أَيُّها الآب، لِيُقَدَّسِ اسمُكَ، لِيأتِ مَلَكوتُكَ - لوقا ١١: ١-٤

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١وكانَ يُصلِّي في بَعضِ الأَماكِن، فلَمَّا فَرَغَ قالَ لَه أَحَدُ تَلاميذِه: «يا ربّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحنَّا تَلاميذَه» ٢فقالَ لَهم: إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها الآب، لِيُقَدَّسِ اسمُكَ، لِيأتِ مَلَكوتُكَ. ٣أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا، ٤وأَعْفِنا مِن خَطايانا، فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لنا عليه، ولا تَترُكْنا نَتَعَرَّضُ لِلتَّجرِبَة".

أَيُّها الآب، لِيُقَدَّسِ اسمُكَ، لِيأتِ مَلَكوتُكَ - لوقا ١١: ١-٤

 

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٢٦– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"الرَّبُّ يَحفَظُ البُسَطاء. كُنتُ ضَعيفًا فخَلَّصَني" (مزمور ١١٥: ٦). ارحمنا، يا رب. احفظ البسطاء والصغار في غزة. قل كلمتك، يا رب، وليهرب الشر من أمام وجهك. أنت وحدك الرحيم. الناس قساة، لا يعرفون الرحمة. ربَّنا، أبانا، لا تتركنا بين أيدي أصحاب الموت. امكث معنا يا رب، حتى يعرفك الجميع، وحتى يتم الشفاء في كل غزة، وتكون لهم الحياة الجديدة، التي لا يقدر الناس أن يدمروها. ارحمنا، يا رب.

     

إنجيل اليوم

وكانَ يُصلِّي في بَعضِ الأَماكِن، فلَمَّا فَرَغَ قالَ لَه أَحَدُ تَلاميذِه: «يا ربّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحنَّا تَلاميذَه» فقالَ لَهم: إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها الآب، لِيُقَدَّسِ اسمُكَ، لِيأتِ مَلَكوتُكَ. أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا، وأَعْفِنا مِن خَطايانا، فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لنا عليه، ولا تَترُكْنا نَتَعَرَّضُ لِلتَّجرِبَة"(١-٤).

يسوع يصلي. يسوع واحد مع الآب. هذه صلاته. هذه حياته مع الله. تلاميذه يقولون له: يا رب، علِّمنا أن نصلي. يسوع يقول: أولا اقتدوا بي، كونوا واحدًا معي، ومع الآب. اعرفوا أن تذهبوا إلى مكان قفر، أمام الله وحده، واسجدوا بصمت، بالروح والحق. اعرفوا الذهاب إلى مكان قفر في كل لحظة وفي كل مكان.

عندما تشعرون بالعزلة الكبرى بين الناس، اذهبوا إلى مكان قفر حتى تكونوا أمام الله. في حفلاتكم الدينية الكبرى، اذهبوا بالروح إلى مكان قفر، لتكونوا في حضرة الله أبيكم. في صلواتكم اليومية، القداس وصلاة الساعات وكل نشاط ديني، اذهبوا إلى مكان قفر، لتكونوا في حضرة الآب. في كل أعمالكم، في خدمة إخوتكم وأخواتكم، في بحثكم عن السلام، اذهبوا إلى مكان قفر، لتكونوا حاضرين أمام الله أبيكم.

كونوا دائمًا في هذه الحال، "في مكان قفر"، مكان اللقاء مع الله والسجود الصامت أمامه.

يا رب، علمنا أن نصلي.

يسوع يقول لنا أولا: كما صليت صلوا. كما كنت أذهب إلى مكان قفر لأكون واحدًا مع الآب، ابحثوا أنتم أيضا عن أبيكم الذي في السماء، ووحدكم أمامه اسجدوا وتعلَّموا أن تحبوا إخوتكم وأخواتكم، كما يحبهم الله خالقهم وأبوهم.

يا رب، علمنا أن نصلي. علَّمنا يسوع أن نصلي بكلمات محددة. أولا نسبِّحُ الله: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك. صلاة في كل مكان وزمان، في حياتي الخاصة والعامة: لتكن مشيئتك. الله الآب يرى كل شيء ويعرف كل شيء. أنا أرى ولا أعرف كل شيء ولا أفهم ولا سيما عند حلول الشدائد، فأضع كل شيء بين يدي الله وأقول: لتكن مشيئتك.

الصلاة هي أولا السجود في صمت، والحضور أمام حلاله الإلهي، والاستسلام لمشيئته: لتكن مشيئتك، يا رب.

الصلاة هي أيضًا طلب كل ما نحتاج إليه، خبزنا اليومي، ومواجهة كل صعاب الأرض، فأضع كل شيء بين يدي الله: لتكن مشيئتك يا رب.

الصلاة هي أيضًا استغفار ومغفرة. المغفرة هي علاقة جوهرية مع الله، أبينا، ومع إخوتنا وأخواتنا.

وأخيرً التجارب. لا تدخلنا في التجارب ونجنا من الشرير. أضَعُ كل الشدائد أيضًا بين يدي الله خالقي وأبي، وأخوض معركتي مع الحياة على الأرض، لكن في نور الله أبي.

ربي يسوع المسيح، علِّمني أن أصلي، أن أصغي إليك، أن أراك، أن أقتدي بك وأبقى معك، آمين.

الأربعاء ٨/١٠/ ٢٠٢٥                       الأحد ٢٧ من السنة/ج