إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمِقْدارِ حَبَّةِ خَردَل - لوقا ١٧: ٥-١٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٥وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنا إِيمانًا». ٦فقالَ الرَّبّ: «إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمِقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهٰذِه التُّوتَة: انقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم. ٧ مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! ٨أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ ٩أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ ١٠وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٢٣– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...
"تَعالى الرَّبُّ على جَميعِ الأُمَم، وفَوقَ السَّمٰواتِ مَجدُه!" (مزمور ١١٣: ٤). ارحمنا، يا رب. تعال، يا رب، وكن السيد على الجميع، كن السيد في غزة. رسل سلام، أسطول السلام المتوجه إلى غزة فرضوا عليه شروط الحرب، وأسروهم... ومن جهة أخرى، يبدو أن المفاوضات تقترب من الاتفاق على وضع سلام نهائي. هذه ساعة استغاثتنا، يا رب. هذه ساعة قدرتك، يا رب. مليونان ونصف في غزة، يريدون أن يقتلوهم أو يرحِّلوهم. هل تدع المستبدين يعملون ما يريدون؟ هل تترك أهل غزة للقتلة. كلا. إنّا نؤمن بصلاحك ورحمتك. ستخلِّصهم وتخلِّصنا. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنا إِيمانًا». فقالَ الرَّبّ: «إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمِقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهٰذِه التُّوتَة: انقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم. " (٥-٦). الإيمان عطية من الله. والله أعطانا إياها، ويقول لنا السيد المسيح ما معنى أن نؤمن: «إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمِقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهٰذِه التُّوتَة: انقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم ".
نؤمن بالله إيمانا صادقًا، إيمانًا هو حياة، يضيء كل ثنايا حياتنا، يعني أن نُرجِع كل شيء إلى أبينا، وله لا شيء مستحيل. يعني أن نصير مثل الله، أن نرى الله ربَّ الكون كله، ربَّ حياتي، وأتركه يعمل فيَّ.
يا رب، زدنا إيمانًا. صلاة جيدة نكررها. يا رب، زدني إيمانًا. علِّمني أن أحيا حياتك، معك، لأغلب شر العالم، لأنشر نورك وحبك فيه.
الإيمان فينا، عطية من الله، هو الكنز المخفي فينا. الله فينا. أصلِّي وأترك الله أبي يعلِّمني، وأحيا معه كل حياتي على الأرض، بكل تعقيداتها، وأجعل منها حياة إنسان، وحياة مع الله أبي.
أومن وأعرف من أنا، وما علاقتي الحقيقية مع الله، خادم، كبير أمام الله، ابن لله، لكني لا شيء والله هو كل شيء.
"مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" (٧-١٠).
نحن خدام، لا نملك شيئًا فنعطيه، إلا كوننا "لا شيء"، فنعترف بالله خالق الكل وكل شيء، ونحن فقط "خدام". نعترف أن كل ما لنا هو عطية، ونردُّه إلى أبينا الذي في السماء، ونستثمره فنتقاسمه مع إخوتنا. نبقى إخوة في أعمق عواطفنا، في كل ما نعمل، ونبقى أبناء الله، ونتيح لله بأن يبقى حاضرًا فينا، وعاملًا بنا. هكذا بإيماننا، نعمل. هكذا ننقل الجبال.
مهما كان عددنا، نعمل، مع الله نعمل. الإيمان يحل محل العدد. مؤمن واحد، والله يعمل فيه، الله يقدر فيه، الله الآب ربُّ الكون كله.
ربي يسوع المسيح، زدنا إيمانًا، علِّمنا أن نؤمن، أن نتبعك، أن نعرف أنفسنا ما نحن، خدَّامًا، وأن تعمل معك. وهكذا نبدِّل الموت الذي في حياتنا بالحياة التي جئت تحملها إلينا. ربي يسوع المسيح، زدنا
إيمانًا. في كل رعاياناـ في كل أرضنا المقدسة، أعطنا أن نعرفك أنت المسيح ابن الله الحي، المخلص الوحيد. ونحن، مهما كان عددنا، مؤمنون، نعمل بقدرتك، في موت الأرض. آمين.
الأحد ٥/١٠/ ٢٠٢٥ الأحد ٢٧ من السنة/ج