لا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة - يوحنا ٢: ١٣-٢٢
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
١٣وكان فِصحُ اليَهود قريبًا، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم، ١٤فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين. ١٥فَصَنَعَ مِجلَدًا مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعًا مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم، ١٦وقالَ لِباعَةِ الحَمام: «ارفعوا هٰذا مِن ههُنا، ولا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة». ١٧فتَذَكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه مَكْتوب: «الغَيْرَةُ على بَيْتِكَ ستَأكُلُني». ١٨فأَجابَه اليَهود: «أَيَّ آيةٍ تُرينا حتَّى تَعمَلَ هٰذِه الأَعْمال؟» ١٩أَجابَهم يسوع: «أُنقُضوا هٰذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!» ٢٠فقالَ اليَهود: «بُنِيَ هٰذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أَوَأَنتَ تُقيمُه في ثَلاثَةِ أَيَّام؟» ٢١أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ جَسَدِه. ٢٢فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذٰلك، فآمنوا بِالكِتاب وبِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع.
زمن سلام جديد؟ هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ لما وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟
"يا رَبُّ مِن يَدِ الشِّرِّيرِ احفَظْني، ومِن رَجُلِ العُنفِ احمِني. فقد فَكَّروا في أَن يُعَثِّروا خَطَواتي" (مزمور ١٤٠: ٥). ارحمنا، يا رب. "يا رَبُّ مِن يَدِ الشِّرِّيرِ احفَظْني، ومِن رَجُلِ العُنفِ احمِني". يا رب، في غزة، وفي القدس، وفي كل مدننا وقرانا في أرضك المقدسة، وفي كل الشرق الأوسط. يا رب، في كل هذه المنطقة، "كبار" العالم يريدون افتراسنا. أعطنا، يا رب، سلامك وعدلك. هؤلاء "الكبار" رُدَّهم عن ضلالهم، يا رب وعن قسوتهم، بدِّل قلوبهم أو بدِّلهم، يا رب. أعطنا سلامك ورحمتك، يا رب، في كل هذه المنطقة. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
"وكان فِصحُ اليَهود قريبًا، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم، فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين. فَصَنَعَ مِجلَدًا مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعًا مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم، وقالَ لِباعَةِ الحَمام: «ارفعوا هٰذا مِن ههُنا، ولا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة». فتَذَكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه مَكْتوب: «الغَيْرَةُ على بَيْتِكَ ستَأكُلُني». فأَجابَه اليَهود: «أَيَّ آيةٍ تُرينا حتَّى تَعمَلَ هٰذِه الأَعْمال؟» أَجابَهم يسوع: «أُنقُضوا هٰذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!» فقالَ اليَهود: «بُنِيَ هٰذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أَوَ أَنتَ تُقيمُه في ثَلاثَةِ أَيَّام؟» أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ جَسَدِه. فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذٰلك، فآمنوا بِالكِتاب وبِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع" (١٣-٢٢).
اليوم ذكرى تدشين الكنيسة الكبرى للقديس يوحنا في اللاتران في روما. أقدم وأول كنيسة للعالم المسيحي. مع هذه الذكرى، نذكر كل مكان كرسناه لله، وصار مكان لقاء مع الله، ومع الجماعة المسبحة. وهو مكان الذبيحة المقرَّبة لله، ذبيحة الابن الوحيد، ربنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لخلاص العالم، ولخلاصي.
لنذكر تدشين كنيستنا الكبرى، لنا وللعالم، كنيسة القيامة، التي تحتوي على كل سر يسوع، آلامه وموته وقيامته. ونذكر كل كنائسنا في كل أبرشيات القدس، أماكن تسبيح وسجود لله أبينا بالروح والحق.
ليفكر كل واحد خاصة في كنيسته الرعوية، وفي نعم الله التي قبلها فيها، في حب الله له، في كنيسته الرعوية المتواضعة، حيث بدأت حياته مع الله.
كنيسة الرعية، فيها قبلت أنا سر المعمودية. كان أول قبولي لله في بيته، كنت صغيرًا، وأول فيض للروح فيَّ، في يوم التثبيت. وفيها أول اعتراف بخطاياي، وأول مناولة، ثم كل الاعترافات والمناولات التي تلت. كنيستي الرعوية هي كنيسة حياتي مع الله، ومع الجماعة المؤمنة. مكان لقائي مع الله أبي، ومكان القربان في كل يوم، حيث يسوع المسيح ربي وإلهي، الذي صار إنسانًا وتألم ومات ثم قام، وبقي معي ومع الإنسانية ...
الإنجيل الذي قرأناه، هو دخول يسوع للهيكل، عندما وجد التجار فيه، فطردهم من بيت أبيه ...
طرد يسوع الباعة والتجار. يسوع لا يطرد أحدًا. لكن الرافضين قصدًا وإصرارًا ... ما هي مواقفي؟ هل أبحث عن الله وهل أطلب المغفرة؟
الفريسيون اعترضوا عمل الله. الله كلفهم بشريعته. لكنهم نسوا حقيقة دعوتهم. سألوا يسوع لماذا يطهر الهيكل، من هو ليعمل هذا؟ هل يبلغ بنا الأمر نحن أيضًا أن نسأل يسوع من هو؟ أن نسأل أي أخٍ لنا، من أنت؟
من يعلم؟ لو دخلنا في أعماقنا، لعلَّنا نجد ما يشبه هذا السؤال، بعض الرفض فينا ليسوع وما يقتضيه منا؟ أو بعض الرفض له في أحد إخوتنا؟ من يدري إلى أي حد تصل خطيئتنا؟
في هذا اليوم نذكر فيه تدشين كنائسنا، وتدشين كنيسة رعيتنا، نفكر في مبادئ حياتنا مع الله، ومع يسوع المسيح ابن الله الحي. مكان لقائنا الأول، ومكان القربان الأول الذي قدمناه، وبقينا نقدِّمه كل يوم.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أرى حبك الأول لي في كنيسة رعيتي، أعطني أن أعود إلى مناولتي الأولى، واعترافي الأول، وقبولي روحك القدوس... آمين.
الأحد ٩/١١/٢٠٢٥ الأحد ٣٢ من السنة/ج






