فيليبس تبع يسوع، ودعا آخر، نتنائيل - يوحنا ١: ٤٣ – ٥١
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"فقالَ له نَتَنائيل: أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟ فقالَ له فيلُّبس: هلُمَّ فانْظُرْ؟ ورأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِياً نَحَوه فقالَ فيه: هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه. فقالَ له نَتَنائيل : مِن أَينَ تَعرِفُني؟ أَجابَه يسوع: قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك. أَجابَه نَتَنائيل: راِّيي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل" (٤٦-٤٩).

٤٣ "أَرادَ يسوعُ في الغَدِ أَن يَذَهبَ إِلى الجَليل، فَلقِيَ فيلِبُّس فقالَ لَه: اِتْبَعْني! ٤٤ وكانَ فيلِبُّس مِن بَيتَ صَيدا مَدينَةِ أَندَراوسَ وبُطرُس. ٤٥ ولَقِيَ فيلِبُّسُ نَتَنائيل فقالَ له: الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وَجَدْناه، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة. ٤٦ فقالَ له نَتَنائيل: أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟ فقالَ له فيلُّبس: هلُمَّ فانْظُرْ؟ ٤٧ ورأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِياً نَحَوه فقالَ فيه: هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه. ٤٨ فقالَ له نَتَنائيل: مِن أَينَ تَعرِفُني؟ أَجابَه يسوع: قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك. ٤٩ أَجابَه نَتَنائيل: راِّيي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل. ٥٠ أَجابَه يسوع: أَلأَنِّي قُلتُ لَكَ إِنِّي رأَيتُكَ تَحتَ التِّينَة آمَنتَ؟ ستَرى أَعظَمَ مِن هذا. ٥١ وقالَ له: الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان.
الحرب. اليوم ٩٠
" في ضيقي الرَّبَّ دَعَوتُ وإِلَيه إِلهي صَرَختُ، فسَمعَ صَوتي مِن هَيكَلِه وبَلَغَ صُراخي مِسمَعَيه" (مزمور ١٨: ٧). يا رب، ارحم. في خوفنا، في اضطرابنا، في الظلمات، إلى من نصرخ، وإلى من نلتجئ؟ أنت ملجأنا الوحيد. أنت أبونا. أنت أبو كل الأيتام في غزة. أنت أبو المليونين من البشر الذين رأوا بيوتهم تهدم وتشردوا على الطرقات... أنت أبونا الذي في السماء. أبانا الذي في السماء إليك نصرخ، إياك ننادي. ليبلغ صراخنا إلى أذنيك. أبانا، مُحِبَّ البشر، أبانا الرحيم، ارحمنا. أوقف وحشية الناس، وامنحنا السلام.
إنجيل اليوم
ما زلنا في الفصل الأول من إنجيل القديس يوحنا. دعوة الرسل. اليوم، فيليبس ونتنائيل.
"أَرادَ يسوعُ في الغَدِ أَن يَذَهبَ إِلى الجَليل، فَلقِيَ فيلِبُّس فقالَ لَه: اِتْبَعْني! وكانَ فيلِبُّس مِن بَيتَ صَيدا مَدينَةِ أَندَراوسَ وبُطرُس. ولَقِيَ فيلِبُّسُ نَتَنائيل فقالَ له: الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وَجَدْناه، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة" (٤٣-٤٥).
كان يسوع ينتظرهم. وهم بإلهام من الروح جاؤوا فالتقوه. وسمعوا نداءه، وتبعوه. فيليبس تبع يسوع، ودعا آخر، نتنائيل.
اتباع يسوع، يعني البقاء متنبِّهين لما هو يسوع، ابن الله، نور العالم، الطريق والحق والحياة. نحن الذين آمنا وتبعنا يسوع لنتذكر هذا دائمًا: متنبِّهين ليسوع، ولنحيا الحياة كلها معه. مع يسوع، العالم يتغير. لا يبقى العالم ما يقول ويعمل الناس، بل أيضًا ما يقول ويعمل الله.
مع الناس صداقات تدوم أو تنقطع، أو معارضات ومخاصمات، وما ينجم عن ذلك، أو علاقة الموت الكبرى وكل الشر الذي فيها. أما مع الله، فهو الخلق كله، في حسنه وصلاحه. مع الله، الناس أنفسهم ليسوا فقط أصدقاء أو خصومًا، هم غير ذلك، هم أبناء الله، وإخوة... أن نعيش مع الله، ومع يسوع المسيح، هو أن نرى ما يراه يسوع، هو أن نرى الآب الذي لم يَرَهُ أحد قط، والذي عرَّفَنا به يسوع المسيح.
"فقالَ له نَتَنائيل: أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟ فقالَ له فيلُّبس: هلُمَّ فانْظُرْ؟ ورأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِياً نَحَوه فقالَ فيه: هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه. فقالَ له نَتَنائيل : مِن أَينَ تَعرِفُني؟ أَجابَه يسوع: قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك. أَجابَه نَتَنائيل: راِّيي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل" (٤٦-٤٩).
قبل أن نتبع يسوع، وأحيانًا بعد أن نتبعه أيضًا، وبعد أن نبدأ مسيرتنا معه، يمكن أن تساورنا الشكوك. من أين يأتي المسيح؟ ماذا يقول المسيح لي؟ هل الذي يقوله، "المعلِّمون" في الكنيسة، هو ما يقوله يسوع المسيح؟ وشكوك أخرى... يسوع يرى أعماق نفوسنا، يرى قبولنا وترددنا. ولنا أيضًا يقول: أعرفك، أكثر مما تعرف نفسك، أعرف ما تقول وما تعمل.
" مِن أَينَ تَعرِفُني؟" يمكن أن نسأل نحن أيضًا مثل هذا السؤال. أمن الممكن أن يكون يسوع قريبًا مني هذا القرب، فيعرفني في أعماق قلبي؟ نعم، يسوع قريب جدًّا مني. وأنا إن أردت أن أتبعه، وأكون تلميذًا حقيقيًّا له، يجب أن أكون قريبًا منه، إلى حد أن أحيا حياته، إلى حد أن يصير هو حياتي وهو الذي يحيا فيَّ.
أتبع يسوع، أحيا حياته. وأحيا حياة الأرض في نوره.
ربي يسوع المسيح، دعَوْتَني فتبعتُك. احفظني تلميذًا أمينًا لك، قريبًا جدًّا منك، أحيا بحياتك. آمين.
الجمعة ٥/١/ ٢٠٢٣