‘المنشية‘ تعيد يافا إلى الحياة على خشبة أم الفحم وتُلهب مشاعر الجمهور
في أمسية استثنائية خطفت الأضواء وحبست الأنفاس، نظم مسرح وسينماتك أم الفحم، مساء الأربعاء (20.8.2025) عرضًا مميزًا لمسرحية “المنشية”، من إنتاج المسرح الوطني الفلسطيني – مسرح الحكواتي، تأليف الكاتب والمخرج: سامر الصابر وإخراج: مارينا جونسون، في تجربة مسرحية جمعت بين عبق التاريخ وروح الحاضر، وأعادت للذاكرة الفلسطينية مشاهد حيّة من حياة مدينة يافا في زمنها الأصيل.

افتتحت د. لبابة صبري، مديرة قسم الثقافة في المركز الجماهيري أم الفحم، الأمسية بكلمة ترحيبية حملت الكثير من الحفاوة والامتنان، مشيدةً بدعم بلدية أم الفحم، كما رحبت بالوفد الضيف من مسرح الحكواتي بإدارة: عامر خليل (أبو يزن)، وبالكاتب والمخرج سامر الصابر والمخرجة مارينا جونسون وسائر الفريق الفني من ممثلين وتقنيين، مؤكدة أن هذه الأمسية تجسد نموذجًا عمليًا للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية الفلسطينية، وتبرهن على قدرة الفن على جمع القلوب وصناعة ذاكرة جماعية جديدة.
مسرحية “المنشية” حملت الجمهور إلى يافا القديمة، إلى حاراتها ومقاهيها وبيوتها وأسواقها، لتروي قصة حي عريق اندثر قسرًا، لكنه ما زال حيًا في الوجدان الفلسطيني.
بأسلوب إنساني عميق وأداء تمثيلي آسر، نجح الممثلون في إعادة رسم ملامح الحياة الفلسطينية الأصيلة: البساطة، العلاقات الاجتماعية الدافئة، جمال الطبيعة، وروح الانتماء للمكان. لقد كان العرض بمثابة “استدعاء للذاكرة”، يفتح جرحًا قديمًا لكنه يضيئه بالفن والجمال، ويحوّل الحنين إلى قوة إبداعية تقاوم النسيان.
القاعة غصّت بالجمهور حتى آخر مقعد، حيث امتلأ المكان بحشد متنوع ضم شخصيات ثقافية وفنية وأكاديمية من مختلف أنحاء البلاد: مديري مسارح، ممثلين، مخرجين، موسيقيين، أدباء وشعراء، باحثين، ومحاضرين جامعيين.
تفاعل الجمهور مع العرض كان حارًا، إذ تخلله لحظات من الصمت المهيب، تلتها موجات من التصفيق الحار والوقوف تقديرًا لأداء الممثلين ولعمق النص وإخراجه. وقد عبّر العديد من الحضور عن إعجابهم بالتنظيم الدقيق، والحرفية العالية التي تميز بها العرض من لحظة رفع الستار وحتى ختامه.