نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم جَميعًا ونَذكُرُكم في صَلَواتِنا - اتسالونيقي ١: ٢-٥و٨ب-١٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٢نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم جَميعًا ونَذكُرُكم في صَلَواتِنا، ٣ولا نَنفَكُّ نَذكُرُ ما أَنتُم علَيه مِن نَشاطِ الإِيمانِ وجَهْدِ المَحَبَّةِ وثَباتِ الرَّجاءِ بَرَبِّنا يسوعَ المسيح، في حَضرَةِ إِلٰهِنا وأَبينا. ٤إِنَّنا نَعلَمُ، أَيُّها الإِخوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّكم مِنَ المُختارين، ٥لِأَنَّ بِشارَتَنا لم تَصِرْ إِلَيكم بِالكَلامِ وَحْدَه، بل بِعَمَلِ القُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وبِاليَقينِ التَّامّ. هٰذا وإِنَّكم تَعلَمونَ كَيفَ كُنَّا بَينَكم لِخَيرِكم ٨ذٰلِك أَنَّه مِن عِندِكُم انطَلَقَت كَلِمَةُ الرَّبّ، لا في مَقْدونِيةَ وآخائِيةَ فَقَط، بلِ انتَشَرَ خَبَرُ إِيمانِكم بِاللهِ في جَميعِ الأَماكِن حتَّى إِنَّنا لا نَحْتاجُ إِلى التَّحَدُّثِ بِه. ٩فهُم يُخبِرونَ أَيَّ استِقْبالٍ لَقينا عِندَكم وكَيفَ اهتَدَيتُم إِلى الله وتَرَكتُمُ الأَوثانَ لِتَعمَلوا للهِ الحَقِّ الحَيّ ١٠وتَنتَظِروا أَن يَأتِيَ مِنَ السَّمَواتِ ابنُه الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَمْوات، أَلا وهو يسوعُ الَّذي يُنَجِّينا مِنَ الغَضَبِ الآتي.

نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم جَميعًا ونَذكُرُكم في صَلَواتِنا - اتسالونيقي ١: ٢-٥و٨ب-١٠

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٨٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"فِراشي بَينَ الأَمْوات، مِثْلُ القَتْلى الرَّاقِدينَ في القُبور. مَن عُدتَ لا تَذكُرُهم، وهم مِن يَدِكَ مُنتَزَعون" (مزمور ٨٨: ٦). ارحمنا، يا رب. يا رب، أنت أبونا، أنت الإله الصالح القوي القدير الجزل الرحمة، ونحن بين " بَينَ الأَمْوات، مِثْلُ القَتْلى الرَّاقِدينَ في القُبور. مَن عُدتَ لا تَذكُرُهم، وهم مِن يَدِكَ مُنتَزَعون". هذه حال الجميع، في غزة، يا رب. أنت أبونا. أين أنت؟ هل نسيتنا؟ هل تركتنا؟ إنَّا نؤمن بك، أنت إلهنا، لك نسجد، إياك نحب، في الموت "بين القتلى، بين الراقدين في القبور بين المنتزعين من يدك، إنا نحبك، ونسبحك، ونتضرع إليك، نجنا يا رب وارحمنا.

القراءة الأولى لهذا النهار

إنجيل اليوم يتابع اللعنات على الذين لم يؤمنوا ورفضوا أن يروا وأن يسمعوا. الويل لكم...والقراءة الأولى من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي، تكلِّمنا على المؤمنين الصادقين.

"نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم جَميعًا ونَذكُرُكم في صَلَواتِنا، ولا نَنفَكُّ نَذكُرُ ما أَنتُم علَيه مِن نَشاطِ الإِيمانِ وجَهْدِ المَحَبَّةِ وثَباتِ الرَّجاءِ بَرَبِّنا يسوعَ المسيح، في حَضرَةِ إِلٰهِنا وأَبينا" (٢-٤).

