ابحث عن الصديق الأفضل، ابحث عن الله - لوقا ١٤: ١٢-١٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
١٢. وقال أيضا للذي دعاه: إذا صنعت غداء أو عشاء، فلا تَدْعُ أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء، لئلا يدعوك هم أيضا فتنال المكافأة على صنيعك. ١٣. ولكن إذا أقمت مأدبة فَادْعُ الفقراء والكسحان والعرجان والعميان. ١٤. فطوبى لك إذ ذاك لأنهم ليس بإمكانهم أن يكافئوك، فتُكَافَأُ في قيامة الأبرار.
الحرب. اليوم ٣٠.
اللهم، أوقِفْ صانعِي الحروب، ارحَمْهم، أنِرْ عقولهم، افتح عيون الذين يريدون إبادة غزة، قل لهم: إنهم يسيئون، وإنّ طرق السلام ليست في الإبادة. قل لهم إنك أنت وحدك رب الحياة والموت، حتى في زمن الحروب، عندما يفقد الإنسان رشده. امنَحْهم النور، ليروا أين هم. أعطِهم أن يصنعوا هدنة لأنفسهم، ليراجعوا أنفسهم، ليعرفوا هل ما زالوا بشرًا في مجازرهم لكل هؤلاء الناس. اللهم، ارحَمْهم واهدِهم، ونجِّ الضعفاء من إساءتهم. اللهم أنِرْ قادة الشعوب المؤيدين لهذه الإبادة، هم أيضًا ليصنعوا هدنة وليتوقفوا وليسألوا ضميرهم ما معنى تأييدهم لهذه المجازر في غزة. اللهم، كلِّمْ البشر، في هذه الحرب المجنونة، أعِدْهم إلى رشدهم، أعِدْهم إليك وإلى إخوتهم.


إنجيل اليوم.
"وَقَالَ أيضًا لِلَّذِي دَعَاهُ: إذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَو عَشَاءً، فَلَا تَدْعُ أَصدِقَاءَكَ وَلَا إِخوَتَكَ وَلَا أَقرِبَاءَكَ وَلَا الجِيرَانَ الأَغنِيَاءَ، لِئَلَّا يَدعُوكَ هُم أَيضًا فَتَنَالَ المـُكَافَأَةَ عَلَى صَنِيعِكَ" (١٢).
ابحث عن الصديق الأفضل، ابحث عن الله، خالقك وأبيك. له أعطِ وأقرِضْ. وهو يرُدُّ لك مئة ضعف وأكثر. هو يحفظ لك مالك، وستجده في كل لحظة على الأرض، ولكن أيضًا ما بعد هذه الأرض. لا تكتفِ بأصدقاء لك على الأرض، ولا بالأهل والعائلة على الأرض. أنت من أهل بيت الله، فخُذْ كل حجمك وكن كبيرًا بما أنت حقًّا، من أهل بيت الله، ومن العائلة البشرية الواحدة، والكل إخوتك في البشرية.
لا أحد غريب. لا أحد عدو. لا تصنَعْ أحدًا عدُوًّا. لا تظلم أحدًا، لا تفرض سيادتك على أحد. لا غرباء، ولا إقصاء ولا عدُوٌّ تقتله، ولا فقراء، أو ضعفاء أو مظلومون... الجميع عائلة الله، الجميع إخوة، وأبوكم الذي في السماوات واحد.
"وَلَكِن إذَا أَقَمْتَ مَأدُبَةً فَادْعُ الفُقًرَاءَ وَالكُسحَانَ وَالعُرجَانَ وَالعُميَانَ. فَطُوبَى لَكَ إذ ذَاكَ لِأَنَّهُم لَيسَ بِإمكَانِهِم أَن يُكَافِئُوكَ، فتُكَافَأُ فِي قِيَامَةِ الأَبرَارِ" (١٣-١٤).
ادعُ الذي لا يقدرون أن يدعوك، ولا يقدرون أن يردُّوا لك معروفك، لكن الله أباهم وأباك هو يكافئك. ادعُ الفقراء، والكسحان، والعرجان والعميان، والغرباء، والأعداء، الذين صيَّرْتَهم أنت أعداء: لأن الله ابوهم، بالرغم من كل التشويهات والعلل البشرية، أبوهم وأبوك. وهو الذي يرسل مطره ويطلع شمسه عليك وعليهم، هم الذين تريد أنت إقصاءهم، أو حتى قتلهم. ادعُهُم، لأنك تكرم فيهم أباهم وأباك، وهكذا تسير على طرق الله، وطرق الحياة.
افتح عيون قلبك وذهنك، وانظر كيف تختار أصدقاءك. انظر إلى الله أبيك، حتى ترى في كل واحد وواحدة، صورته، حتى لا تتيه في صحاري الموت على هذه الأرض، حتى لا تحمل الموت لأحد، حتى لا تحمل الحرب في نفسك. انظر إلى أبيك الذي في السماء، وفيه ادعُ جميع إخوتك إلى الحياة.
ربي يسوع المسيح، كلمة الله الأزلي، صرت إنسانا حتى تعلِّمنا أن نعيش إنسانيتنا، وحتى ترفعنا إلى لاهوتك. لا تسمح بأن نتيه في حروبنا. ارفَعْنا إليك، وضع سلامك في قلوبنا. آمين
الاثنين ٦/١١/ ٢٠٢٣ بعد الأحد ٣١ من السنة/أ







