اسأَلوا تُعطَوا، اطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم - لوقا ١١: ٥-١٣
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٥وقالَ لَهم: «مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة، ٦فقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، ولَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَه، ٧فيُجيبُ ذاك مِنَ الدَّاخِل: لا تُزعِجْني، فالبابُ مُقفَلٌ وأَولادي معي في الفِراش، فلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فَأُعطِيَكَ. ٨أَقولُ لَكم: وإِن لم يَقُمْ ويُعطِهِ لِكونِهِ صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه. ٩«وإِنِّي أَقولُ لَكم: إِسأَلوا تُعطَوا، ٱطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم. ١٠لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له. ١١فأَيُّ أَبٍ مِنكُم إِذا سأَلَه ابنُه سَمَكَةً أَعطاهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟ ١٢أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَبًا؟ ١٣فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لِأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يَهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٢٧– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...
"الرَّبُّ رَؤُوفٌ بارّ، وإِلٰهُنا رَحْمان" (مزمور ١١٥: ٥). ارحمنا، يا رب. إنك " رَؤُوفٌ بارّ، ورَحْمان". يا رب، بحسب رأفتك ورحمتك عاملنا. انظر إلى غزة، وأوقف الموت فيها. ألا تسمع يا رب، صراخهم. ألا ترى الدمار في البيوت والناس مشردين على الطرقات. أنت تعرف، يا رب، نوايا الشر في حاملي الموت في قلوبهم. ينوون الإبادة لغيرهم. وهم أبناؤك. وأنت الأقوى يا رب. لكنهم يتكلمون ويدمرون كما لو كانت الكلمة لهم. كلا، يا رب. أظهر لهم قدرتك. ارحم المعذبين، المائتين، الجائعين، العريانين.... ارحم يا رب كل الأيدي الضارعة المرتفعة إليك. يا رب، ارحم غزة، ارحم كل هذه الأرض المقدسة. كل الكارهين فيها بدِّلْ قلوبهم، أضيء عليهم فيروا الحياة. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"وقالَ لَهم: «مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة، فقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، ولَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَه، فيُجيبُ ذاك مِنَ الدَّاخِل: لا تُزعِجْني، فالبابُ مُقفَلٌ وأَولادي معي في الفِراش، فلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فَأُعطِيَكَ. أَقولُ لَكم: وإِن لم يَقُمْ ويُعطِهِ لِكونِهِ صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه" (٥-٨).
الصلاة. يسوع أعطى مثلا لتعامل الناس بعضهم مع بعضهم. رجل جاءه ضيوف في الليل، نام كل أهله، ولا خبز عنده. وماذا يقدم للضيف سوى الخبز؟ الرجل فقير، حل عليه ضيف فقير. كلاهما فقير على الأرض، وكلاهما فقير أمام الله. ومع ذلك، في منتصف الليل، في الظرف الصعب، أهله نيام، والضيف مزعج، ومع ذلك الفقير يقوم لمساعدة الفقير. ويجد خبزًا لضيفه.
أنت في شدة وأخوك في شدة. لا تدير نظرك عنه. بل انظر إليه، واشعر بحاجته، واعمل جهدك، وسيعطيك الله ما تعطيه لأخيك الفقير. انظر دائمًا إلى أخيك الفقير. بل ابحث عنه، ابحث عن الله، وابحث عن أخيك. فهو لله، هو خليقة الله، على صورة الله. إن كنت تطلب الله في حياتك، ابحث أيضًا عن كل أخ لك، ولا سيما الفقير والمحتاج. الحياة المكتملة هي حياة مع أخيك، وأمام الله ابينا الذي في السماء.
الصلاة تستجاب. الناس يستجيبون. المقتدي بالله يستجيب، كل ضيف في كل وقت، في الليل أو النهار، في السلام أو الحرب، مرسل إليك من قبل الله. تقبله ضيفًا من قبل الله، والله يبقيك ضيفًا في بيته الواسع، في العالم الرحب، عالم الله.
وقال يسوع أيضًا: "اسأَلوا تُعطَوا، اطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم. ١٠لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له" (٩-١٠).
أعطى يسوع المثل. وقال استقبلوا الضيف، ومثله يستقبلكم الله ويعطيكم. مهما كانت ظروف الحياة. فقر عادي، ملازم أو فقر يزول ... كل شيء يزول. الله يبقى، حبه يبقى، رحمته تبقى، نظره الحاني علينا يبقى. صراختا المرتفع إليه أمامه يبقى. الأرض على وجهها أبرار وأشرار، وعليها إنسان مكلف بإصلاحها، لكنه بدل ذلك يفسدها، لكن عليها ايضًا الله خالقها، يسودها ويعيدها إلى صلاحها، ويعيد
الفقير الوديع، مقاوم الشر والظلم، ويسكنه في أرض صالحة حنونة، وينجيه من أرض قاتلة كما يحدث اليوم في أرضنا.
يسوع قال: اسألوا تُعطَوا... في أرضنا أناس أشرار وقتلة. سيزولون ويبقى الله، والله يعطي من يسأل.
ظروف حياتنا صعبة. عدم سماع صلاتنا أمر صعب. منذ سنتين الحرب تفترس غزة، والصالحون يصلون، والله لا يستجيب. وحالة الأرض المقدسة منذ عشرات السنين في الويلات، وصالحون وصغار وكبار يصلون، والفساد في الأرض موجود ويزداد، والمعذبون غارقون في عذابهم...ومع ذلك لنسمع صوت يسوع يقول: إن الله أرحم من الناس.
صوت يسوع باق في آذاننا وفي قلوبنا: "فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لِأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يَهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه" (١٣). الله أبونا يستجيب، ولنا قال يسوع: صلوا ولا تملوا. وأبوكم السماوي يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تطلبوا. الصلاة هي سجود لله، هي استغفار، هي شكر، هي مغفرة لإخوتنا، والله من جهته يعتني بنا، بكل ما يلزمنا، حتى في الحرب... لله طرقه التي ليست طرقنا. الصلاة إيمان بالله وثقة ولو بدا لنا أن العكس يحصل.
ربي يسوع المسيح، علمني أن أصلي. في هذه الحرب الصعبة، المبيدة علمنا أن نصلي. علمنا أن نؤمن. زدنا إيمانا يا رب. أبقِ في قلوبنا نورك وحبك، يا رب. آمين
الخميس ٩/١٠/ ٢٠٢٥ الأحد ٢٧ من السنة/ج