السؤال هذه المرة في الزواج وإقامة نسل للزوج - مرقس ١٢: ١٨-٢٧

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

الحرب ٢٤٠ "الرَّبُّ تَعالى ونَظَرَ إِلى المــُتَواضِع، أَمَّا المــُتَكَبّر فيَعرِفُه مِن بَعيد. إٍذا سِرتُ فيما بَينَ المــَضايِقِ، فإِنَّكَ تُحْييني بِالرُّغمِ مِن غَضَبِ أَعْدائي، تمُدُّ يَدَكَ فتُخَلِّصُني يَمينُكَ. الرَّبُّ يُتِمّها علَيَّ .يا رَبُّ، للأبدِ رَحمَتُكَ فلا تُهمِلْ أَعْمالَ يَدَيكَ" (مزمور ١٣٨: ٦-٨) . "أيها الرب الإله، أيها الرَّبُّ المتَعالي، الذي تنَظُرُ إِلى المــُتَواضِع، والفقير والمظلوم. إٍذا سارَ فيما بَينَ المــَضايِق فإِنَّكَ تُحْييه، تمُدُّ يَدَكَ فتُخَلِّصُه يَمينُكَ. في رفح وغزة، يا رب، انظُرْ إلى الفقير والمظلوم. قل كلمة، يا رب، وأوقف هذه الحرب. استمع صلاتنا، يا رب. نحن أبناؤك. آمَنَّا ووضَعْنا رجاءنا فيك. إنك تُتِمّها علَينا، يا رَبُّ، وللأبدِ رَحمَتُكَ فلا تُهمِلْ أَعْمالَ يَدَيكَ". ارحمنا، يا رب.

السؤال هذه المرة في الزواج وإقامة نسل للزوج - مرقس ١٢: ١٨-٢٧

إنجيل اليوم

١٨ وأَتاه بَعضُ الصَّدُّوقِيِّين، وهُمُ الَّذينَ يَقولونَ بِأَنَّه لا قِيامَة، فسأَلوه: ١٩ يا مُعَلِّم، إِن موسى كَتَبَ علَينا: إِذا ماتَ لِامرِئٍ أَخٌ فتَركَ امرَأَتَه ولَم يُخَلِّفْ وَلَدًا، فَلْيَأخُذْ أَخوهُ المَرأَةَ ويُقِمْ نَسْلًا لأَخيه. ٢٠ كانَ هُناكَ سَبعَةُ إِخوَة، فأَخَذَ الأوَّلُ امرَأَةً ثُمَّ ماتَ ولَم يُخَلِّفْ نَسْلًا. ٢١ فَأَخذَها الثَّاني ثُمَّ ماتَ ولَم يُخَلِّفْ نَسْلًا، وكَذلكَ الثَّالث. ٢٢ ولَم يُخَلِّفِ السَّبعَةُ نَسْلًا. ثُمَّ ماتَتِ المـَرأَةُ مِن بعدِهم جميعًا. ٢٣ ففي القِيامةِ حين يَقومون لأَيٍّ مِنهم تكونُ امرأَةً؟ فقَدِ اتَّخَذَها السَّبعَةُ امَرأَة. ٢٤ فقالَ لَهم يسوع: أَوَما أَنتُم في ضَلال، لأَنَّكم لا تَعرِفونَ الكُتُبَ ولا قُدرَةَ الله؟ ٢٥ فَعِندَما يَقومُ النَّاسُ مِن بَينِ الأَموات، فلا الرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ، ولا النِّساءُ يُزَوَّجْنَ، بل يَكونونَ مِثلَ المَلائِكةِ في السَّموات. ٢٦ وأَمَّا أَنَّ الأَمواتَ يَقومون، أَفَما قرأتُم في كِتابِ مُوسى، عِندَ ذِكْر العُلَّيقَة، كيفَ كَلَّمَه اللهُ فقال: أَنا إلهُ إِبراهيم وإِلهُ إِسْحق وإله يَعقوب. ٢٧ وما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء، فأَنتُم في ضَلالٍ كَبير.

        هذا مقطع ثانٍ من الإنجيل، اليوم، نجد فيه بعض المستمعين ليسوع، لا يريدون أن يتعلَّموا، بل يريدون أن يجرِّبوا يسوع.

