وسارَ في كُلِّ مَدينَةٍ وقَريَة، يُنادي ويُبَشِّرُ بِمَلٰكوتِ الله - لوقا ٨: ١-٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١وسارَ بَعدَ ذٰلك في كُلِّ مَدينَةٍ وقَريَة، يُنادي ويُبَشِّرُ بِمَلٰكوتِ الله، ومعَه الِٱثْنا عَشَر، ٢ونِسوَةٌ أُبْرِئْنَ مِنْ أَرواحٍ خَبيثَةٍ وأَمراض، وهُنَّ مَريَمُ المَعروفَةُ بِالمِجدَلِيَّة، وكانَ قد خَرَجَ مِنها سَبعَةُ شَياطين، ٣وحَنَّةُ ٱمرَأَةُ كوزى خازِنِ هيرودُس، وسَوسَنَة، وغيرُهُنَّ كَثيراتٌ كُنَّ يُساعِدْنَهُم بِأَموالِهِنَّ.

وسارَ في كُلِّ مَدينَةٍ وقَريَة، يُنادي ويُبَشِّرُ بِمَلٰكوتِ الله - لوقا ٨: ١-٣

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٠٧ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"يَنظُرُ إِلى الأَرضِ فتَرتَعِد، يَمَسُّ الجِبالَ فتُدَخِّن. لِيَنقَرِضْ مِنَ الأَرضِ الخاطِئون، ولا يَبْقَ فيها الأَشْرار" (مزمور ١٠٤: ٣٢و٣٥). ارحمنا، يا رب. أهل الحرب، يا رب، مصمِّمون على الدمار والإبادة، إبادة الرجال والنساء، آباء وأمهات وأطفال. فقدوا معنى الحياة. فقدوا البصر. "انظُرُ إِلى الأَرضِ، يا رب، فتَرتَعِد". انظر إلى غزة، "فلا يَبْقَ فيها الأَشْرار" الذين يريدون إبادتها. ونحن نثق بك، يا رب. لن تكون إبادة. أنت الرب الوحيد، رب الأرض كلها، والرب الوحيد في غزة، وفي كل الأرض المقدسة. "يَنظُرُ إِلى الأَرضِ فتَرتَعِد، يَمَسُّ الجِبالَ فتُدَخِّن. لِيَنقَرِضْ مِنَ الأَرضِ الخاطِئون، ولا يَبْقَ فيها الأَشْرار". ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

" وسارَ بَعدَ ذٰلك في كُلِّ مَدينَةٍ وقَريَة، يُنادي ويُبَشِّرُ بِمَلٰكوتِ الله، ومعَه الِاثْنا عَشَر،..." (١).

كان يسوع يتجوَّل في كل مدينة وقرية، يبشِّر بالنبأ السارّ، بملكوت الله. سنوات حياته العلنية، كانت ترحالًا، رحلة مع الناس، لا بيت له ولا مكان يستقر فيه. دائمًا في طلب الخراف الضالة. دائمًا يعظ بكلمة الله. دائمًا فيما هو لأبيه. دائمًا يريد أن يعيد البشرية إلى الآب.

        "إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ، الِابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه" (يوحنا: ١-١٨).

        جاء يسوع ليُظهِرَ للناس الله الآب، الذي هو وإياه واحد. وليعلِّمنا وليعلِّمني أن أشارك في حياة الثالوث القدوس. أحيا حياة الله. أحيا في نور الله وفي حبه.

        إلى هذا أنا مدعُوّ. إلى الإيمان بيسوع المسيح. أنا مدعُوٌّ لأكرس حياتي له، مدعُوٌّ لأن أحيا معه، ولأن أبقى دائمًا أطلب وأبحث معه عن إخوتي وأخواتي لأبشِّرهم بملكوت الله. حياتي للبحث عن الإخوة، للإصغاء إلى همومهم، وإلى آلامهم، وإلى بحثهم عن السلام والعدل. حياة لله هي حياة لإخوتي وأخواتي.

        حر من كل قيد، ومن كل شخص أو مكان يثبتني، أو يمنعني من مرافقة إخوتي بصلاتي. بل أحملهم دائمًا في صلاتي على المذبح، وأقدمهم مع ذبيحة يسوع كل يوم.

        يسير بين المدن والقرى. "ليس لابن الإنسان حجر يضع عليه رأسه". في تجوال دائم أمام الآب، ومع الآب، ليعيد الكل إليه وإلى نوره، كل إخوتي وأخواتي، وكل همومهم وآلامهم، وليرشدهم إلى النور.

        يسوع في طلب دائم للخراف الضالة، وهو أيضا دائمًا في لحظات عزلة، على الجبل، على انفراد، ليحيا حياته مع الآب، ثم يعود إلى تلاميذه، ليعلِّمهم ويرسلهم يحملون رسالته نفسها.

        في تجوال دائم، لمرافقة الناس، لحماية أبناء الله، في نور الله، وأيضًا دائمًا في لحظات على انفراد، في مكان قفر، حتى أضع نفسي وأضعهم كلهم أمام رحمة الله.

        ربي يسوع المسيح، جئت لتخلِّصنا. ودعوتني لأكمل عملك، حرًّا من كل قيد مكان أو بشر، ومن كل ثقل من أنانيتي، حتى أبقى في طلب إخوتي. ربي يسوع المسيح، املأني بروحك، حتى أتبعك، حتى أعرف الأب أنا أيضًا، وأعرفه أنا وإخوتي في نورك. آمين.

الجمعة ١٩/٩/٢٠٢٥                             الأحد ٢٤ من السنة/ج