قاعة "سلمى" في شفاعمرو تستضيف أمسية فكرية حول كتاب "فلسطين مهد المسيحية"
القيامة - استضافت جمعيتا "الزيتونة" و"سوا" في قاعة "سلمى"، في دير راهبات الناصرة في شفاعمرو، أمسية ثقافية حول كتاب "فلسطين مهد المسيحية"، مساء يوم الأربعاء 26/11/2025، الذي شارك في كتابته تسعة مؤرخين فلسطينيين وصدر عن منشورات جامعة دار الكلمة، بدعم من البعثة البابوية في فلسطين، ويحتوي 300 صفحة من القطع الكبير.
افتتح الأمسية مدير عام جمعية سوا"، الأستاذ رحيب حداد مرحبا ومنوها الى أهمية الندوة والبرامج الميلادية للجمعية. ودعا المحاضرين د. جوني منصور والمهندس الياس أبو عقصة وميسّر اللقاء الكاتب زياد شليوط الى المنصة. واستهل الكاتب زياد شليوط، رئيس تحرير موقع "القيامة"، اللقاء بالتعريف بالكتاب وما حواه من أبواب وفصول ومواضيع تناولت تاريخ نشأة المسيحيّة من القرن الأول إلى القرن السابع ميلادي.
وأضاف شليوط: يحاول الكتاب سدّ فجوة في الكتابة عن التاريخ الفلسطيني، ولا سيما أنه مكتوب باللغة العربية، ويتحدى تجاهل التاريخ المسيحي لمصلحة التركيز الحصري على التاريخ الإسلامي، ولذلك فإنه يُعتبر إضافة مهمة إلى المكتبة الفلسطينية والعربية وتاريخ فلسطين. ومع تزايد الاهتمام بتاريخ فلسطين القديم، والتشديد على أصالة الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في مواجهة الرواية الصهيونية الاستيطانية، نجد في هذا الكتاب مصدراً مهماً لدحض الروايات التي تقدّم تاريخ فلسطين على أنه تاريخ عبري محض، كأن فلسطين خلت من الحضارة والسكان منذ القرن الأول. كما ينتقد وصف الرواية الإسلامية لتاريخ ما قبل الإسلام باعتباره "عصر الجاهلية"، وفي ذلك تجاهل للحضارة والفلسفة والديانات التي سبقت الإسلام في المنطقة".


قدم المداخلة الأولى الدكتور جوني منصور مقدما لمحة عن أسباب وأهداف وضع الكتاب وخاصة على ضوء تجاهل القرون السبعة الأوائل من المسيحية، ثم توقف بتوسع عند نشوء الأديرة في فلسطين وخاصة في مناطق القدس وغزة والجليل. فتحدث عن أهم النساك والرهبان والأديرة الباقية من تلك الفترة وهم: دير حجلة بالقرب من أريحا ودير مار سابا بالقرب من بيت لحم ودير القديس جاورجيوس في وادي القلط ودير القرنطل في أريحا.
أما المرشد السياحي الياس أبو عقصة أكد بأن الكتب التدريسية تتجاهل فترة ما قبل الإسلام، واستعرض الفترات التاريخية وما مر على البلاد من احتلالات وتغييرات في واقع المنطقة اقتصاديا وسياسيا. وذكر بأن المنطقة تعرضت لتعديلات وتشويهات سواء في اللغة أو الأسماء أو اللون والشكل.

بعد ذلك عقب المحاضران على الأسئلة والملاحظات من قبل جمهور الحاضرين، وردا على سؤال أشار د. منصور الى أنه حصلت جلسة تقييم بعد صدور الكتاب، وأن هناك مساع لدى السلطة الفلسطينية لاعتماد الكتاب كأحد المراجع الأساسية في الجامعات الفلسطينية، وكذلك محاولة اعتماده في الجامعات الإسرائيلية. وأثنى الجمهور الذي حضر من شفاعمرو وبلدات أخرى، على هذه الندوة وما قدمته من مضامين حيوية يجدر التوقف عندها.








