وكان الشعب ينتظر، المسيح الآتي - لوقا ٣: ١٠-١٨

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا

١٠فسَأَله الجُموع: «فماذا نَعمَل؟» ١١فأَجابَهم: «مَن كانَ عِندَه قَميصان، فَليَقسِمْهُما بَينَه وبَينَ مَن لا قَميصَ لَه. ومَن كانَ عِندَه طَعام، فَليَعمَلْ كَذٰلِك». ١٢وأَتى إِلَيه أَيضًا بَعضُ الجُباةِ لِيَعتَمِدوا، فقالوا له: «يا مُعَلِّم، ماذا نَعمَل؟» ١٣فقالَ لَهم: «لا تَجْبوا أَكثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكم». ١٤وسَأَلَهُ أَيضًا بَعضُ الجُنود: «ونَحنُ ماذا نَعمَل؟» فقالَ لَهم: «لا تَتَحاملوا على أَحَدٍ ولا تَظلِموا أَحَدًا، واقنَعوا بِرَواتِبِكم. ١٥وكانَ الشَّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو المــَسيح. ١٦فأَجابَ يوحنَّا قالَ لَهم أَجمعين: «أَنا أُعَمِّدُكم بِالماء، ولكِن يأتي مَن هُو أَقوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهلًا لِأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. ١٧بِيَدِه المِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه، فيَجمَعُ القَمحَ في أَهرائِه، وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بِنارٍ لا تُطفأ». ١٨وكانَ يَعِظُ الشَّعبَ بِأَقوالٍ كَثيرةٍ غَيرِها فيُبَلِّغُهُمُ البِشارَة.

وكان الشعب ينتظر، المسيح الآتي - لوقا ٣: ١٠-١٨

           الحرب. السنة الثانية – يوم ٧٠

"سَبَقتُ الفَجرَ وصَرَختُ، وكَلِمَتَكَ رَجَوتُ. استَمِعْ صَوتي بِحَسَبِ رَحمَتِكَ، أَحْيِني، يا رَبُّ، بِحَسَبِ أَحْكامِكَ" (مزمور ١١٩: ١٤٧و١٤٩).

ارحمنا، يا رب. ""سَبَقتُ الفَجرَ وصَرَختُ". يا رب، ما زلنا نبتهل ونصرخ. إلى من نذهب وأنت أبونا. أنت ترى كل شيء، ترى المظالم، وترى عذابنا، وترى الأشرار والصالحين. في حبك، يا رب، استجب لنا. في حبِّك، فقط، لا لأي استحقاق منا، نحن لا نستحق شيئًا، لكنك، أنت، يا رب، تحِبُّنا، لم تخلقنا للحروب في غزة أو غيرها. ارحمنا، يا رب. وارحم سوريا بعدما وجدت نهاية لثلاث عشرة سنة من الحرب واحمِها. ارحمنا، يا رب.

 

إنجيل اليوم

"فسَأَله الجُموع: «فماذا نَعمَل؟» ... وأَتى إِلَيه أَيضًا بَعضُ الجُباةِ لِيَعتَمِدوا، فقالوا له: «يا مُعَلِّم، ماذا نَعمَل؟» ... وسَأَلَهُ أَيضًا بَعضُ الجُنود: «ونَحنُ ماذا نَعمَل؟» ... وكانَ الشَّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو المــَسيح" (١٠-١٥).

وكان الشعب ينتظر، المسيح الآتي. وكانوا يريدون الاستعداد للقائه بحياة مستقيمة.

في هذه الأيام من السنة، أيام المجيء، نحن أيضًا ننتظر، ننتظر أن نرى فرح البشرية كلها، فرح ميلاد المخلص يسوع المسيح.

وحياتنا هي دائما زمن انتظار، للقاء الله في كل أحداثها. وبما أنها زمن انتظار، فهي زمن سؤال، ماذا يجب أن نعمل حتى نلتقي بالله، ممَّاذا يجب أن نطهِّر أنفسنا، حتى نكون قادرين لأن نرى الله إذا مرَّ بنا، إذا منحنا نعمته، حتى نكون قادرين لنقبل نوره وحُبَّه.

زمن المجيء وزمن الميلاد، وزمن حرب أيضًا. ونحن في انتظار السلام الذي يمنحه الله، السلام الباقي، العادل، الممتلئ بالنور والمحبة. هذا هو السلام الذي ننتظره، سلام الله وحُبُّ الله لكل خلقه. هذا هو السلام الذي يمكن أن يلهم الناس حتى أهل الحرب فيدخلوا طرق السلام.

زمن المجيء وزمن الميلاد وزمن الحرب. لنحمل نصيبنا من الآلام، لنكن متضامنين مع جميع المعذبين والمنكوبين، ولنقاوم الشر بقدر استطاعتنا وبحسب موقعنا وواجباتنا في مجتمعنا. ولنصلِّ حتى يلهم الله الجميع أفكار سلام، السلام الذي يعطيه هو. حتى تدخل حياةُ الإنسان في نور الله ويصير الإنسان قادرًا على بناء أرض تليق بالله وبالإنسان.

عيد الميلاد والحرب. معناه عيد ومزيد من الصلاة، مزيد من الصراخ إلى الله حتى تنخفض التلال والمرتفعات والخطايا والحروب. الميلاد في زمن الحرب يعني ابتهالا وصلاة حتى يرحمنا الله: "سَبَقتُ الفَجرَ وصَرَختُ، وكَلِمَتَكَ رَجَوتُ. استَمِعْ صَوتي بِحَسَبِ رَحمَتِكَ، أَحْيِني، يا رَبُّ، بِحَسَبِ أَحْكامِكَ" (مزمور ١١٩: ١٤٧و١٤٩). أشرق يا رب شمس العيد على كل المنكوبين. آمين.

الأحد ١٥ /١٢/ ٢٠٢٤                       الأحد الثالث من المجيء/ج