لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة - لوقا ١٢: ٣٥-٣٨

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٣٥«لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، ٣٦وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم. ٣٧طوبى لِأُولٰئِكَ الخَدَمِ الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهِم يَخدُمُهم. ٨وإِذا جاءَ في الهَزيعِ الثَّاني أَوِ الثَّالِث، ووَجدَهم على هٰذِهِ الحال فَطوبى لَهم.

لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة - لوقا ١٢: ٣٥-٣٨

زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟

"أحْسِنْ إِلى عَبدِكَ فأَحْيا، وأَحفَظَ كَلِمَتَكَ" (مزمور ١١٩: ١٧). ارحمنا، يا رب. "أحْسِنْ إِلى عَبدِكَ فأَحْيا". النوايا في غزة، يا رب، ليست سليمة. الحرب عادت بعد الاتفاقية المزعومة قبل أيام، وعاد الموت والجوع. ربنا، إننا نؤمن بك وبصلاحك. ستأتينا أنت بزمن جديد، زمن حياة وفداء، الزمن الذي تنفتح فيه عيون العميان، فيرون أنك صنعتهم صالحين، لا قتلة. أعطنا يا رب سلامك وصلاحك. لا تسلمنا إلى أيدي "كبار" هذا العالم المستبدين والفاقدين رشدهم. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

«لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم" (٣٥-٣٦).

 

١)لتكن أوساطكم مشدودة. ٢) وسرجكم موقدة. ٣)تنتظرون رجوع سيدكم.

١) أوساطكم مشدودة للخدمة والقيام بعملكم.

نحن خدام لله ولإخوتنا وأخواتنا. علاقتي مع الله: أنا الخليقة، أنا الابن. أنا الذي أطلب وآخذ وأعيد ما أخذت إلى أبي، ونظري محدِّقٌ إليه دائمًا. لا أتيه في البحث عن نفسي هنا وهناك بعيدًا عنه، أو أظن أني أقدر أن أعمل حياتي بدونه. علاقتي مع الله هي علاقة ابن مع أبيه، وأيضًا علاقة خادم أمين. الله كلفني بخدمة الأرض وكل الخيرات التي يمكن أن أملكها، لا لأتمتع بها وحدي، بل لأشارك فيها إخوتي، ولأشكر الله وأمجده.

أنا خادم لله ولإخوتي. التواضع والحقيقة هي أني خليقة. وكل ما لي وكل ما قبلته، كل شيء هو لخدمة إخوتي، ولأمجد الله. الله كلفني بالأرض لا لأتيه فيها بين خيراتها، بل لأراه هو فيها، هو أبي وخالقي وهو القدوس، أعطاني كل شيء، وأعطاني إخوتي لأتقاسم معهم كل ما أعطاني، فنتقاسم ونتعاون ونكون سندا أحدنا للآخر. نحيا معًا، نبكي معًا، وننظر إلى أبينا معًا.

نحن خدام ناظرون إلى الله أبينا.

 

٢) ولتكن سرجكم مضاءة

الله يسهر علينا ونحن نسهر، لا يغلِبْنا النعاس، ولا نتيه في شؤون الأرض، فننسى ما نحن، أننا خدام، لكن ناظرون دائمًا إلى أبينا، متنبِّهون لعملنا، قلبنا ساهر، نرى الله أبانا وكل إخوتنا وأخواتنا... سرجنا مضاءة حتى نضيء الأرض، لنُظهِرَ الله فيها وعمله وحضوره الدائم معنا. سُرُجُنا مضاءة حتى لا نيأس، بل نستمر في عملنا، عالمين أنه هو الذي يعمل ويقدر أن يبقينا في حضرته، وفي صلاحه، ويسندنا في معركتنا مع الشر في الأرض، أيًّا كان مصدره.

سرجكم مضاءة. متنبهون، القلب ساهر، وخادمون لإخوتكم وأخواتكم وممجدون لله أبيكم.

 

٣) منتظرون رجوع سيدهم

تلاميذ يسوع، نحن شعب ينتظر. ننتظر رجوع يسوع ليزور الأرض التي كلفنا بها. سيأتي ليزورنا ولنؤدي إليه حسابًا عن خدمتنا للأرض ولإخوتنا، نؤدي حسابًا عمّا صنعنا بأنفسنا وبكل العطايا التي قبلناها. منتظرون نتائج جهودنا وتعاوننا مع نعمة الله.

ننتظر السلام في هذه الأرض، لأنها بين يدي الله، فهي إذن متوقفة على صلاتنا. ولو كان انتظارنا طويلا وأليمًا. لكنه انتظار لله أبينا الذي يدين من يستحق الدينونة ويرأف بمن يستحق الرأفة. ويجعلنا قادرين أن نعمل وأن ننال.

لنكن إذن كذلك، نحن خادمون، ساهرون. متنبهون لحضور الله معنا، ومنتظرون الحياة على هذه الأرض، كما يريد الله أن يعطينا إياها، ومنتظرون الحياة بعد هذه الأرض مع الله أبينا وجهًا لوجه.

ربي يسوع المسيح، أعطني أن أكون تلميذًا حقيقيًّا، أخدمك وأخدم إخوتي وأخواتي. أعطني أن أبقى متنبها ناظرًا إليك، أنتظر أن أراك وجهًا لوجه. آمين.

الثلاثاء ٢١ /١٠/٢٠٢٥                            الأحد ٢٩ من السنة/ج