مَن كانَ أَمينًا على القَليل، كانَ أَمينًا على الكَثيرِ أَيضًا - لوقا ١٦: ١-١٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١وقالَ أَيضًا لِتَلاميذِه: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ وكانَ لَه وَكيلٌ فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه. ٢فدَعاهُ وقالَ له: ما هٰذا الَّذي أَسمَعُ عَنكَ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فلا يُمكِنُكَ بَعدَ اليَومِ أَنْ تَكونَ لي وَكيلًا. ٣فقالَ الوَكيلُ في نَفْسِه: ماذا أَعمَل؟ فَإِنَّ سَيِّدي يَستَرِدُّ الوَكالَةَ مِنِّي، وأَنا لا أَقوى على الفِلاحة، وأَخجَلُ بِالِاستِعطاء. ٤قد عَرفتُ ماذا أَعمَلُ حتَّى إِذا نُزِعتُ عنِ الوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم. ٥فدَعا مَديني سَيِّدِه واحِدًا بَعدَ الآخَر وقالَ لِلأَوَّل: كم عَليكَ لِسَيِّدي؟ ٦قال: مائةُ كَيْلٍ زَيتًا. فقالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فاجلِسْ واكتُبْ على عَجَلٍ: خَمسين. ٧ثُمَّ قالَ لِلآخَر: وأَنتَ كم عَليكَ؟ قال: مائةُ كَيْلٍ قَمحًا. قالَ لَه: إِلَيكَ صَكَّكَ، فَاكتُبْ: ثَمانين. ٨فأَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيلِ الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِنًا في تَصَرُّفِه. وذٰلِكَ أَنَّ أَبناءَ هٰذِه الدُّنْيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور. ٩«وأَنا أَقولُ لَكم: اتَّخِذوا لَكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ، قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة. ١٠مَن كانَ أَمينًا على القَليل، كانَ أَمينًا على الكَثيرِ أَيضًا. ومَن كانَ خائِنًا في القَليل كانَ خائِنًا في الكَثيرِ أَيضًا. ١١فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام، فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأتَمِنُكم؟ ١٢وإِذا لم تَكونوا أُمَناءَ على ما لَيسَ لَكم، فمَن يُعطيكُم ما لَكم؟ ١٣«ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا للهِ ولِلمال.

مَن كانَ أَمينًا على القَليل، كانَ أَمينًا على الكَثيرِ أَيضًا - لوقا ١٦: ١-١٣

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٠٩– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"الجَميعُ يَرْجونَكَ، لِتُعطِيَهم طعامَهم في أَوانِه" (مزمور ١٠٤: ٢٧). ارحمنا، يا رب. "الجَميعُ يَرْجونَكَ"، كل أهل غزة يرجونك، يا رب، يتكلون عليك. ومعهم كل الذين يُصَلُّون إليك من أجلهم في أنحاء العالم، كلهم يرجونك، يا رب. اسمعنا، يا رب. استجب لنا، يا رب. أظهر لنا رحمتك. يبدو، يا رب، أن الكلمة الأخيرة في غزة هي لأهل الموت. كلا، يا رب، لا تدَعْهم يتباهون بشرِّهم. أنت الإله الصالح القوي الذي لا يموت، أنت الإله الصالح الرحيم. أنت أبونا، استجب لنا، وارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

" كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ وكانَ لَه وَكيلٌ فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه. فدَعاهُ وقالَ له: ما هٰذا الَّذي أَسمَعُ عَنكَ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فلا يُمكِنُكَ بَعدَ اليَومِ أَنْ تَكونَ لي وَكيلًا" (١-٢).

وكيل يبذِّر أموال سيده. الغني، سيد كل الخيرات، هو الله الخالق رب الكون، ومانح كل خير. ونحن وكلاء خيراته. أنا نفسي عطية من الله، وجودي، وما أملك، عطية من الله. وهل أنا وكيل أمين أم مبذِّرٌ لنعم الله التي منحني إياها لأعتني بها؟

وكيل لنعم الله. أنا لا شيء. الوجود والحياة، الله منحني إياهما وديعة لأهتم بها. في كل شيء أنا مرتبط بالله. أم أريد أن أكون مستقلًّا عن الله؟ هل أريد أن أكون أنا نفسي، من دون الله، أبي؟ هذا مستحيل.  مع الله، لا شيء مستحل. لكن من دون الله، لا شيء ممكن. الحياة هي نور الله. والله هو  كل شيء، الله كلَّفَني بنفسي، حتى أجعل من نفسي نظرة محدِّقة إليه، وقلبًا ممتلئًا به، حتى أبقى على أرض الله، لا في شر الأرض.

" أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ". الله الأب الرحيم محبُّ البشر، أعطاني كل شيء، يطلب مني أن أقدم الحساب. كيف أحضُرُ أمامه؟ مثل الخادم الذي نال وزنة واحدة وعزل نفسه في حرده في المثل الإنجيلي، ولم يكن أمينا لمال سيده، ورأى أن يبقى وحده مع شر الناس، سجينا للأرض وحردها؟ أم بقيتُ في صحة جيدة، حياتي تحت نظره تعالى، وأنا عامل في حقله، ومستعدٌّ دائمًا لتأدية الحساب؟

"وأَنا أَقولُ لَكم: اتَّخِذوا لَكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ، قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة" (٩).

المال الحرام في الأرض، كل شر الأرض، يمكن أن يتحوَّل إلى خير، لأن الأرض كلها، وكلُّ ما فيها، هي لله خالقها، والله خلقها صالحة. لهذا، شر الناس فيها يمكن أن يتوقف وتعود الأرض إلى صلاحها.

الإنسان أفسد الأرض. وأنا بإدارتي غير الصالحة قد أساهم في إفسادها. بكل ضعف فيَّ، بكل نقض للمحبة فيَّ، بكل عدم اكتراث لعذابات إخوتي، وحين أبذِّر أموال سيدي وإلهي. لكن كل شر يمكن أن يتوقف، فيحلُّ محلَّه الخير والصلاح، لأن كل شيء من الله ويمكن أن يعود لله.

"اتَّخِذوا لَكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام". المال قد يكون مال حرام وشر، إذا صار صنمًا يُعبَد، ومعلِّمَ خطيئة، لكن يمكن أن يُحوَّل أيضًا إلى أداة حياة، إلى صدقة، إلى عطاء لإخوتي المحتاجين. المال، بدل أن يكون مال خطيئة، يمكن أن أصنعه خيرًا وصلاحًا، فأتحرر من شرِّه، وأعود حرًّا إلى الله أبي.

ربي يسوع المسيح، خلقتني، أنا اللا شيء، ولا أملك شيئًا. كلُّ ما أملك، أنت أعطيتني إياه. أعطني أن أبقى وكيلًا صالحًا لكل عطاياك. أعطني أن أبقى في حبِّك الذي يحفظ كل شيء في الصلاح، في نورك، وفي محبة كل إخوتي. آمين.

الأحد ٢١/٩/٢٠٢٥                               الأحد ٢٥ من السنة/ج