يوسف ومريم يُقدِّمان يسوع إلى الهيكل في القدس - لوقا ٢: ٢٢-٣٥
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ، كما كُتِبَ في شَريعةِ الرَّبِّ مِن أَنَّ كُلَّ بِكرٍ ذَكَرٍ يُنذَرُ لِلرَّبّ، ولِيُقَرِّبا كما وَرَدَ في شَريعَةِ الرَّبّ: زَوْجَيْ يَمَامٍ أَو فَرخَيْ حَمام" (٢٢-٢٤).

٢٢ ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ، ٢٣ كما كُتِبَ في شَريعةِ الرَّبِّ مِن أَنَّ كُلَّ بِكرٍ ذَكَرٍ يُنذَرُ لِلرَّبّ، ٢٤ولِيُقَرِّبا كما وَرَدَ في شَريعَةِ الرَّبّ: زَوْجَيْ يَمَامٍ أَو فَرخَيْ حَمام. ٢٥وكانَ في أُورَشَليمَ رَجُلٌ بارٌّ تَقيٌّ اسمُه سِمعان، يَنتَظرُ الفَرَجَ لإِسرائيل، والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه. ٢٦وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قد أَوحى إِلَيه أَنَّه لا يَرى الموتَ قَبلَ أَن يُعايِنَ مَسيحَ الرَّبّ. ٢٧ فأَتى الـهَيكَلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح. ولـمّا دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة، ٢٨ حَمَله عَلى ذِراعَيهِ وَبارَكَ اللهَ فقال ٢٩ الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ ٣٠ فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ ٣١ الَّذي أَعدَدَته في سبيلِ الشُّعوبِ كُلِّها ٣٢ نُوراً يَتَجَلَّى لِلوَثَنِيِّين ومَجداً لِشَعْبِكَ إِسرائيل. ٣٣ وكانَ أَبوه وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه. ٣٤ وبارَكَهما سِمعان، ثُمَّ قالَ لِمَريَمَ أُمِّه: ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل وآيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض. ٣٥ وأَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ لِتَنكَشِفَ الأَفكارُ عَن قُلوبٍ كثيرة.
الحرب. اليوم ٨٣
" صُراخًا إلى الرَّبِّ أَصرُخ ومِن جَبَلِ قُدسِه يُجيبُني. الرَّبُّ يُسنِدُني.. .قُمْ، يا رَبِّ، خَلِّصْني يا إِلهي" (مزمور ٣: ٥-٨).
يا رب، ارحم. الآلام كثيرة، وقسوة الناس كثيرة. الإنسان الذي خلقته، يا رب، ليس له أي اعتبار في نظر الذين يقتلونه. هم أنفسهم القاتلون نسوا أنك أنت خلقتهم، لا ليقتلوا، بل ليُحِبُّوا. اللهم، ارحم هؤلاء وهؤلاء. يا رب، صراخًا إليك أصرخ. كم من الأبرار وكم من الصغار يصرخون إليك. يا رب ارحم. أعطنا قوتك لنبقى أقوياء واثقين بك. حتى لا نيأس ولا يغلبنا شر الناس. أنت الصالح، القدوس، الإله القوي، الذي لا يموت. أنت الحب، ومُحِبُّ البشر. امكُثْ معنا، يا رب.
إنجيل اليوم
يوسف ومريم صعدا إلى الهيكل في القدس، ليُقدِّما يسوع بحسب ما تقتضي شريعة موسى.
"ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ، كما كُتِبَ في شَريعةِ الرَّبِّ مِن أَنَّ كُلَّ بِكرٍ ذَكَرٍ يُنذَرُ لِلرَّبّ، ولِيُقَرِّبا كما وَرَدَ في شَريعَةِ الرَّبّ: زَوْجَيْ يَمَامٍ أَو فَرخَيْ حَمام" (٢٢-٢٤).
