هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت - متى ١٢: ١٤-٢١

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٤فخَرَجَ الفِرِّيسيّونَ يَتآمرونَ علَيه لِيُهلِكوه. ١٥فعَلِمَ يسوع فَانصرَفَ مِن هناك، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير فشَفاهُم جَميعًا ١٦ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه ١٧لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيِّ أَشَعْيا: ١٨«هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سأَجعَلُ رُوحي علَيه، فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. ١٩لن يُخاصِمَ ولن يَصيح، ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صَوتَهُ في السَّاحات. ٢٠القَصَبةُ المَرضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلَةُ المُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها، حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر. ٢١وفي اسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها.

هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت - متى ١٢: ١٤-٢١

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٨١ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"ارفَعْ خَطَواتِكَ إِلى الأطْلالِ الدَّائمة، ففي القُدسِ أَتلَفَ العَدُوُّ كُلَّ شيء" (٧٤: ٣). ارحمنا، يا رب. أنت الإله القدير، الحاضر في كل مكان، أنت الإله القدير، انظر إلى غزة. صارت كلها أطلالًا. "ارفَعْ خَطَواتِكَ إِلى الأطْلالِ الدَّائمة، ففي القُدسِ أَتلَفَ العَدُوُّ كُلَّ شيء". أتلف العدو كل شيء في غزة، دمَّر الإنسانية. والإنسانية عاجزة. شكرًا، يا رب، أنك أتحت للبطريركين تيوفيلس للروم وبيتسابالا للاتين، أن يذهبا معًا إلى غزة، ومعهما مؤن لسند الناس. حضورهم سند روحي وإنساني للناس. وأنت، يا رب، أنت الإله القدير ومحب البشر؟ إلى متى تصبر وتمهل العدو الذي يستمر في القتل والدمار؟ إن لم توقفه أنت، يا رب، فلا أحد يوقف الشرير الذي يريد إبادة أبنائك. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"فخَرَجَ الفِرِّيسيّونَ يَتآمرونَ علَيه لِيُهلِكوه. فعَلِمَ يسوع فَانصرَفَ مِن هناك، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير فشَفاهُم جَميعًا ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه" (١٤-١٦).

2 / 4

الفريسيون. من هم الفريسيون، الذين يرفضون الإيمان بيسوع، ويتآمرون ليهلكوه؟ لا يمكن أن أكون واحدًا منهم. يتآمرون ليهلكوا يسوع؟ وأنا معهم؟ كلا، مستحيل. لكن في حياتنا اليوم، كم من الغياب عن الله؟ كم من النسيان وكم من الرفض؟

"فَانصرَفَ يسوع مِن هناك". متى يغيب الله عنا، ويتركنا؟ الله يصبر علينا أولا. ولا يتركنا، إلا إذا تركناه نحن. إن أنا ابتعدت أولا، كيف ومتى؟ لأفكر، وأفحص ضميري. في أي حالة أنا؟ مع يسوع أم بعيد عنه؟

يسوع لا يبتعد. بقي مع تلاميذه، وبقي مع الجموع، وشفاهم جميعًا. نحن يمكن أن نذهب، وأن ننسى ونبتعد، ونترك أنفسنا نضِلُّ في شؤون الأرض.

" ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه". يجب أن يعرفوه أولا. فهو ليس صانع العجائب، ولا هو المسيح الذي جاء يقاتل المحتل الروماني. هو المسيح الذي جاء ليحرِّر كل إنسان، بما فيه المحتل الروماني.

جاء ليموت، ويعطي الحياة من جديد. وهذا، نحن أيضًا لا نفهمه مرارًا.

هو من قال فيه أشعيا:

لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيِّ أَشَعْيا: هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سأَجعَلُ رُوحي علَيه، فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. لن يُخاصِمَ ولن يَصيح، ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صَوتَهُ في السَّاحات. القَصَبةُ المَرضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلَةُ المُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها، حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر" (١٧-٢٠).

يسوع المسيح، كلمة الله، الذي صار إنسانًا. وصار خادمًا. جاء ليَخدُم لا ليُخدَم. خادم الإنسان، وفادي الإنسان.

"عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه، حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سأَجعَلُ رُوحي علَيه".

نحن لسنا هكذا، ولا نقدر أن نكون هكذا. مع أننا تلاميذه. إذن نقدر. روحه عليَّ. إذن أقدر، أقدر أن أحب مثل يسوع. أقدر أن أخدم، أقدر أن أحيا في الحرب، وأقاوم أشرار الحرب، منتظرًا ساعة دينونة الله.

يسوع المسيح يحيا في الصبر، وفي حب الله اللامتناهي: "لن يُخاصِمَ ولن يَصيح، ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صَوتَهُ في السَّاحات. القَصَبةُ المَرضوضةُ لن يَكسِرَها، والفَتيلَةُ المُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها، حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر".

3 / 4

يصبر، ولن يكسر القصبة المرضوضة... ويدخل في معركة الأرض كلها، وفي حروبها، " حتَّى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر". ستكون الكلمة الأخيرة لله، سينتصر على الشر، حتى على الموت. لهذا يبدأ التلميذ فيؤمن ويبدأ حياته في الأبدية.

"وفي اسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها" (٢١). الحياة على الأرض زمن رجاء، في الله. الإله القوي، الذي لا يموت، الذي هو أقوى من كل أقوياء الأرض ومن كل أشرارها.

ربي يسوع المسيح، أمسك بيدي بقوة. في وسط الصعاب، وحروب الأقوياء الأشرار والظالمين، أمسك بي، وأعطني أن أبني ما هدموه، وأن أحبَّك وأحِبّ كل إخوتي. آمين.

السبت ١٩/٧/٢٠٢٥                   الأحد ١٥ من السنة/ج