الملائكة الحرس - متى ١٨: ١-٥ و١٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١وفي تِلكَ السَّاعَة دَنا التَّلاميذُ إِلى يسوعَ وسأَلوه: «مَن تُراهُ الأَكبَرَ في مَلكوتِ السَّمَوات؟» ٢فدَعا طِفلًا فَأَقامَه بَينَهم ٣وقال: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. ٤فمَن وضَعَ نَفسَهُ وصارَ مِثلَ هٰذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات. ٥ومَن قَبِلَ طِفْلًا مِثلَه إِكْرامًا لِاسمي، فقَد قَبِلَني أَنا. ١٠«إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَدًا مِن هٰؤُلاءِ الصِّغار. أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات".

الملائكة الحرس - متى ١٨: ١-٥ و١٠

الحرب. السنة الثانية – يوم٣٢٠– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"أُنصُرْني أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهي، وبِحَسَبِ رَحمَتِكَ خَلِّصْني" (١٠٩: ٢٦). ارحمنا، يا رب. يبدو أن أقوياء هذه الأرض، يا رب، ينتصرون. أنهم ما زالوا على قرارهم: إبادة غزة. شعوب الأرض نعم أخذت تقاومهم. لكن الأرواح الشريرة يا رب، في أرضنا قوية. تزرع الموت، وتدمر، وتحوِّل المدينة والقطاع كله إلى مقبرة. .. هل تتركهم يا رب؟ هل تترك يا رب المليونين ونصف في غزة فريسة للأشرار؟ اللهم، أنت وحدك تخلِّصنا. امدد ذراعك وأظهر قدرتك، انتصر أنت على أهل الموت. واحمِ الصغار والباكين أمامك. ارحمنا يا رب.

إنجيل اليوم

"وفي تِلكَ السَّاعَة دَنا التَّلاميذُ إِلى يسوعَ وسأَلوه: «مَن تُراهُ الأَكبَرَ في مَلكوتِ السَّمَوات؟» ٢فدَعا طِفلًا فَأَقامَه بَينَهم ٣وقال: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. ٤فمَن وضَعَ نَفسَهُ وصارَ مِثلَ هٰذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات. ٥ومَن قَبِلَ طِفْلًا مِثلَه إِكْرامًا لِاسمي، فقَد قَبِلَني أَنا. إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَدًا مِن هٰؤُلاءِ الصِّغار. أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَدًا وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات" (١-٥و١٠).

مَن الأكبر في ملكوت السماوات؟ قد نطرح السؤال نفسه اليوم أيضًا. نريد نحن أيضًا أن نكون كبارًا، لكن ليس في ملكوت السماء، بل على هذه الأرض، في حياتنا في كل يوم... على الأرض، نريد أن ننجح، نريد أن يمدحنا الناس... نريد أن نحيا هنا، على الأرض، وفي مصالح الأرض.

سأل يسوع يومًا رسله وكانوا يتجادلون فيما بينهم: فيمَ تتجادلون، لم يجيبوه، خافوا أن يجيبوه، لأنهم كانوا يتجادلون في من هو الأكبر بينهم. قد يكون لنا الموقف نفسه، من الأهم فينا؟ من الذي يفهم الوضع فينا؟ من يفهم الرعية ومصلحة الرعية؟ قد يكون الموقف: أنا أفهم وأرى، وغيري لا يفهم...

وما هي مصالحنا وهمومنا؟ ما الذي نفهمه والذي لا نفهمه في الرعية؟

ما هي مصالحنا؟ ما هو النجاح في نظرنا؟

نحن تلاميذ يسوع، نؤمن به، مات من أجلنا ثم قام من بين الأموات. نؤمن بحضور الله على الأرض بيننا. لكن مرارًا المصالح تغلب علينا؟ من الأكبر، من الأهم؟ من الناجح؟

هل أنا وحدي في حياتي؟ أم أنا حقًّا في حياة يسوع المسيح الميت والقائم من بين الأموات؟ مع من أريد أن تكون حياتي؟ وحدي مع شر هذه الأرض؟ وراضٍ ببعض نجاحها؟ أم أبحث عن شيء أكبر وأسمى، أعلى من الأرض؟ فأرى يسوع المسيح، وأضع نفسي في نور الله؟

"فدَعا طِفلًا فَأَقامَه بَينَهم ٣وقال: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. ٤فمَن وضَعَ نَفسَهُ وصارَ مِثلَ هٰذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات".

مثل أطفال صغار، بسطاء، القلب ما زال طاهرًا، صغار لا يهتم الكبار لهم. قلبهم فارغ حر، فيه مكان لله. فنصغي مثل طفل ونطيع صوت الله. مثل الأطفال الذي يم يغرقوا بعد في شر الناس، ما زالوا أحرارًا ليروا الله، وليوكلوا إليه أفراحهم وأحزانهم.

مثل طفل أسير في طريق الله، لأعمل الخير. اصير مثل طفل، لا يعرف شر الناس بعد. ما زال أقرب إلى الله منه إلى الناس.

الأكبر والأقرب إلى الله. والأبعد عن خيرات هذه الأرض. حياته مع الله، ويقبل أن ينفذ نور الله إليه، وأن يتعلَّم من الله.

الأرض مكان حياتنا، لكن لنبقي نظرنا مثبتًا في الله خالقنا وأبينا، وخالق الأرض.

مكان حياتنا ليست الأرض وحدها فقط، بتاريخها، وحوادثها وحروبها وسائر معاركها... السماء أيضا، ولو بعدت، هي مكان حياتنا. يبدو لنا مرارًا أن السماء بعيدة وليست لنا لكي نهتم بها. يبدو لنا أن الله بعيد عنا. ومع ذلك الله هو أبونا، معه نحيا، كل حياتنا.

ربي يسوع المسيح، علِّمني أن أجد الحياة، أن أبقى صغيرًا حتى أجد الحياة الحقيقية معك. حتى أجعل الأرض أفضل، لمجدك ولخيري ولخير كل إخوتي وأخواتي. آمين.

الخميس ٢/١٠/ ٢٠٢٥                       الأحد ٢٦ من السنة/ج