إنجيل اليوم، الابن الضال - لوقا ١٥: ١-٣ و١١-٣٢

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

الحرب. السنة الثانية – يوم ١٦٤ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى). "يا رَبِّ، في الصَّباحِ تَسمَعُ صَوتي، وفي الصَّباحِ أَتأَهَّبُ لَكَ وأَتَرَقَّب" (مزمور ٥: ٤). ارحمنا، يا رب. بدأوا، في غزة، يا رب، يعُدُّون موتاهم: ٥٩١ حتى الآن في ثلاثة أيام فقط. قبل وقف إطلاق النار، زاد عدد القتلى على اربعين ألفا. لا تسمح، يا رب، بأن نصل إلى هذا الرقم من جديد. ""يا رَبِّ، في الصَّباحِ تَسمَعُ صَوتي"، منذ الصباح، نصرخ إليك، ونطلب الرحمة. الناس فشلوا في وقف الحرب. أنت وحدك، يا رب، قادر أن توقفها. اذكر يا رب، وارحم غزة وكل المنطقة. يا رب، قل كلمة واحدة فتَشفِيَنا من وباء الحرب، ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم، الابن الضال - لوقا ١٥: ١-٣ و١١-٣٢

 

١وكانَ الجُباةُ والخاطِئونَ يَدنونَ مِنه جَميعًا لِيَستَمِعوا إِلَيه. ٢فكانَ الفِرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ يَتَذَمَّرونَ فيَقولون: «هٰذا الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الخاطِئينَ ويَأكُلُ مَعَهم!» ٣فضَرَبَ لَهم هٰذا المــَثَلَ قال:

١١وقال: «كانَ لِرَجُلٍ ابنان. ١٢فقالَ أَصغَرُهما لِأَبيه: يا أَبَتِ أَعطِني النَّصيبَ الَّذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَه بَينَهما. ١٣وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الِابنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف. ١٤فَلَمَّا أَنفَقَ كُلَّ شَيء، أَصابَت ذٰلكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأَخَذَ يَشْكو العَوَز. ١٥ثُمَّ ذَهَبَ فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ ذٰلكَ البَلَد، فأَرسَلَه إِلى حُقولِه يَرْعى الخَنازير. ١٦وكانَ يَشتَهي أَن يَملَأَ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الَّذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أَحَد. ١٧فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: كم أَجيرٍ لِأَبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأَنا أَهلِكُ هُنا جُوعًا! ١٨أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبَتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. ١٩ولَستُ أَهْلًا بَعدَ ذٰلك لِأَن أُدْعى لَكَ ابنًا، فاجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ. ٢٠فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيدًا إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلًا. ٢١فقالَ لَه الِابْن: يا أَبَتِ، إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ، ولَستُ أَهْلًا بَعدَ ذٰلِكَ لِأَن أُدْعى لَكَ ابنًا. ٢٢فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً، ٢٣وأتوا بِالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، ٢٤لِأَنَّ ابنِي هٰذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالًّا فوُجِد. فأَخذوا يتَنعَّمون.

٢٥وكانَ ابنُه الأَكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقتَرَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصًا. ٢٦فدَعا أَحَدَ الخَدَمِ واستَخبَرَ ما عَسَى أَن يَكونَ ذٰلك. ٢٧فقالَ لَه: قَدِمَ أَخوكَ فذَبَحَ أَبوكَ العِجْلَ المــُسَمَّن لِأَنَّه لَقِيَه سالِمًا. ٢٨فغَضِبَ وأَبى أَن يَدخُل. فَخَرَجَ إِلَيه أَبوهُ يَسأَلُه أَن يَدخُل، ٢٩فأَجابَ أَباه: ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمرًا قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لِأَتَنَعَّمَ بِه مع أَصدِقائي. ٣٠ولمــَّا قَدِمَ ابنُكَ هٰذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا، ذَبَحتَ له العِجْلَ المــُسَمَّن! ٣١فقالَ له: يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائمًا أَبدًا، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. ٣٢ولٰكِن قد وَجَبَ أَن نَتَنَعَّمَ ونَفرَح، لأَنَّ أَخاكَ هٰذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالًّا فوُجِد".

