إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها - لوقا ٨: ١٩-٢١
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
الحرب. السنة الثانية – يوم ٣١١– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ... "ويُنهِضُ المِسْكينَ مِنَ البُؤس، ويَجعَلُ العَشائِرَ مِثْلَ قُطْعانِ الغَنَم" (مزمور ١٠٧: ٤١). ارحمنا، يا رب. يا رب، في غزة ما زال الموت يفترس. والدموع والدمار، والقتَلة استوحشوا. ومع ذلك، مع صاحب المزمور، إليك نصلي: " إنك تُنهِضُ المِسْكينَ مِنَ البُؤس". إنّا نؤمن. لا نرى ولا نفهم ما الذي يجري. لكن أنت ربَّنا أبانا ترى وتفهم، وترى نهاية القتَلة. وترى الحياة التي جاء يسوع المسيح ابنك يحملها إلينا، يحملها إلى الذين يريدون. ربنا، إنا نؤمن، ونصلي ونبتهل إليك، ونريد الحياة. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
"وجاءَت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه، فلَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثرَةِ الزِّحام. فقيلَ له: «إِنَّ أُمَّكَ وإِخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ». فأَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها» (١٩-١٢).
لقاء بين يسوع، بعد بداية حياته العلنية، مع مريم أمه. ليس مثل اللقاء الذي سيكون عند الصليب. بل لقاء بين "الصغار" المعجبين به، والقائلين: "إن الله أقام فينا نبيًّا، وبين "الكبار" رؤساء الشريعة، الذين فرضوا على أنفسهم بألا يروا، فقالوا: بقوة الشيطان يعمل كل هذه الأعاجيب.
هذا هو الموقف الذي نحن فيه دائمًا، أنا فيه دائمًا. هل نؤمن أم نجدف؟ هل نرى معجزات الله في خلقه أم نفرض العمى على أنفسنا؟ هل أومن أم لا أومن؟ الله أم الأرض وحدها من دون الله؟ الله، أم أنا وحدي في أنانيتي؟ أسير متعبًا وحدي على طرق الأرض، وفي حروبها، وآلامها، واستبداد "كبار" هذا العالم... أم أبقى في نور الله؟
الله أعطانا. واخترْنا أحرارًا، وقَبِلْنا عطية الله. وآمنَّا بالرغم من كل شيء. ورأينا الأرض كلها عطية من الله، لنتقاسمها بين الإخوة، ثم نعيدها إلى الله أبينا؟
نحن دائمًا في حالة يجب فيها أن نختار. نختار الله. وتبقى أعيننا منفتحة ترى الله، فأحيا مع النور وأصون صلاح الخالق في أرضه، وأنتزعها من شر الإنسان. صراع مستر مع شر الناس، حتى أبقى في نور خالق الناس.
أنا صغير، إيماني متردد، ضعيف...؟ لكن الله أبي وهو معي، الله الصالح والقوي والرحيم وربُّ الكون. .. وهو دائمًا معي.
مريم أمه والأهل جاؤوا يرون يسوع. وصلت انتقادات الناس إلى الناصرة. فأرادوا أن يعودوا به إلى البيت، إلى حياة الناصرة الهادئة.
يسوع لما كان بعد طفلًا ابن اثنتي عشرة سنة، لما ضاع في الهيكل في القدس، قال لمريم أمه، وليوسف أبيه بحسب الشريعة: "يجب أن أكون في ما هو لأبي". وهنا أيضًا، الآن، وهو رجل بالغ، بعد أن ترك بيت الناصرة، ليبدأ عمل الخلاص، المخطط الأزلي... قال لمريم أمه، هي التي قبلت سره، وقالت لله: نعم، لتكن مشيئتك، قال يسوع لمريم أمه والأهل الذين يرافقونها: يجب أن أبقى في شؤون أبي. قال: «إِنَّ أُمِّي وإِخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعمَلونَ بِها» (٢١).
قال: أنا والآب واحد. معه الكل هم أمي وإخوتي وأخواتي. كل الذي يسمعون كلام الله هم أمي وإخوتي وأخواتي.
هل نريد، هل أريد أن أبقى في كلمة الله؟ هل أريد أن أسمع ما يقول الله، هل أريد أن أراه في كل عجائبه، في كل أرضه وفي كل خلقه، أم أريد أن أسير ضالًّا وحدي، أتألم وحدي في ظلمات الأرض والموت؟
ربي يسوع المسيح، أريد أن أبقى معك، مع كلمتك، ونورك، على أرضك، حيث أنت، وليس فقط شر الناس. أنت هنا، وأريد أن أكون تلميذًا لك. أعطني أن أكون أمينًا لك، دائمًا في نورك. فلا أكون وحدي أبدًا على الأرض، بل دائمًا في نورك. آمين.
الثلاثاء ٢٣/٩/٢٠٢٥ الأحد ٢٥ من السنة/ج