كاهن غزة الأب رومانيلي لموقع الفاتيكان: إن الكنيسة في غزة تواصل الصلاة على نية السلام
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة، مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، الأب غابريال رومانيلّي تطرق خلالها إلى استمرار الحرب في القطاع الفلسطيني، مسلطاً الضوء على الحاجات المتنامية للسكان. فيما يتعلق بالخطة الإسرائيلية الهادفة إلى احتلال القطاع، قال الكاهن الكاثوليكي: "إن السلطات الإسرائيلية لم تصدر لغاية اليوم أي أمر بإخلاء الحي القديم في مدينة غزة"، في وقت أشارت فيه آخر حصيلة للضحايا إلى سقوط أكثر من اثنين وستين ألف قتيل منذ بداية الحرب عام ٢٠٢٣.

ما يزال قطاع غزة مسرحاً، منذ الثامن من تشرين الأول أكتوبر لعامَين خليا، للقصف والموت والدمار، فيما تتنامى احتياجات السكان إلى مقومات الحياة الرئيسة وفي طليعتها الطعام والمياه والكهرباء والمحروقات. الأب رومانيلي قال إن القطاع بات اليوم مكاناً للألم والموت، وعلى الرغم من هذا السيناريو المخيف ما يزال المؤمنون يرفعون الصلوات يومياً على نية السلام. وأضاف "إن الحيّ الذي تتواجد فيه كنيسة العائلة المقدسة ليس آمناً على الإطلاق، ويُسمع فيه باستمرار دوي القنابل ليلاً نهاراً، بعضها قريب والآخر بعيد، ولم تسلم الكنيسة من شظايا القذائف. وأن الحرب في القطاع مستمرة وللأسف وفي كل يوم تضاف أسماء جديدة إلى لائحة القتلى والجرحى، فيما تنمو احتياجات السكان". تشير آخر حصيلة للضحايا إلى أن عدد القتلى تخطى عتبة الاثنين والستين ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك منذ بداية الحرب غداة هجمات السابع من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣. ومن بين هؤلاء خمسة وعشرون شخياً، قُتلوا يوم الثلاثاء، خلال انتظارهم استلام المساعدات الإنسانية، هذا فضلا عن آفة الجوع التي حصدت أرواح ثلاثة أشخاص مسنين، وفقاً للمنظمات الإنسانية. ولمناسبة اليوم العالمي للعاملين الإنسانيين، الذي احتفل به العالم الثلاثاء الماضي، كما في التاسع عشر من آب أغسطس من كل عام، أظهرت إحصاءات نشرتها منظمة الأمم المتحدة أن ثلاثمائة وثلاثة وثمانين من هؤلاء العاملين قُتلوا أثناء القيام بواجبهم خلال العام ٢٠٢٤، ومن بينهم مائة وخمسة وثمانون قضوا في قطاع غزة، نتيجة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وقد ندد المسؤول عن مكتب الشؤون الإنسانية في المنظمة الأممية توم فليتشر بلامبالاة الجماعة الدولية حيال هذه المأساة الكبيرة، حاثاً أصحاب النفوذ على التدخل لصالح البشرية، مناشداً حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين، وجر المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة أمام العدالة. في غضون ذلك أعلنت حركة حماس نيتها القبول بمقترح وقف إطلاق النار، وأوضح أحد قياديي الحركة الفلسطينية، وهو طاهر النونو، أن الاتفاق مرفق بضمانات من جانب الولايات المتحدة، معرباً عن أمله بأن يقود هذا المقترح إلى نهاية الحرب في غزة، وأن يهدف إلى توفير حماية أكبر للمدنيين والتخفيف من معاناة السكان الناتجة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، كما قال. وكان وسطاء من قطر ومصر قد اقترحوا هدنة لمدة ستين يوماً، تمهد الطريق لمفاوضات وللإفراج عن عدد محدد من الرهائن، وتسليم جثث من ماتوا، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. على الصعيد الإنساني وصلت إلى مرفأ أشدود الإسرائيلي سفينة بانامية، أبحرت من قبرص، وتحمل ألف ومائتي طن من المساعدات الغذائية المخصصة لسكان غزة تشمل معجنات، أرزاً، معلبات ومواد غذائية للأطفال. |
|