقا الإنجيلي - لوقا ١٠: ١-٩

زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟

"مِنَ الغَمِّ ذابَت نَفْسي دُموعًا، فأَنهِضْني بِحَسَبِ كَلِمَتِكَ". ارحمنا، يا رب. ما زال الموت في غزة، من هنا أو هناك. يا رب، علِّم البشر كيف يكونون بشرًا، قل لهم لماذا وضعتهم على الأرض. قل لهم ما معنى حياتهم. لم تكلِّفْهم بحراسة بالأرض ليقتلوا أبناءك... "مِنَ الغَمِّ ذابَت نَفْسي دُموعًا، فأَنهِضْني بِحَسَبِ كَلِمَتِكَ". أنهضنا جميعًا من الموت، يا رب. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

عيد القديس لوقا الإنجيلي. آمن، وبشَّر بالإنجيل. وشهد ليسوع المسيح. الإنجيل الذي نقرأه اليوم هو إرسال يسوع للتلاميذ، اثنين وسبعين تلميذًا. كيف يكون التلميذ تلميذًا؟

يكون تلميذًا بأن يسمع تعليم يسوع، بأن يقرأ ويتأمل في إنجيله. ويقبل الإرسال من يسوع، وفي الظروف التي ذكرها يسوع في إنجيل اليوم.

" وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يَتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه". اثنين، اثنين، العمل في كرم الرب يكون معًا. لا أحد وحده، الكل معًا إخوة وتلاميذ، يتساندون، يسيرون معًا، ويعلِّمون معًا. التعليم الذي أعطاني إياه الله ليس لي ولا مني، وليس مشروعًا بشريًّا، بل هو مشروع الله. اثنين اثنين، أبدًا وحدي، لا بعيدًا عن الله، ولا بعيدًا عن إخوتي.

"أَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يَتَقَدَّمونَه". المشروع ليسوع، وليس مشروعي. "يتقدَّمونه"، أرسلني لأسير أمامه، له، لا لنفسي، المشروع ليسوع لا لي. لأعِدَ الطريق أمامه. نحن التلاميذ، مثل يوحنا المعمدان، نحن مرسلون لنُعِدَّ الطريق أمامه. لا نحمل هموم مشاريع أو نشاطات بشرية. بل نُعِدّ الطريق أمام الذي أرسلنا، ليستقبل الناس نوره. في كل مكان قولوا: قد اقترب ملكوت الله. لا شيء آخر. لا مشاريع أخرى. ملكوت الله. يسوع قادم، بل هو هنا، أتى، تعالوا التقوا به.

أنا تلميذ ليسوع؟ إذن، كل شيء له، أعمل كل شيء، أقول كل شيء، أحيا حياتي كلها، ليسوع ومع يسوع، لأني بدونه لا أقدر أن أعمل شيئًا.

«الحَصادُ كثيرٌ ولٰكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. اذهَبوا! فهاءَنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم، ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد" (٢-٤).

تلميذ أرسله يسوع؟ يقضي كل وقته مع الآب، يسأل الآب، يصلي، أن يرسل عملة إلى حصاده ... طلاب في الإكليركية، هذا مشروع الله، لا الناس، الدعوات، الذين يأتون ويذهبون، الذين يسمعون ويقبلون الإرسال، كل هذا عمل الآب، مع جهود الإنسان العامل الذي أرسله الله إلى حصاده... تلميذ، أرسله الله، يعني دائمًا مع الله، وأعمل مع الله فأحمل ثمرًا، وإلا إن بقيت وحدي، بقي جهدي عقيمًا. وإن عمِلْتُ لنفسي، أثمرت الفراغ...

"فهاءَنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد" (٤).

الرسالة ليست سهلة. حملان بين الذئاب. الرسالة لله ومع الله، ولهذا فإن الناس الرافضين والذين لا يرون الله يجعلونها صعبة، وقد يصيرون ذئابًا. الذين يرفضون الرسالة ويعيشون وحدهم من دون الله، الحياة لهم صعبة ويجعلونها صعبة لتلاميذ المسيح. هم وحدهم، إما مخاصمون وإما لا مبالون. لكن التلاميذ ليسوا وحدهم. الله معنا، حتى في الحروب والموت. وهناك في الموت، نبشر بسلام الله ونقول: قد اقترب ملكوت الله. ويسوع يقول لنا دائمًا: لا تخافوا، لا تخافوهم.

"بين الذئاب"، وأكثر من ذلك، "لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد". كونوا أحرارًا من كل شيء من الأرض. لا قيد ولا شرط ولا مال... ولا تسلموا على أحد في الطريق...لا تضيعوا وقتكم في أحاديث لا معنى لها ولا صلة لها بالرسالة. مع الناس، قولوا فقط: قد اقترب ملكوت السماوات.

ربي يسوع المسيح، أنت ترى العالم الذي أنا فيه، أت ترى الأرض التي ما زلنا نجاهد فيها، وأنت تقول لي أن أكون حرًّا فلا أرتبط بشيء، حتى أسمع صوتك وأسير في نورك. ربي يسوع المسيح، أعطني أن أبقى دائمًا، بعملي، ورسالتي، بكل كياني، كل شيء لك فقط. آمين.

السبت ١٨ /١٠/٢٠٢٥                       الأحد ٢٨ من السنة/ج