إنجيل اليوم.

الابن الضال.

«كانَ لِرَجُلٍ ابنان. فقالَ أَصغَرُهما لِأَبيه: يا أَبَتِ أَعطِني النَّصيبَ الَّذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَه بَينَهما. وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الِابنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف. فَلَمَّا أَنفَقَ كُلَّ شَيء، ...فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبَتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ. ... فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيدًا إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلًا... فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا بِالعِجْلِ المــُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، لِأَنَّ ابنِي هٰذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالًّا فوُجِد" (١١-١٣ و١٧-١٨ و٢٠ و٢٢-٢٤).

ابنان، خطِئَ أحدهما وترك أباه، ثم عاد إليه واعترف بخطيئته واستغفر. قلب الأب رحيم، فتغاضى عن خطيئة ابنه، وغفر له، وأعاده إلى البيت وفرح به.

الله محبة. الله رحمة. مستعِدٌّ دائمًا للمغفرة والترحيب بنا. يرسل مطره ويطلع شمسه على الجميع، على الأشرار والأبرار. ما زال الإنسان على هذه الأرض فهو قادر على التوبة، وعلى أن يقول: ارحمني، يا رب، واغفِرْ لي. والله أبونا يغفر.

ينطبق المثل على كل واحد منا، سواء خطئنا وابتعدنا ثم رجعنا، وسواء كنَّا في موقف الأخ الأكبر، - تزمُّت، وحسد، ورفض المغفرة لأخيه.

زمن الصوم، زمن الرجوع إلى الله، زمن نعود فيه لنحيا مع أبينا الذي في السماء، فنرتقع فوق شؤون الأرض، لنحيا في شؤون الله، حتى على أرضنا هذه المليئة بالحرب. وما لا نقدر نحن أن نتصوره، الله يقدر أن يحققه، فهو يحبنا، ويرحب بنا في كل ظروف حياتنا، سواء كنا نحن الخطأة إليه وإلى إخوتنا، أم كنا نحن ضحايا إخوتنا. الشرط الوحيد الذي يطلبه الله منا، هو أن نغفر نحن أيضًا لإخوتنا، وأن نتحرر من تزمتنا وتشددنا ومراءاتنا، فنستقبل أخانا ونغفر له في كل ظرف. الله محبة، لنتعلَّمْ أن نحِبَّ مِثلَه. ليكن قلبنا مليئًا بالرحمة مثله.

زمن الصوم، زمن للتهيئة لعيد الفصح، للعبور من الموت إلى الحياة، ومن موت في نفسنا إلى حياة الله فينا. فنحمل صلباننا ونساعد إخوتنا ونحمل الصليب معهم، ونصعد معًا إلى الله أبينا. أسير في محبة الله

أبي وفي محبة إخوتي. زمن الصوم زمن توبة وتطهير وإعادة المحبة إلى حياتي، وإلى كل الأرض الواقعة في شر الحرب. وأستغفر، وأحيا بحياة أبي. وأطلب السلام المستحيل. يسوع الذي قهر الموت وقام ممجَّدًا يقدر أن يعطينا السلام.

ربي يسوع المسيح، قد أكون أنا الابن الضال الذي يبتعد عنك، وقد أكون الابن الأكبر، أبقى قريبًا منك، ومع ذلك لا أقتدي بك ولا أغفر لأخي. ربي يسوع المسيح، أعطني أن أقتدي بك وأن أحِبَّ بمثل حبك، ولا سيما في زمن الحرب التي تقتلنا منذ أكثر من سنة. آمين.

السبت ٢٢/٣/٢٠٢٥                   الأحد الثاني من الصوم - السنة/ج