قرية البقيعة من أقدم وأجمل قرى فلسطين وعاش فيها كل أبناء الديانات معا

تقع قرية البقيعة في الجليل الأعلى، في بقعة تحيطها الجبال ومن هنا جاءت تسميتها. تكثر ينابيع المياه في البقيعة وأكثرها غزارة "عين البلد " التي تقع في وسط البلد، وحولها ساحة البلد وبجوارها شجرة توت ضخمة استقطبت الكثيرين للجلوس في ظلها، للحديث في شتى المواضيع وقد يكون لذلك تأثير على تنوع ثقافة أهل البقيعة وغزارة كتابها وشعرائها.

قرية البقيعة من أقدم وأجمل قرى فلسطين وعاش فيها كل أبناء الديانات معا

تعتبر قرية البقيعة من أجمل القرى العربية الفلسطينية، ومما يزيدها جمالاً كونها تتسلق سفح جبل "الجميجمة " بدون أن تشوه منظره، وقد بقيت محافظة على طبيعتها وقسم كبير من أبنيتها القديمة.

تقع قرية البقيعة في الجليل الأعلى، في بقعة تحيطها الجبال ومن هنا جاءت تسميتها. تكثر ينابيع المياه في البقيعة وأكثرها غزارة "عين البلد " التي تقع في وسط البلد، وحولها ساحة البلد وبجوارها شجرة توت ضخمة استقطبت الكثيرين للجلوس في ظلها، للحديث في شتى المواضيع وقد يكون لذلك تأثير على تنوع ثقافة أهل البقيعة وغزارة كتابها وشعرائها.

يعود تاريخ البقيعة الى ما قبل الفترة الكنعانية الى العصر الحجري المعدني - (Chalcolithic) ، أكتشف ذلك عند شق شارع في البقيعة سنة 1995، وجدت بالصدفة مغارة وجدت بداخلها أدوات حجرية، أواني فخارية وتوابيت كثيرة مصنوعة من الفخار، تعود الى العصر الحجري المعدني أي الى أربعة الآف سنة قبل الميلاد، كما ووجدت في المغارة تماثيل أحدها مصنوع من الفخار وهو رأس انسان مجوف من الداخل، له أنف وعيون وأسنان.

كما وتوجد في البقيعة بقايا مقابر من الفترة البيزنطية محفورة في الصخر، ومقبرة يهودية قديمة منها قبور حفرت في الصخر كما وتوجد أشجار زيتون، عمرها يقارب 2000 سنة.

سكن اليهود في البقيعة بعد خراب الهيكل الثاني (اي بعد الميلاد)، ثم المسيحيين ثم الدروز والقليل من المسلمين، عدد سكانها اليوم 5500 نسمة.

توجد في القرية القديمة كنيستان، كنيسة للروم الأرثوذكس، وهي الأقدم، مبنية على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة، وكنيسة للروم الملكيين الكاثوليك يعود تاريخ بنائها لعهد المطران غريغوريوس حجار (سنة 1925)، ومكانين للعبادة (خلوة) للطائفة المعروفية (الدروز) وكنيس قديم لليهود .

عمل الجميع في الماضي في الزراعة وكانت لهم تقاليد وعادات مشتركة. وقد بقيت في البقيعة سيدة يهودية، واظبت على زراعة وحصاد القمح كما فعل الأجداد.

ومن مصطفى مراد الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" جاء عن البقيعة ما يلي: "بلغت مساحة أراضي البقيعة 14196 دونماً ... وكان عدد سكانها 652 نسمة 1922  وفي عام 1931 وصل لـ 799 نسمة من جميع الطوائف، الدروز 412 نسمة، المسيحيون 264 نسمة، المسلمون 71 نسمة واليهود 52 نسمة. "

كما وذكر في كتابه عن الخرب التي بالقرب من البقيعة وهي: "خربة راس عباد، خربة باب السوق، خربة التليل وخربة جوس.

افتتحت أول مدرسة في البقيعة سنة 1887 وهي المدرسة المسكوبية .

من سنة 1921 وحتى 1953، أدار المدرسة المربي المرحوم حنا ابراهيم خوري (صباغ)، وقد استخدم الطابق الأرضي من بيته الخاص كمدرسة لغرض تعليم أولاد وبنات البقيعة بدون مقابل (مجاناً)، واستمر هكذا حتى تم بناء مدرسة جديدة سنة 1953.

لقرية البقيعة تاريخ عريق، لجميع الطوائف بداية من الطائفة الأرثوذكسية واليهودية ثم الدرزية. تعتبر رعية الروم الملكيين الكاثوليك من أقدم رعايا الأبرشية العكاوية، ويشهد على ذلك مستند تاريخي صادر من بطريرك الشام، يتضمن ترقية القس موسى مخول إلى درجة قبول الاعترافات بتاريخ 22 شباط سنة 1795 ميلادية.

بنيت البيوت القديمة قرب عين البلد بصورة متلاصقة، للحماية من اللصوص، ولتكون قريبة من النبع ليسهل جلب الماء، ولتسهيل الهرب من الباب السري الملاصق للجار، من أجل مساندة بعضهم وتمكين هرب الشباب الفارين من الخدمة العسكرية في الجيش العثماني (التركي). ومن مميزات بيوت البقيعة وجود عرش الدوالي على سطوح منازلها.

الصور بعدسة الكاتب وقسم من الصور من موقع فلسطين في الذاكرة