يسوع يجول في كل مدينة وقرية - لوقا ٨: ١-٣
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"وَسَارَ بَعدَ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَقَريَةٍ، يَنَادِي وَيُبَشِّرُ بِمــَلَكُوتِ الله، وَمَعَهُ الِاثنَا عَشَرَ، وَنِسوَةٌ أُبرِئْنَ مِن أَروَاحِ خَبِيثَةٍ وَأَمرَاضٍ" (١-٢)."وَمَعَهُ الِاثنَا عَشَرَ، وَنِسوَةٌ أُبرِئْنَ مِن أَروَاحِ خَبِيثَةٍ وَأَمرَاضٍ".

١. وسار بعد ذلك في كل مدينة وقرية، ينادي ويبشِّرُ بملكوت الله، ومعه الاثنا عشر،
٢. ونسوة أُبرِئْنَ من أرواح خبيثة وأمراض، وهُنَّ مريم المعروفة بالمجدلية، وكان قد خرج منها سبعة شياطين،
٣. وحنَّة امرأةُ كوزى خازن هيرودس، وسوسنة، وغيرهن كثيرات كُنَّ يساعِدْنَهم بأموالِهِنَّ.
"وَسَارَ بَعدَ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَقَريَةٍ، يَنَادِي وَيُبَشِّرُ بِمــَلَكُوتِ الله، وَمَعَهُ الِاثنَا عَشَرَ، وَنِسوَةٌ أُبرِئْنَ مِن أَروَاحِ خَبِيثَةٍ وَأَمرَاضٍ" (١-٢).
كان يسوع يسير "فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَقَريَةٍ، يَنَادِي وَيُبَشِّرُ بِمــَلَكُوتِ الله". هذه كانت حياة يسوع على الأرض: أن يبشِّر وينادي بملكوت الله، وبحُبِّ الله للناس. كانت حياته أيضًا الآلام والموت على الصليب ثم القيامة.
نحن أيضا أَرسَلَنا يسوع نفسه لنعملَ مثله، لننادي ونبشِّر بملكوت الله، وبحُبِّه للبشر. هل نعمل هذا؟ هل نحن مسيحيون نبشِّر بملكوت الله، بحسب دعوتنا ورسالتنا حيث نحن؟ الهدف من حياتنا على الأرض، هو أن نعيش على الأرض، بحسب نظام الأرض، لكن أيضًا أن نبشِّرَ بحُبِّ الله لجميع الناس. هل نعمل ذلك في كل ما نعمل ونقول، لكل الذين يمـُرُّون بنا في يومنا؟
فحص ضمير في ثنايا كل نهارنا، في ما نقول ونعمل، في عواطفنا الظاهرة والخفية. هل يملؤني حُبُّ الله فعلًا، أم أنا ممتلئ بأمور أخرى كثيرة، ولا أبشِّر بشيء؟ جوهر الحياة هو أن نُحِبَّ بمثل حب الله، وأن أعلِّم هذا لكل الذين يمرُّون بنا في نهارنا.
نشاطاتي كلها، هل هي هذا؟ لكن أيضًا صلواتي، هل هي هذا؟ عندما أصَلِّي، هل أصَلِّي؟ مثل يسوع عند ما كان يعتزل في مكان قفر؟ عندما أصَلِّي، هل أصَلّي؟ حسن أن أسأل نفسي هذا السؤال مرارًا، حتى أنبِّه نفسي، حتى أصَلِّي فعلًا، عندما أصَلّي صلوات كل يوم، صلاة الساعات، وصلوات أخرى، والقداس نفسه، ذكرى موت، لأغلِبَ العادة بالحياة، وأتذكَّر أن يسوع أحبَّني حتى الموت من أجلي.
"وَمَعَهُ الِاثنَا عَشَرَ، وَنِسوَةٌ أُبرِئْنَ مِن أَروَاحِ خَبِيثَةٍ وَأَمرَاضٍ".
كان يرافق يسوع في رسالته، تلاميذه، ونساء كثيرات يخدمنه ويخدمن الرسل، ويتعلَّمْنَ هنَّ أيضًا عن الملكوت، ويزدَدْنَ معرفة ليسوع، كلمة الله، الذي صار إنسانًا، وبذل حياته من أجلنا ومن أجل خلاصنا.
نحن أيضًا يرافقنا في رسالتنا، في حياة إيماننا، تلاميذ، ونساء، ليخدموا الكنيسة ويتعلَّموا ويحملوا ويحملن الرسالة معنا، ويزدَدْنَ قربًا من الله.
"التلاميذ" في حياتنا، "والنساء"، كيف نعاملهم؟ هل نساعدهم فعلًا ليزدادوا علمًـا بعلم الله، وليحملوا الرسالة معنا؟ النساء في حياتنا، في كل نوع من أنواع الرسالة، في الرعية، وفي خدمتنا اليومية، كيف يَصِرْنَ في حياتنا؟ هل يَصِرْنَ علاقة بنا شخصيًّة، أم علاقة بالله، الذي نخدمه معنا؟
نتبع يسوع معًا لنعرفه، لنصير تلاميذه، لنقبل ملكوت الله، ولنعيش مع الله.
ربي يسوع المسيح، تجوَّلْتَ في مدننا وقرانا، لتعلِّمنا، وتُدخِلَنا في ملكوت الله. رافقك تلاميذك. ورافقتك نساء كثيرات، يخدُمْنَك ورسلَك، وليَصِرْنَ تلميذات لك، ويدخُلْنَ في ملكوتك. أعطِنا أن نعلِّم كما علَّمْت، وأن نتعامل مع الجميع كما تعاملت. أعطنا أن نعرف أن نعيش ونعلِّم مثلك، ونعامل الناس، رجالًا ونساء، مثلك. علِّمْنا أن نُعطِي، وأن نُعطِيَ فقط مثلك، لندخل الملكوت، مع جميع إخوتنا وأخواتنا. آمين.
الجمعة ٢٢/٩/٢٠٢٣ الأحد ٢٤ من السنة/أ