الإيمان بيسوع المسيح، ومواجهة الصعاب والاضطهادات - متى ١٠: ١٦-٢٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٦ هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب: فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين. ١٧احذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المــَجالس، ويَجلِدونَكم في مَجامِعِهم، ١٨وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمــُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين. ١٩فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتَكلَّمونَ أَو ماذا تقولون: فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعةِ ما تَتكلَّمونَ بِه. ٢٠فلَستُم أَنتُمُ المــُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتَكلَّمُ بِلسانِكم. ٢١سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ٢٢ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي، والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص. ٢٣وإِذا طارَدوكم في مدينةٍ فاهرُبوا إِلى غَيرِها. الحَقَّ أَقولُ لكم: لن تُنهُوا التَّجْوالَ في مُدُنِ إِسْرائيل حتَّى يأتيَ ابنُ الإِنسان.

الإيمان بيسوع المسيح، ومواجهة الصعاب والاضطهادات - متى ١٠: ١٦-٢٣

الحرب. اليوم ٢٨٠

"إِلامَ يا رَبُّ؟ أَعلى الدَّوامِ تَتَوارى. أُذكُرْني: ما مُدَّةُ حَياتي، ولِأَيِّ عَدَمٍ خَلَقتَ جَميعَ بَني آدَم. أَيُّ إِنْسانٍ يَحْيا ولا يَرى المــَمات؟ ومَن يُنَجِّي نَفسَه من يَدِ مَثْوى الأَمْوات؟" (مزمور ٨٩: ٤٧=٤٩).

ارحمنا، يا رب. في هذه الحرب. مع الموت في غزة ورفح، قرأت أمس رقمًا: ٢١ألف أسير في السجون والمعسكرات في السجون، وتعذيب وسوء معاملة. اللهم، الإنسان في هذه الحرب نسي ما هو، أنه على صورتك، قادرًا على المحبة، لا على التعذيب والقتل. أعِده إلى الحياة، يا رب، وأعِد الحياة إلى القلوب الميتة، وإلى صانعي قرار التعذيب. أعد الكرامة، أعد صورتك إلى المعذَّبين. امنح الحرية للـ٢١ ألف أسير. " "إِلامَ يا رَبُّ؟ أَعلى الدَّوامِ تَتَوارى. أُذكُرْنا" وارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب: فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين. ١٧احذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المــَجالس، ويَجلِدونَكم في مَجامِعِهم، ١٨وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمــُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين" (١٦-١٨).

الإيمان بيسوع المسيح، ومواجهة الصعاب والاضطهادات، مثل الأجيال الأولى بعد يسوع المسيح، لكن أيضًا في كل الأجيال حتى في أيامنا هذه، الشهداء كثيرون. وفي حياتنا اليومية، استشهاد أيضًا، في كل أنواع الصعاب التي نواجهها... "مثل الخِرافِ بَينَ الذِّئاب". تلميذ ليسوع المسيح، يحمل صليبه ويسير مع يسوع إلى الجلجلة، مكان التضحية القصوى. لكنه، بالتضحية الكبرى، يسير إلى الحياة، لتثبيت الحياة هنا على الأرض، ولدخول الحياة الأبدية بعد هذه الأرض.

" احذَروا النَّاس"، احذروا الذئاب المبتسمة، أو الذين يتملَّقونكم. ضعوا ثقتكم في الله وحده. أنت تلميذ ليسوع المسيح، فأنت تتعامل دائمًا مع يسوع، سواء قبل الناس نور الله أم رفضوه. انت تلميذ ليسوع المسيح، فمعاملتك هي مع الله فقط، وضع كل شيء في قلب يسوع، ضع الناس الصادقين في قلب الله، وضع الذئاب المبتسمة، والحكام المستبدين، ضع كل شرهم بين يدي الله، وهو بصلاحه، يغلب الشر فيهم ويدلهم على طرق الحياة.

" فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين". حاذقين وساذجين، حكماء وأطهارًا، ناظرين إلى الله: مهما كان واقع الأرض، مهما كان الشر والخير فيها، كنْ دائمًا مع الله، وفي نوره. وستبقى الحياة، إن بقيت أنت في نور الله.

"فسَيُسلِمونَكم إِلى المــَجالس، ويَجلِدونَكم في مَجامِعِهم، ١٨وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمــُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين. ١٩فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتَكلَّمونَ أَو ماذا تقولون: فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعةِ ما تَتكلَّمونَ بِه. ٢٠فلَستُم أَنتُمُ المــُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتَكلَّمُ بِلسانِكم" (١٩-٢٠).

الله لا يترك أبناءه. إنه دائمًا معنا، حتى ولو صارت الأرض كلها واقع موت. ثقوا بالله. لا تراكموا الهموم في صدوركم، لا تخافوا، لا من الذئاب ولا من المستبدين في الأرض. لتكن حياتكم حياة كاملة مع الله. لا تضطرب قلوبكم ولا تفزع. لا تخافوا. "والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص" (٢٢).

تلميذ ليسوع المسيح، يتألم مع يسوع المسيح، ومعه أيضًا يحيا بحياته.

ربي يسوع المسيح، أعطني أن أثق بك فقط، بالرغم من كل الموت الذي نعيش فيه، في هذه الحرب التي لا تنتهي. إنّا نؤمن أنّ صلاحك سينتصر على كل شر الناس، وستعيد إلينا ملء الحياة. آمين.

الجمعة ١٢/٧/ ٢٠٢٤            بعد الأحد الرابع عشر من زمن السنة/ب