 

بدل "الويل لكم"، نقرأ "نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكم جَميعًا"... إيمان ومحبة ورجاء وفي حضرة الله أبينا. نؤمن، قَبِلْنا عطية الإيمان، لنعطيها لغيرنا، لنخدم غيرنا، القريبين والبعيدين، لأننا نرى في كل واحد الله أبانا الذي نخدمه، ومنه نقترب. نؤمن لنكون دائمًا في حضرة الله أبينا.

شيئان: نؤمن فنعمل ونبقى في حضرة الله أبينا.

نؤمن فنخدم ونحب، لمقاومة كل شر، والحرب أيضًا، ولنضع مزيدًا من الحب والرجاء بين الذين يموتون، والذين يبكون، وبين البيوت المهدمة، وفي كل الآلام...

والأمر الثاني، نؤمن لنكون في حضرة الله أبينا، فأكون في نور الله، ولله، وفي البحث عن الله، ويكون الله هو موضوع شوقي الوحيد، وأنا ممتلئ بالفرح لذهابي إلى بيت الله، "فرحت حين قيل لي إلى بيت الله ننطلق". أكون في حضرة الله أبي حين أُحِبُّ أخي، وأخدمه، وحين أقاوم معه كل شر يفسد هذه الأرض.

 

إِنَّنا نَعلَمُ، أَيُّها الإِخوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّكم مِنَ المُختارين، لِأَنَّ بِشارَتَنا لم تَصِرْ إِلَيكم بِالكَلامِ وَحْدَه، بل بِعَمَلِ القُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وبِاليَقينِ التَّامّ. هٰذا وإِنَّكم تَعلَمونَ كَيفَ كُنَّا بَينَكم لِخَيرِكم، ذٰلِك أَنَّه مِن عِندِكُم انطَلَقَت كَلِمَةُ الرَّبّ، وانتَشَرَ خَبَرُ إِيمانِكم بِاللهِ في جَميعِ الأَماكِن حتَّى إِنَّنا لا نَحْتاجُ إِلى التَّحَدُّثِ بِه. فهُم يُخبِرونَ أَيَّ استِقْبالٍ لَقينا عِندَكم وكَيفَ اهتَدَيتُم إِلى الله وتَرَكتُمُ الأَوثانَ لِتَعمَلوا للهِ الحَقِّ الحَيّ وتَنتَظِروا أَن يَأتِيَ مِنَ السَّمَواتِ ابنُه الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَمْوات، أَلا وهو يسوعُ الَّذي يُنَجِّينا مِنَ الغَضَبِ الآتي"(٥-١٠).

نحن نؤمن، نحن من المختارين، ورأينا "قوة الروح وقدرته". لنأخُذْ إيماننا على محمل الجد، اختارنا الله، وقدرة الروح القدس تعمل فينا. وتريد أن تظهر فينا، إن نحن عرفنا أن نستجيب للروح ونتعاون معه. إننا نعيش في زمن صعب، نحن بحاجة فيه إلى عمل الروح القدس فينا.

نعيش في زمن حرب، مُخضَعِين لشر الناس، ويجب أن نعرف أن الروح القدس يقدر أن يعمل بنا لإصلاح الأرض حيث يفسد الناس، ويقدر أن يُظهِر قدرته لمواجهة شر الناس، وليحيي فينا رجاءنا وعملنا. الروح يعمل فينا. ونحن نبقى في حضرة الله أبينا، وفي حب وخدمة إخوتنا، والروح سيظهر قدرته بيننا، على أرضنا. سنرى وجه الله أبينا، في وسط ويلات الحرب في أرضنا.

ربي يسوع المسيح، أنت ترى ويلات الحرب التي نحن فيها. حُكّام هذه الأرض يريدون الحرب والدمار والموت. أرسل روحك ليزيل عنا شرهم، ويمنحنا حياتك ونورك. آمين.

الثلاثاء ٢٦/٨/٢٠٢٥                             الأحد ٢١ من السنة/ج