عيد جميع القديسين - متى ٥: ١-١٢

١. فلما رأى الجموع، صعد الجبل وجلس، فدنا إليه تلاميذه

٢. فشرع يعَلِّمُهم قال:

٣ . طوبى لفقراء الروح فإن لهم ملكوت السموات.

٤. طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض.

٥. طوبى للمحزونين، فإنهم يُعَزّوْن.

٦. طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يُشبَعُون.

٧. طوبى للرحماء، فإنهم يُرحَمُون.

٨. طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله.

٩. طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يُدعَوْن.

١٠. طوبى للمضطهَدين على البِرِّ فإن لهم ملكوت السموات.

١١. طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتَرَوْا عليكم كل كذب من أجلي،

١٢. افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السموات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم.

الحرب. اليوم ٢٥.

الحرب مستمرة. ونحن نصلِّي. لا نفقد ثقتنا بالله. ونضع رجاءنا في صلاح الله، وفي الصلاح الذي وضعه الله في الإنسان. سيستفيق الإنسان يومًا. الحرب، كان يجب ألا تكون. لكنها كانت، وهي قائمة. والآن يجب أن يعيد البناء. يجب أن يعود إلى إنسانيته. حياة الإنسان ليست جموعًا شاردة هائمة على وجهها، على الطرقات. ليست أنقاضًا وأطفالًا يبكون يبحثون عن أمهاتهم تحت الأنقاض. حياة الإنسان هي رجال ونساء يعطون الخبز لصغارهم، ويسبِّحون الله، مثل طيور السماء وزنابق الحقل. ستكون حياة الإنسان يومًا هكذا. لكن اليوم، الإنسان، ولا سيما في هذه الأرض التي قدَّسَها الله، ما زال عاجزًا عن أن يرى هذه الرؤية. لكن، أنت، يا رب، أنت تسهر علينا. وترى الشر الذي نسيء به إلى أنفسنا. امدُد يدك وأخرجنا من الموت. يا رب، ارحم.

إنجيل اليوم.

اليوم عيد جميع القديسين، القديسين في مجد السماء، والقديسين في جهاد الأرض، المرافقين لحروب الناس. كلنا مدعوُّون إلى أن نكون معهم. قال الله: كونوا قديسين كما أني أنا إلهكم قدوس. ويقول لنا يسوع المسيح: كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. وسمعنا المزمور يقول لنا: قلت إنكم آلهة (مزمور ٨٢: ٦). قدِّيسون مثل الله.

نرفع نظرنا إلى السماء، ونتأمل في مجد القديسين. وننظر إلى الأرض، التي خلقها الله صالحة حسنة، ونرى أن الإنسان جعلها ساحة حرب، سواء هنا في أرضنا المقدسة، أم في الحروب الكثيرة في أنحاء العالم....

والمزمور ما زال يقول: قلت إنكم آلهة. ويسوع ما زال يقول: كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل، والله أبونا يقول: كونوا قديسين كما أني أنا قدوس.

ونحن إن شئنا استطعنا أن نكون قديسين كما أن الله قدوس. أو نستطيع أن نبقى في الحروب. الأمر متوقف على كل واحد منا، وليس فقط على رؤساء الدول الذين يشنون الحروب... أن نحيا حياة الله، أو أن نحيا حياة الناس، أن نحيا الحياة التي يقدِّمُها الله لنا، أو نحيا الحروب التي يقدِّمُها لنا الناس...

في إنجيل اليوم، يسوع يرشدنا إلى طرق مختلفة عن طرق رؤساء الدول الذين يشنون الحروب. العظة على الجبل موجز لطريق الله، الذي يدُلُّنا عليه يسوع. كثيرون دخلوا هذا الطريق. نحن أيضًا دخلناه. وكثيرون أيضًا يرفضون أن يسلكوه، ويفضِّلُون أن ينسَوْا إنسانيتهم، وينسَوْا خالقهم، ويجدوا مسرَّتَهم في موت إخوتهم.

يسوع يقول. لنتأمل في ما يقول.

طوبى لفقراء الروح فإن لهم ملكوت السموات.

طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض.

طوبى للمحزونين، فإنهم يُعَزّوْن.

طوبى للجياع والعطاش إلى البِرّ فإنهم يُشبَعُون.

طوبى للرحماء، فإنهم يُرحَمُون.

طوبى لأطهار القلوب فإنهم يشاهدون الله.

طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يُدعَوْن.

طوبى للمضطهَدين على البِرِّ فإن لهم ملكوت السموات.

طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتَرَوْا عليكم كل كذب من أجلي،

افرحوا وابتهجوا: إن أجركم في السموات عظيم" (٣-١٢).

ربي يسوع المسيح، أعطِني وأعطِنا جميعًا، أن نسمع ونفهم. أعطنا أن نقبل الحقيقة والحياة التي علَّمْتَنا إياها في العظة على الجبل. آمين.

الأربعاء ١/١١/ ٢٠٢٣        بعد الأحد ٣٠ من السنة/أ