أمسية إشهار ديوان "طفل يشتهيه الرحيل" للشاعر محمد موعد في مكتبة "أبو سلمى" – الناصرة
القيامة - أُقيمت في مكتبة "أبو سلمى" البلدية العامة في الناصرة، أمسية أدبية لإشهار ديوان الشاعر محمد أحمد موعد، "طفل يشتهيه الرحيل" وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين ومحبي الأدب. افتُتحت الأمسية بكلمة ترحيبية ألقتها آمنة مصري، باسم مكتبة أبو سلمى، فرحّبت بالحضور وأكدت على أهمية احتضان المشهد الثقافي المحلي. وقدّمت الأمسية الدكتورة حنان جبيلي عابد، التي شكرت طاقم المكتبة على تعاونه ومن ثم أدارت فقرات الأمسية.

استُهلت المداخلات عبر تقنية "الزوم" للكاتب جواد العقاد من غزة، حيث قال: "في كل نص من نصوص الشاعر محمد أحمد موعد، ثمة رائحة عميقة للذات الفلسطينية، لا بوصفها هوية فقط، بل كذاكرة تخترق اللحظة الشعرية دون أن تحاصرها". وأضاف أن الشاعر محمد موعد شاعر لم يُغوِه المنبر ولا الجموع، انحيازًا للقصيدة بوصفها اختبارًا روحيًا وفكريًا دائمًا.
وقدمت المداخلة الثانية الدكتورة روز اليوسف شعبان، وجاءت بعنوان
" الاغتراب في ديوان طفل يشتهيه الرحيل"، وتوقفت عند مظاهر الاغتراب والتي تتجلّى في مضامين القصائد التي تشير إلى روح تشعر بالقلق، الخوف، الملل، وتفتقد الألفة والإنسانية. كما تتجلّى في اللغة الشعرية باستخدام تعابير مثل: ملل، رتابة، قلق، أسى، غريب، كئيب، أفق مسدود، أسر، عزلة متوحشة، خذلان، وغيرها.
بعدها، تحدّث الشاعر سامي مهنا، مشيرًا إلى البُعد الفلسفي والتأملي في قصائد هذه المجموعة الشعرية، والتي "تشكّل المعاني جسرًا يمتد بين الأشياء ونقائضها، بين الوضوح والضباب، بين الحلم والواقع. يسير الشاعر كمن يمشي على خيط من حبر فوق حافة الظل، وتغدو الكلمات كينونات تحاول التمرّد على الثابت، نابعة من التجربة، مستحضرة الصراع بين الأمل والانطفاء، بين الذات والآخر، بين اليقين والشك"، كما قال.
وقد اعتذر الشاعر مفلح طبعوني عن الحضور بسبب وعكة صحية، وتمنى له الحاضرون الشفاء العاجل.
وقالت عريفة الأمسية د. حنان جبيلي عابد بكلمتها، بأن "طفل يشتهيه الرحيل" هو محاولة لاحتضان الحياة، حتى عندما توشك على المغادرة، بين السطور، هناك طفل لا يزال يحلم... وشاعر لا يزال يؤمن أن للكلمات قدرة على النجاة، في كل قصيدة من هذا الديوان، تنهض الكلمات لتقول: لسنا وحدنا... فالأمل يسير معنا، ولو حافيًا.
على امتداد الأمسية، كان مزج فني بين الشعر والموسيقى تنقّل الجمهور بين المداخلات النقدية العميقة والقراءات الشعرية التي قدّمها الشاعر محمد أحمد موعد بصوته، مترافقة بعزف حيّ من الفنان رازي أليف لبس، حيث تداخلت الكلمة مع النغم، وارتفعت القصيدة على وتر الموسيقى، فكان لكل قصيدة وقعها الخاص على قلوب الحضور.
وقد اختُتمت الأمسية بتوجّه الشاعر محمد موعد بكلمة شكر وعرفان إلى الحضور. وبقصيدة "طفل يشتهيه الرحيل" من قبل الشاعر موعد ورافقه بمقطوعة موسيقية العازف رازي لبس، ليكتمل المشهد بلوحة فنية وأدبية تفاعل معها الجمهور بحرارة.