طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها - لوقا ١١: ٢٧-٢٨

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟ "قد أَمالَ أُذُنَه إِلَيَّ يَومَ دَعَوتُه" (مزمور ١١٥: ٢). ارحمنا، يا رب. ما زلنا نصرخ ونبتهل، يا رب. ارحمنا. بدِّل أحوالنا، أنت الوحيد الذي تبدِّل القلوب والناس والأحوال. يا رب، أرنا الحياة الجديدة، أرِ أهل غزة الحياة، أبعد عنهم الموت إلى الأبد. جُرحُنا كبير يا رب، في غزة وفي كل الأبرشية، كلها خوف من الموت. والأشرار يستقوون. والمستوطنون يستمرون في الاعتداء على الناس. خلِّص المنطقة كلها يا رب، غزة وكل المعذبين في كل مكان. ارحمنا، يا رب.

طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها - لوقا ١١: ٢٧-٢٨

إنجيل اليوم

"وبَينما هو يَقولُ ذٰلك، إِذا امرَأَةٌ رَفَعَت صَوتَها مِنَ الجَمعِ فقالَت لَه: «طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!» فقال: «بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!» (٢٧-٢٨).

امرأة معجبة بكلام يسوع وأعماله. لكن يسوع يطلب الإيمان. في عمل الله، الله هو الذي يعمل وليس الإنسان. ويسوع يصحِّح موقف المرأة ويرشدها إلى الموقف الصحيح: " طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!». لا بد من التمييز دائما بين عمل الله وعمل الناس. بين إعجاب الناس ورضى الله. لبطرس الذي اعترف بيسوع أنه المسيح ابن الله الحي، قال يسوع: " طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هٰذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات" (متى ١٦: ١٧). ولكل مؤمن به يقول: " أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه، وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه، فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله، فَهُمُ الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ وُلِدوا" (يوحنا ١: ١٢-١٣).

المولودون من الله، المؤمنون بالله، الذين ينظرون بعين الله، ويسجدون بالروح والحق، الذين لا يضيعون في المواقف البشرية، فيرفضون كلام الله أو يتوقفون عند إعجاب بشري لا يرى الله...

الله خلقنا، وهو كل شيء لنا. ونحن له كلِّيًّا. هذه هي حقيقة حياتنا. نؤمن بيسوع المسيح، إذن كلنا ليسوع المسيح. كل أعمالنا، كل أبنيتنا، كل مشاريعنا، كل رعايانا، كل جماعاتنا، الرعية والأبرشية، والطوائف المختلفة، كل هذا ليس مشروعًا بشريًّا، كل ما هو بشري يموت، وعملنا باطل، إن لم يكن كل شيء لله.

طوبي لمن يسمعون كلمة الله ويحفظونها، ليس الطوبى للمنتمين إلى هذه الجماعة أو تلك، والجاهلين لكلام الله.

المؤمن الصادق العامل لله، يتأمل في كلام الله ويجعلها حياة له. المؤمن الصادق يعي أن الله يدعوه، وهو يستجيب لله، لا للناس.

والله يدعو ويرسل إلى حقله، ليعمل فيه لله، لا لتلك الجماعة أو تلك، الله يهتم لكل أبنائه، وأرسلني إلى كل أبنائه. وقلبي يبقى كبيرًا مثل قلب الله، منفتحًا ليرافق كل إنسان، ليحمل هموم كل إنسان، وسائرًا مع يسوع الذي قال إن كل معذَّب هو أخوه. كل أسير، كل جائع كل من ليس له بيت.... كل المعذَّبين هو معهم، وهناك نلاقيه.

طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه. نعمل لله، أنا أتعامل مع الله، لا مع الناس. كل الناس الذين يملأون حياتي، الله يرسلهم، لكي أستقبلهم باسمه، ومن أجل اسمه، وأنا، أخدم وأعمل كل شيء من أجل الله وأقول: أنا خادم ولا فضل لي، هو الذي يعمل كل شيء. ولا أطلب مجدًا من إنسان.

أنا مؤمن؟ إذن أرى الله دائمًا. حياتي نظرة مثبتة في أبي الذي في السماء. وبهذا يثبت السلام في قلبي، حتى في الأرض المليئة بالاعتكار.

ربي يسوع المسيح، أعطني أن أسمع كلامك، وأن أتأمل فيه، وأن أجعله حياة لي. ربي يسوع المسيح، ثبت كلامك في نفسي، وفي إخوتي وأخواتي. آمين.

السبت ١١/١٠/٢٠٢٥                        الأحد ٢٧ من السنة/ج