مثل الغني والفقير.. الفقير له اسم - لوقا ١٦: ١٩-٣١

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣١٦– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"فصَرَخوا إِلى الرَّبِّ في ضيقِهم، فخَلَّصَهم مِن شَدائدِهم" (مزمور ١٠٧: ١٣). ارحمنا، يا رب. "صَرَخنا إِليك في ضيقِنا، فخَلَّصْتَنا مِن شَدائدِنا". متى تسمع، يا رب، صراخ غزة، متى تنتهر الأشرار وتضع حدًّأ لمأساة أهل غزة؟ نحن بين يدلك، يا رب، وأنت أبونا. كل آلامنا، كل أيامنا وليالينا، وبيوتنا المدمرة، وأطفالنا الرُّضَّع، وجوعهم، نضع كل شيء بين يديك. أنت أبونا، أصغ إلينا، استجب لنا، ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوان والكَتَّانَ النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّمًا فاخِرًا. وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقًى عِندَ بابِهِ قد غَطَّتِ القُروحُ جِسْمَه. وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ. غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه" (١٩-٢١).

مثل الغني والفقير. الفقير له اسم. الغني يمكن أن يفقد اسمه وكرامته ومقدرته على أن يرى أخاه الفقير... ليس المال هو الخطيئة، بل أن تصير عبدًا للمال. أن تفقد حياتك، ومقدرتك على رؤية أخيك، هذه خطيئة. ذهب الغني إلى جهنم، ليس لأنه كان غنيًّا، بل لأنه لم ير الفقير ببابه، أهمله وهو قريب منه، ومحتاج إليه، ولم يفكر في أن يشركه في الخبز الذي أعطاه إياه الله.

يمكن للغني أن يخلص، إن بقي سيِّدًا على ماله، ولم يصر عبدًا له. إن بقي ماله أداة حياة، حياته وحياة إخوته. إن لم يصر المال صنمًا، بل ظلَّ وسيلة للحياة، وظل في نور الله الخالق والأب.

الله يعطينا كل شيء، ويعطي الجميع. ويعطي لكي نعطي. فيكون أفضل المال وأبقاه هو المال الذي نعيده إلى الله، فنعطيه إلى أبناء الله. كونوا قديسين كما أن الله أباكم قدوس. أعطوا إخوتكم كما أن الله يعطيكم. كل شيء لله، الأرض وما فيها لله، ومال الله لكل خلق الله.

لا شيء ملك لي. كل شيء ملك لله. أنا نفسي، وجودي، ملك لله، وكل ما أملك، مال أو علم، ملك لله. لا شيء ملك لي لأحتفظ به وأحرم إخوتي منه. كل شيء لله وكل ما يعطيني إياه الله فهو للتقاسم مع إخوتي وأخواتي.      

أُعطي كما يعطي الله. اقتدوا بالله. قال القديس بولس: ""اقتَدُوا بِالله عَلِى مِثَالِ الأبنَاءِ الأَحِبَّاء" (أفسس ٥: ١). اقتدوا بالله. كونوا كاملين كما أن الله أباكم كامل. مثل الله. هذا أمر لا يمكن تصوُّرُه.  لكننا على صورة الله، فمن الطبيعي إذًا أن نقتدي بالله. قديسين مثل الله. ونعطي مثل الله. نقتدي بالله ونعطي بقدر ما يعطينا.

لنحفظ هذا: أقتدي بالله أبي. وكل ما يعطيني أبي هو لي ولإخوتي.

لنحفظ هذا: أبحث عن أخي المحتاج، وأعطيه. قد يكون قريبًا مني، أحد أقربائي، قد يكون بعيدًا او غريبًا. لله لا أحد غريب، كلنا أعضاء في عائلة الله الواحدة.

ربي يسوع المسيح، أعطني عيونًا تراك، وترى كل أخ وأخت لي، فأعطيك أنت، بعطائي لهم. أعطني عيونا ترى وآذانا تسمع كل أنة معذب في هذه الأرض، فأحملها إليك، ومعك أحيا أنا وأخي. آمين.

الأحد ٢٨/٩/٢٠٢٥                           الأحد ٢٦ من السنة/ج