يسوع المسيح، كلمة الله، يخضع لكل أوامر الشريعة. فصعد مريم ويوسف إلى الهيكل "لِيُقَرِّبا (فدية عن يسوع) كما وَرَدَ في شَريعَةِ الرَّبّ: زَوْجَيْ يَمَامٍ أَو فَرخَيْ حَمام".
جاء يسوع ليكمل الشريعة، وليصلحها، وليصلح البشرية. قبل ذلك، خضع للشريعة مثل كل الناس. جاء يعطي البشرية شريعة جديدة، لكنه بدأ فعاش مع الناس، مثل الناس، شبيهًا بهم في كل شيء، ما عدا الخطيئة.
"وكانَ في أُورَشَليمَ رَجُلٌ بارٌّ تَقيٌّ اسمُه سِمعان، يَنتَظرُ الفَرَجَ لإِسرائيل، والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه. وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قد أَوحى إِلَيه أَنَّه لا يَرى الموتَ قَبلَ أَن يُعايِنَ مَسيحَ الرَّبّ. فأَتى الـهَيكَلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح. ولـمّا دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة، حَمَله عَلى ذِراعَيهِ وَبارَكَ اللهَ".
كان في الهيكل رجل بارٌّ، سمعان الشيخ. في كل زمن، يوجد رجال صالحون أمام الله، بالرغم من كل شر الناس، بالرغم من حروبهم ووحشِيَّتهم. هيرودس ملكٌ شديدٌ قاسٍ، وسمعان رجلٌ بارّ أُعطِي له أن يرى الرب يسوع. اليوم أيضًا يوجد زعماء حرب، وتجار موت، لكن يوجد أيضًا عدد كبير من الأبرار أمام الله، يشفعون ويستجيب الله صلاتهم.
إنا نعيش في عالم فيه شر وخير. نعيش بين يدي الله، أبينا الذي يحبنا، وفي الوقت نفسه نحن خاضعون لرجال يزرعون الموت. سيقول يسوع: الويل للذين تقع الشرور عن يدهم، الويل للمدن التي لم تؤمن، الويل لرؤساء الدين المرائين. واليوم يقول: الويل لكم، يا رؤساء الحرب. ويقول أيضًا: تعالوا إليَّ، أنتم المظلومين، والمتعبين، وأنا أريحكم.
هذا هو عالمنا: صراع بين الخير والشر. نحن في صراع. ويجب أن نصارع. وفي الصراع، الله أبونا وسندنا. قد نمـُرُّ في لحظات نشعر فيها أننا وحدنا، عندما يقوى علينا الشر، عندما نضعف، عندما نظن أننا وحدنا، لكنَّا لسنا أبدًا وحدنا. متعبين، منهكين، واقعين على الأرض، لسنا وحدنا. ضحايا البشر، مظلومين، لسنا أبدًا وحدنا. الله أبونا وسندنا. ويسوع، كلمة الله، يقول لنا: تعالوا إليَّ، وأنا أحميكم، وأنجيكم من الشر.
" والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه". الروح القدس يعمل دائمًا فينا وفي العالم. يسوع قال: "إنَّ أبِي مَا يَزَالُ يَعمَلُ، وَأَنَا أَعمَلُ أَيضًا" (يوحنا ٥: ١٧). الله أبونا يعمل دائمًا معنا، في صراعنا اليومي. لنتشدَّدْ في رجائنا، ولنصارِعْ، ولتبقَ نفوسنا مطمئنة. إن أبانا "ما يزال يعمل" معنا.
ربي يسوع المسيح، كنتَ بعدُ طفلًا وعرفْتَ قسوة الناس. وأنت تعلم وترى أننا نحن أيضًا نعيش اليوم مع قسوة الناس. ونعلم أيضًا "أنك تعمل دائمًا" معنا وفينا، لتنجِّيَنَا من الشِّرِّير. إنا نضع فيك رجاءنا، ومعك نريد أن تكون حياتنا. آمين.
الجمعة ٢٩/١٢/ ٢٠٢٣