سيضطهدونكم.. حياتنا ستكون درب صليب - يوحنا ١٥: ٢٦-١٦: ٤أ
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٦ ومَتى جاءَ المــُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب، رُوحُ الحَقِّ المــُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي. ٢٧ وأَنتُم أَيضًا تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء. فصل ١٦/ ١ قُلتُ لَكم هذه الأَشياءَ لِئَلَّا تَعثُروا. ٢ سيَفصِلونَكم مِنَ المــَجامِع، بل تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة. ٣ وسَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني. ٤ وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم.

الحرب ٢١٠
"السَّاكِنُ في كَنَفِ العَلِيِّ يَبيتُ في ظِلِّ القَدير. يَقولُ لِلرَّبِّ: أَنتَ مُعتَصَمي وحِصْني إِلهي الَّذي علَيه أَتوكَّل. يُظَلِّلُكَ بِريشِه وتَعتَصِمُ تَحتَ أَجنِحَتِه، وحَقُّه يكونُ لَكَ تُرسًا ودِرْعًا"(مزمور ٩١: ١-٢و٤).
ارحمنا، يا رب. في غزة ورفح، وفي كل مكان في مدننا وقرانا حيث الاعتداءات والموت، نصرح إليك، ونضع أنفسنا في ظلك. أنت القدير، الساكن في الأعالي. أنت حامينا الوحيد. "يُظَلِّلُكَ بِريشِه وتَعتَصِمُ تَحتَ أَجنِحَتِه، وحَقُّه يكونُ لَكَ تُرسًا ودِرْعًا". ربَّنا أبانا، تعال تفقد أبناءك في أنقاض غزة، أمواتًا وأحياء. لا رحمة في قلوب الناس. أنت وحدك الرحيم والجزيل الرحمة. ربي يسوع المسيح، قلت إنك أخ لكل معذَّب، لكل جائع وعطشان، ومريض وسجين ولا مأوى له. أنت أخ تحيينا فيما الناس يقتلوننا. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"ومَتى جاءَ المــُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب، رُوحُ الحَقِّ المــُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي. وأَنتُم أَيضًا تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء. قُلتُ لَكم هذه الأَشياءَ لِئَلَّا تَعثُروا. سيَفصِلونَكم مِنَ المــَجامِع، بل تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة. وسَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني. وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم" (١٥: ٢٦-١٦: ١-٤).
نبَّهَنا يسوع قال لنا: ليس التلميذ أفضل من معلمه. لقد اضطهَدوني، فسيضطهدونكم.
بل سيظُنُّ الذين يقتلوننا أنهم يقدمون عبادة لله. سيظنون أنهم يدافعون عن الله... مع أن الله لا يحتاج إلى أحد ليدافع عنه. ولا يطلب من أحد أن يدافع عنه ضد أبنائه مهما بلغ ضلال أبنائه، وكم بالحري، إن كان أبناؤه من المؤمنين الصادقين بالروح والحق. الله لا يدعو مدافعين عنه، ولا هو بحاجة إلى من يدافع عنه، بل يدعو مؤمنين، يكونون أبناء له، وإخوة وأخوات فيما بينهم، على صورته ومثاله، ويقتدون به هو المحبة، ومُحِبُّ البشر.
سيضطهدونكم. حياتنا ستكون درب صليب. لكن، مع درب الصليب، سنجد أيضًا الراحة. قال يسوع: تعالوا إليَّ أيها المتعبون الرازحون تحت عبء الحياة وأنا أريحكم. صعاب وراحة، صليب وحياة، ودائما مع يسوع، أبدًا وحدنا، ولا مع الناس وحدهم، من دون الله. دائمًا مع الله أبينا، ودائما العودة بكل إخوتنا وأخواتنا إلى حضرة الله أبينا.
"وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم". أنبأنا يسوع بما سيحدث لنا، حتى نُعِدَّ أنفسنا، حتى، إذا آمنّا به، لا نضلَّ في أفكار وأطماع مضلِّلة. فهو الطريق والحق والحياة. وهو الذي يجب أن يموت كما جاء في الكتب. ومعه، نحن أيضًا مدعُوُّون إلى العبور بالموت، والصعاب، والتعب، لنَصِلَ إلى الحياة. يسوع يدعونا إلى أن نفقد حياتنا حتى نجدها من جديد فيه.
نحن تلاميذ ليسوع، ونتبع يسوع، ونسير في نور كلامه، وفي نوره نحيا. نواجه حياة صعبة؟ الموت؟ لكن ذلك لنجِدَ الحياة والطريق والحق، ولنجدَ المحبة، والوجود في نور الله، ونجعلَ الأرض مسكنًا لله، ولنا جميعًا إخوةً وأخوات، لأننا أبناء الله، أبينا الوحيد الذي في السماء.
ربي يسوع المسيح، نبَّهْتَنا أننا سنلقى الصعاب في الحياة. أعطني القوة لأحيا حياتي، لأحمل صليبي، مع إخوتي وأخواتي، فأجد ملء الحياة، الحياة الوافرة، معك. آمين.
الاثنين ٦/٥/ ٢٠٢٤ بعد الأحد السادس للفصح