فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلًا لِلنَّجاةِ - لوقا٢١: ٣٤-٣٦

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

زمن سلام جديد؟ هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ لما وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟ "الرَبُّ بارٌّ في كُلِّ طُرُقِه، وصَفِيٌّ في جَميعِ أَعْمالِه" (مزمور ١٤٥: ١٧). ارحمنا، يا رب. أنت بارٌّ وعادل، يا رب، في جميع طرقك. أنت الصلاح. انظر إلى غزة وكل الأرض المقدسة. الناس أشرار، يا رب. أيديهم امتلأت بالدماء، قتلوا وما زالوا يقتلون. لم يبق للإنسان قيمة. يرون حياتهم في موت غيرهم. هذه رؤيتهم للحياة: "حتى أحيا أنا، يجب أن تموت أنت". خلقتنا، يا رب، كلنا صالحين بصلاحك، على صورتك. أعد صلاحك، يا رب، إلى هذه الأرض التي اخترتها، لا تتركها، ارحمنا يا رب.

فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلًا لِلنَّجاةِ - لوقا٢١: ٣٤-٣٦

 

إنجيل اليوم

«فاحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ القُصوفُ والسُّكْرُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذٰلِكَ اليَومُ كأَنَّه الفَخّ، لِأَنَّه يُطبِقُ على جَميعِ مَن يَسْكُنونَ وَجهَ الأَرضِ كُلِّها. فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلًا لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هٰذه الأُمورِ الَّتي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان» (٣٤-٣٦).

احذروا وكونوا دائمًا متنبهين، كونوا دائمًا منتظرين لمجيء المسيح. انتظروا واسهروا. القلب ساهر، واعٍ لحضور الله في خلقه، وفي إخوتي وأخواتي، وفيَّ.

حياة الإنسان لا تنحصر في الأرض فقط، وفي خيرات الأرض، ولا في خطيئة الأرض. حياة الإنسان هي حياة مع الله خالقي وأبي، الله يعمل دائمًا: ""إنَّ أبِي مَا يَزَالُ يَعمَلُ، وَأَنَا أَعمَلُ أَيضًا" (يوحنا ٥: ١٧).

الله يسهر دائمًا على خلقه، وعلى الإنسان خاصة، وعليَّ.

حياتي مع الله، وبحبه وصلاحه وقدرته، أبني الأرض، أكمِّلُ فيها عمل فداء يسوع المسيح. حياة واعية للقدرة التي منحها يسوع المسيح لكل إنسان خلَّصه وأرسله ليخلِّص غيره: اكرزوا بملكوت الله، وعمدوا واشفوا، وامنحوا الحياة من جديد لكل من فقدها.

نور القيامة، والفداء، لننشره في كل مكان. أُعطِينا فنعطي. والله يهيئ القلوب لتستقبل الزرع الذي يلقيه خُدَّامُه في الأرض الطيبة.

رسالتي حياتي هي أن أكمِّل مع الله عمل الله في خلقه. عكس منطق الناس في الحرب التي نعيشها التي تقول: أنت تموت لأحيا أنا، نحن نقول: أنا أبذل حياتي لتحيا أنت. هكذا يقول يسوع المسيح، وهكذا أَحَبَّ.

يسوع بذل حياته لخلاص الجميع، ولينال الجميع الحياة الوافرة. وكل تلميذ ليسوع يقتدي بيسوع، وبحسب منطقه يسير: أحيا وأقتدي بيسوع المسيح، وحياتي نفسها تتكوَّن بقدر ما أعطي، وأسمح لإخوتي وأخواتي بأن يحيوا.

أحيا حياة الأرض، فأُشرِك في خبزي اليومي، وأطلب السلام، والعدل والمساواة.  الأرض تغمرها ظلمات الخطيئة والحرب، وعليِّ أن أجعلها تستضيئ بالنور الجديد، الآتي من العلى، أستقبله من أبي وأفيضه على إخوتي وأخواتي.

أحيا حياتي على الأرض، وعلى الأرض أبدأ حياتي الأبدية، التي هي معرفة الآب ويسوع المسيح الذي أرسله إلى أرضنا، أرض خطيئة، لكي يجعلها أرض نعمة، ومحبة ونور، أرضًا صالحة بصلاح الله.

ربي يسوع المسيح، جئت إلى هذه الأرض لتخلص البشرية كلها، ولتخلصني. خلقتنا صالحين بمثل صلاحك، أعطنا أن نحفظ صلاحك فينا، وأن نُشرِكَ فيه كل إخوتنا وأخواتنا. آمين.

السبت ٢٩/١١/٢٠٢٥                                 الأحد ٣٤ من السنة/ج