طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله - لوقا ٦: ٢٠-٢٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٠وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال: طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله. ٢١طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن فَسَوفَ تُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون. ٢٢طوبى لَكُم إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوهُ على أَنَّه عارٌ مِن أَجلِ ابنِ الإِنسان. ٢٣إِفرَحوا في ذٰلك اليَومِ واهتزُّوا طَرَبًا، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عَظيم، فهٰكذا فَعَلَ آباؤهُم بِالأَنبِياء. ٢٤لٰكِنِ الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء، فقَد نِلتُم عَزاءَكُم. ٢٥الوَيلُ لَكم أَيُّها الشِّباعُ الآن، فسَوفَ تَجوعون. الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن، فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون. ٢٦الوَيلُ لَكُم إِذا مَدَحَكم جَميعُ النَّاس، فَهٰكذا فَعَلَ آباؤُهم بِالأَنبِياءِ الكَذَّابين.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٩٨ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...
"حَدَّثَتِ السَّمٰواتُ بِبِرِّه، ورَأَت جَميعُ الشُّعوبِ مَجدَه" (مزمور ٩٧: ٦). ارحمنا، يا رب. "حَدَّثَتِ السَّمٰواتُ بِبِرِّك، ورَأَت جَميعُ الشُّعوبِ مَجدَك". لكن الشعوب هنا في أرضك المقدسة، وفي غزة، لم يروا بعد مجدك، يا رب. ولا رأت عدلك. في غزة، يا رب، وكل المظلومين في الأرض، يرون ظلم الناس. وأنت يا رب، تريد أن يَخلُصَ كل إنسان. خلِّصْنا، يا رب، وارحمنا. ما يبدو لنا مستحيلًا يا رب، أنت تقدر أن تعمله. نهاية الحرب، يا رب ورحمتك.
إنجيل اليوم
وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال: طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله. طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن
فَسَوفَ تُشبَعون. طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون. طوبى لَكُم إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوهُ على أَنَّه عارٌ مِن أَجلِ ابنِ الإِنسان. افرَحوا في ذٰلك اليَومِ واهتزُّوا طَرَبًا، فها إِنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عَظيم، فهٰكذا فَعَلَ آباؤهُم بِالأَنبِياء" (٢٠-٢٣).
عندما تحل بكم الشدة، طوبي لكم، لأنكم سترون فرح الله أبيكم. فقراء، مجوَّعين، مُبعَدين مُهمَّشين، يكرهكم الناس؟ ... "ِلأنَّ أَجرَكُم في السَّماءِ عَظيم".
2 / 4
يسوع تألم ومات. لماذا اختار هذه الطريق ليخلِّصنا؟ لأن الألم، بكل بساطة، جزء من حياتنا، وأراد يسوع أن يجعل الألم طريق حياة، ولكي يقول لنا: إن الألم ليس دائمًا. أولا نحوِّل الألم إلى طريق خلاص، ثم الألم عابر. إذن لنصبر. لننتظر صلاح الله ولنزدَدْ حبًّا لله أبينا الذي يريد أن يخلِّصَنا من شدائد الأرض أيضا. وهو يمُدُّ إلينا يده، ويعطينا النور والقوة لكي نضُمَّ آلامنا إلى آلام يسوع المسيح الفادية، فنصير معه، مخلِّصِين لأنفسنا وللبشرية.
سينتهي زمن الألم. سيكون زمن جديد، هنا على الأرض، وفي الأبدية حيث المكافأة الكبرى.
"طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله".
طوبى لكم أنتم الذين تظنون أنك خسرتم كل شيء إذا خسرتم أموال الأرض. الإيمان هو أن نحيا في الرجاء منتظرين وعد الله، والحياة في نور الله، وأن نكون أقوى من كل عبودية بشرية. ومن ثم واجب التحرر من كل قيد، لندخل ملكوت الله. الإيمان هو حياة على الأرض والنظر والقلب مثبتان في الله.
طوبى لمن ينظرون إلى السماء، بالرغم من كل ويلات الأرض. الأرض زمن امتحان، زمن حياة على الصليب، زمن انتظار للقيامة، وانتظار حياة مجدَّدة على الأرض. الأرض زمن رجاء.
"لٰكِنِ الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء، فقَد نِلتُم عَزاءَكُم" (٢٤).
الويل لكم إن كان غناكم يمنعكم من النظر إلى السماء. إن كانت خيرات الأرض تكفيكم. يسوع عمل من آلام الأرض طريق خلاص، وحياة جديدة، وصليب فداء. الأرض، وخيراتها، تتقدس بصلاح الله، وكل أموالها يمكن أن تصير طريق خلاص وحياة. جاء يسوع ليقول لنا أن كل ما في حياتنا، من غنى أو فقر، يمكن أن يصير طريق حياة وخلاص.
لتكن حياتنا على الأرض حياة مع الله أبينا، ولن يمنعنا شيء من الحياة، لا المال، ولا الخطيئة ولا الموت.
"طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله" (٢١).
3 / 4
ربي يسوع المسيح، وضعتني على طريق الحياة. أعطني القوة لأن أثبِّتَ قلبي ونظري فيك، فلا يبعدني شيء عنك، لا فقر ولا غنى. وإن كنت في الغنى لا تسمح بأن تكون خيرات الأرض عائقًا يمنعني من أن أراك. أعطني، ربي، أن أراك دائمًا، في كل شدة أو نعمة. آمين.
الأربعاء ١٠/٩/٢٠٢٥ الأحد ٢٣ من السنة/ج