        لا نكن من بينهم. لنبق متواضعين، عالمين أننا بحاجة دائمة لأن نتعلَّم، من الله أبينا. لنبقَ تلاميذ نصغي، نقرأ الإنجيل ونطبِّقُه على حياتنا، وعلى كل أعمالنا، حتى نبقى في النور.

        السؤال هذه المرة في الزواج وإقامة نسل للزوج.

        "وأَتاه بَعضُ الصَّدُّوقِيِّين، وهُمُ الَّذينَ يَقولونَ بِأَنَّه لا قِيامَة، فسأَلوه: يا مُعَلِّم، إِن موسى كَتَبَ علَينا: إِذا ماتَ لِامرِئٍ أَخٌ فتَركَ امرَأَتَه ولَم يُخَلِّفْ وَلَدًا، فَلْيَأخُذْ أَخوهُ المـَرأَةَ ويُقِمْ نَسْلًا لأَخيه. كانَ هُناكَ سَبعَةُ إِخوَة، فأَخَذَ الأوَّلُ امرَأَةً ثُمَّ ماتَ ولَم يُخَلِّفْ نَسْلًا. ٢١ فَأَخذَها الثَّاني ثُمَّ ماتَ ولَم يُخَلِّفْ نَسْلًا، وكَذلكَ الثَّالث. ولَم يُخَلِّفِ السَّبعَةُ نَسْلًا. ثُمَّ ماتَتِ المـَرأَةُ مِن بعدِهم جميعًا. ففي القِيامةِ حين يَقومون لأَيٍّ مِنهم تكونُ امرأَةً؟ فقَدِ اتَّخَذَها السَّبعَةُ امَرأَة" (١٨-٢٣).

        ليست أمانتهم لشريعة موسى هي التي دفعتهم إلى طرح السؤال، بما أنهم لا يؤمنون بقيامة الموتى: "فَهُمُ الَّذينَ يَقولونَ بِأَنَّه لا قِيامَة". بل يريدون الاستخفاف والإحراج ونقل مخاصمات الأرض إلى السماء، في حال وجود سماء (وهم لا يعتقدون ذلك).

        أدرك يسوع ما يريدون. ومن جهته استمرَّ يعلِّم. فهو في كل حالة يعلِّم. نزَلَ يسوع إليهم، وتواضع، واستمر يعلِّم: "فقالَ لَهم يسوع: أَوَما أَنتُم في ضَلال، لأَنَّكم لا تَعرِفونَ الكُتُبَ ولا قُدرَةَ الله؟  فَعِندَما يَقومُ النَّاسُ مِن بَينِ الأَموات، فلا الرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ، ولا النِّساءُ يُزَوَّجْنَ، بل يَكونونَ مِثلَ المــَلائِكةِ في السَّموات. وأَمَّا أَنَّ الأَمواتَ يَقومون"، فإنهم يقومون.

        يسوع يعلِّم ويقول: الأرض ستتبدَّل. والإنسان يتبدَّل. ستكون حياة أبدية، تختلف عن حياة الأرض، سيكون الإنسان الجديد، المــَفدِيّ، المؤلَّه، الحي بحياة الله. وشريعة موسى لتنظيم شؤون الأرض، شريعة الزواج وما شابهه، لن يكون لها ضرورة بعد.

        اسمعوا وتعلَّموا، واسمحوا لله بأن يعلِّمكم. اسمحوا لأنفسكم بالخروج من الأرض، وبالارتفاع فوق الأرض.

        نحن أيضًا، أنا، وأنت وهو، الغارقين في شؤون الأرض، وفي عقلياتنا، التي صاغتها الأرض، بحاجة إلى تنقية وتبدُّل. نحن على الأرض، لكن لنبدأ بأن نحيا في السماء. على الأرض نبدأ حياتنا مع أبينا الذي في السماء. على الأرض، لندخل الأبدية، لندخل الحياة الأبدية التي هي "أن يعرفوك أنت الآب والذي أرسلته، ابنك الوحيد يسوع المسيح".

        ربي يسوع المسيح، جئت إلى الأرض، لتُدخِلَنا في حياة السماء، وفي الحياة الإلهية معك. علِّمْنا وأعطنا ان نعرف كيف نأخذ ما تعطينا، الحياة الأبدية، مع بقائنا في هموم الأرض ومع بقاء مسؤولياتنا فيها. آمين.

        الأربعاء ٥/٦/ ٢٠٢٤             بعد الأحد التاسع من السنة