وَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم - القراءة الأولى: ١ تسالونيقي ٢: ٩-١٣

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٩فإِنَّكم تَذكُرونَ، أَيُّها الإِخوَة، جَهْدَنا وكَدَّنا، فقَد بَلَّغْناكم بِشارةَ الله ونَحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهارِ لِئَلَّا نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم. ١٠وأَنتُم شُهودٌ واللهُ شاهِدٌ أَيضًا كَيفَ عامَلْناكم، أَنتُمُ المُؤمِنين، مُعامَلَةً بارَّةً عادِلَة لا يَنالُها لَوم. ١١فقَد عامَلْنا كُلًّا مِنكم كما يُعامِلُ الأَبُ أَولادَه، كما تَعلَمون، ١٢فوَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم أَن تَسيروا سيرةً جَديرةً بِاللهِ الَّذي يَدْعوكم إِلى مَلَكوتِه ومَجْدِه.

وَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم - القراءة الأولى: ١ تسالونيقي ٢: ٩-١٣

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٨٤ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"فقد شَبِعَت مِنَ البَلايا نَفْسي، ولامَسَت مَثْوى الأَمواتِ حَياتي. حُسِبتُ مع المُنحَدِرينَ في الجُبِّ، صِرتُ كَرَجُلٍ لا قُوَّةَ لَه" (مزمور ٨٨: ٤-٥). ارحمنا، يا رب. "فقد شَبِعَت مِنَ البَلايا نَفْسي". كل أهل غزة، يا رب، شبعت من البلايا نفوسهم، صغار وكبار، شبعوا من الموت. لماذا ابتعدت عنا، يا رب؟ أمِل أذنك واسمع بكاء الأطفال الذين يموتون جوعًا، انظر إلى الرضيع ميتًا بين ذراعي أُمِّه. ربَّنا، أبانا، انظر، أصغ إلينا، خلِّصنا. طفح الكأس. ثم، الويلات تنتشر في المنطقة كلها. بالغوا في الوحشية واللاإنسانية. مجموعة قليلة فرضت قسوتها ولا إنسانيتها. وأنت الإله القوي القدير، يا رب. ومن يقدر أن يهرب من وجهك؟ ارحمنا، يا رب. استجب لنا، يا رب.

القراءة الأولى (١ تسالونيقي ٢: ٨-١٢).

٩فإِنَّكم تَذكُرونَ، أَيُّها الإِخوَة، جَهْدَنا وكَدَّنا، فقَد بَلَّغْناكم بِشارةَ الله ونَحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهارِ لِئَلَّا نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم. ١٠وأَنتُم شُهودٌ واللهُ شاهِدٌ أَيضًا كَيفَ عامَلْناكم، أَنتُمُ المُؤمِنين، مُعامَلَةً بارَّةً عادِلَة لا يَنالُها لَوم. ١١فقَد عامَلْنا كُلًّا مِنكم كما يُعامِلُ الأَبُ أَولادَه، كما تَعلَمون، ١٢فوَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم أَن تَسيروا سيرةً جَديرةً بِاللهِ الَّذي يَدْعوكم إِلى مَلَكوتِه ومَجْدِه. ١٣ولِذٰلِكَ فإِنَّنا لا نَنفَكُّ نَشكُرُ اللهَ على أَنَّكم، لَمَّا تَلقَّيتُم ما أَسمَعْناكم مِن كَلِمَةِ الله، لم تَتَقَبَّلوه تَقَبُّلَكم لِكَلِمَةِ بَشَر، بل لِكَلِمَةِ اللهِ حَقًّا تَعمَلُ فيكم أَنتُمُ المُؤمِنين. " (٩-١٣).

قال القديس بولس هذه الكلمات. وهو الرسول الكبير. كل مسيحي، العلماني، والمكرس والمرسوم، مرسل إلى أخيه، ويجب أن يقول مثل هذا الكلام: "وَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم أَن تَسيروا سيرةً جَديرةً بِاللهِ...". أقرأ أنا اليوم هذه الكلمات وأطبقها على نفسي. وأسأل نفسي: كيف أتمِّمُ رسالتي، حيث أنا، في مواعظي، وفي كلامي في كل ظرف؟ هل بلَّغتُ كلام الله أم كلمتي، كلمةً لا حياة فيها، بعيدة عن الله الذي أرسلني؟

"وَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم" ودعوناكم إلى الملكوت وإلى مجد الله. يجب أن أفتح عينيَّ وقلبي لأحيا في ملكوت الله. ولأجيب على السؤال: هل هذا ممكن، أن أحيا في ملكوت لله، وأن أدعو إلى ملكوت الله؟ هل هذا ممكن في زمن الحرب والظلم، مثل زمننا؟

أقول، لله كل شيء ممكن. وأشكر الله لنعمته التي يعطيها لكل من أرسلنا إليهم. في الناس حولنا، الذين نتعامل معهم، فيهم "صالحون"، فهم خليقة الله، وفيهم سيئون، ولا مبالون ورافضون لكلمة الله. وكلنا خليقة الله. والله يقول إنه يرسل مطره ويطلع شمسه على الصالحين والسيئين. إلى يوم الدين. على الأرض الزمن كله صالح للتوبة. على الأرض الزمن زمن صبر لله، وهو سبحانه الذي يحدِّدُ زمن صبره، فيُمهِل أهل الشَرّ، أو يوقفهم أو يعاقبهم... والسؤال هو: أنا هل حملت دائمًا رسالتي؟ هل صبرت بمثل صبر الله؟ أم يئست فدخلت منطق الناس، منطق العقاب الفوري، والكراهية...؟ فلم أقتد بصبر الله، ولا بحبه...

" لَمَّا تَلقَّيتُم ما أَسمَعْناكم مِن كَلِمَةِ الله، لم تَتَقَبَّلوه تَقَبُّلَكم لِكَلِمَةِ بَشَر، بل لِكَلِمَةِ اللهِ حَقًّا تَعمَلُ فيكم، أنتم المؤمنين".

عندما أبقى في نور الله، أنا أبلِّغُ كلمة الله، لا كلمتي. لا كلمة بشر بل كلمة الله. كلمة الإنسان لا تفعل شيئًا، أما كلمة الله فتعمل وتأتي ثمرًا. في كلام المتكلِّمين، الذين يرسلهم الله، وأنا بينهم، شيء ما يجب أن يتغير. كلامي يجب أن يكون كلام الله. "إذَا تَكَلَّمَ أحَدُكُم فَلْيَكُنْ كَلَامُهُ كَلَامَ الله" (١ بطرس ٤: ١١). لا كلمتي، بل كلمة الله التي تعمل.

يجب أن نكون دائمًا واعين لما نحن، ما معنى أننا تابعون للمسيح. نتبع المسيح المتألم، حامل الصليب، والذي مات على الصليب. هكذا فقط نقدر أن ننشر نور القيامة بين الناس.

ربي يسوع المسيح، دعوتني، وأرسلتني. أعطني أن أفهم ماذا تريد مني، في رسالتي. علِّمني أن أتألم وأقبل الموت معك، حتى أعطي الحياة لأرضي ولإخوتي. آمين.

الأربعاء ٢٧/٨/٢٠٢٥                       الأحد ٢١ من السنة/ج