متواضعون، نعلم ما نحن، ونسجد - لوقا ١٧: ٧-١٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
٧ مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! ٨أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ ٩أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ ١٠وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه».
زمن سلام جديد؟ هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ لما وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟
"احفَظْني مِن قَبضَةِ الفَخِّ الَّذي نَصَبوه لي، ومِن شِباكِ فَعَلَةِ الآثام" (مزمور ١٤١: ٩). ارحمنا، يا رب. "احفَظْنا، يا رب، مِن قَبضَةِ الفَخِّ ... ومِن شِباكِ فَعَلَةِ الآثام". نجنا، يا رب، من الحرب في غزة وفي كل الأرض المقدسة، وفي كل المنطقة. إنا نؤمن برحمتك وقدرتك، يا رب، وإليك نصلي، ونسألك أن تلقي نظرة على أبنائك المتضرعين إليك في وادي الموت هذا. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه» (٧-١٠).
الخادم خادم، ويبقى في مكانه.
تنطبق هذه الآيات على علاقتنا مع الله، ثم مع إخوتنا وأخواتنا.
أولا علاقتنا مع الله، نحن الخليقة وهو الخالق. لا ننسى أبدًا أننا الخليقة، خليقة وخطأة. متواضعون أمام الله، متضرعون ومستغفرون، وطالبون كل ما نحتاج إليه. نعرف ما نحن، خليقة، خادمة لله ربها، ومعتمدة في كل شيء على الله خالقها.
متواضعون، نعلم ما نحن، ونسجد.
الله من جهته، لا يتركنا في وضع العبيد، فهو لا يُسَرُّ برؤيته لنا رازحين تحت عبء حاجات الحسد أو ضرورات الأرض. جعلنا الله أبناءه، ورفعنا إلى مقامه... بوساطة ابنه يسوع المسيح الذي تواضع وتنازل هو حتى نرتفع نحن. الله يحبنا، ويريد إنسانًا، رجالا ونساء أحرارًا قادرين على المحبة مثله.
من جهتنا، نجتهد لنحصل على خبزنا اليومي، عارفين من نحن، خليقة وأيضًا أبناء الله، وهو يعطينا كل شيء كل ما نحتاج إليه.
نحن خليقة، خدام الله، عبيد لله، لكن الله أراد أن يرفعنا إلى كرامة الأبناء، ويريدنا كرامًا أحرارًا في علاقتنا معه، علاقة أبناء يحبون.
وكما عاملنا الله، نحن أيضًا نعامل إخوتنا. لا أحد خادم ولا أحد عبد، ولا أحد مستثنى من الأخُوَّة العامة. كما استقبَلَنا الله في مقام الأبناء، نحن أيضا نستقبل كل إخوتنا وأخواتنا، ونعاملهم إخوة وأخوات. لا أحد خادم ولا أحد مُستعْلٍ أو مسيء إلى أخيه. كلنا متساوون أمام الله.
الاقتداء بالله. هو الله أبونا ويحبنا، ونحن في ما بيننا، إخوة نحب بعضنا بعضًا.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أقتدي بك، أن أحافظ على كرامة الابن فيَّ، وأن أرى في كل إخوتي وأخواتي، أبناء لك. آمين.
الثلاثاء ١١/١١/٢٠٢٥ الأحد ٣٢ من السنة/ج







