نمضي وقتًا طويلًا مع يسوع - يوحنا ١٤: ٧-١٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وَحَسبُنَا" (٨). "قَالَ لَهُ يَسُوع: إنِّي مَعَكُم مَنذُ وَقتٍ طَوِيلٍ، أَفَلَا تَعرِفُنِي، يَا فِيلِبُّس؟ مَن رَآنِي رَأَى الآبَ. فَكَيفَ تَقُولُ: أَرِنَا الآبَ؟" (٩). "الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُم: مَن آمَنَ بِي يَعمَلُ هَوَ أيضًا الأَعمَالَ الَّتِي أَعمَلُهَا أَنَا، بَل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنهَا، لِأَنِّي ذَاهِبٌ إلَى الآبِ" (١٢).
٧. فلو كنتم تعرفوني لعرفتم أبي أيضا. منذ الآن تعرفونه وقد رأيتموه.
٨, قال له فيلبس: يا رب، أرنا الآب وحسبنا.
٩. قال له يسوع: إني معكم منذ وقت طويل، أفلا تعرفني، يا فيلبس؟ من رآني رأى الآب. فكيف تقول: أرنا الآب؟
١٠. ألا تؤمن بأني في الآب وأن الآب فيَّ؟ إن الكلام الذي أقوله لكم لا أقوله من عندي بل الآب المقيم فيَّ يعمل أعماله.
١١. صدقوني: إني في الآب وإن الآب فيَّ وإذا كنتم لا تصدقوني فصدقوا من أجل تلك الأعمال.
١٢. الحق الحق أقول لكم: من آمن بي يعمل هو أيضا الأعمال التي أعملها أنا بل يعمل أعظم منها لأني ذاهب إلى الآب
١٣. فكل شيء سألتم باسمي أعمله لكي يمجد الآب في الابن.
١٤. إذا سألتموني شيئًا باسمي، فإني أعمله.
"يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وَحَسبُنَا" (٨).
يا ربّ، أدخِلْنا في حياتك الإلهية. نحن نؤمن بك. نحن مكرَّسُون لك. ثبِّتْنا في إرادتنا لكي نعرفك، لكي نفهم، ما معنى أن نؤمن بك، وأن نتحدَّث معك؟ أرِنا الآب. وعندما نراك، عندما نتعامل مع الناس ومع الأشياء، أعطنا أن نعلم كيف نخرج من هذا العالم، لنكون عاملين في حضرتك. نحن لك، وبما أننا لك، علِّمنا أن نأخذ ممـَّا هو لك، حتى نزيد الأرض حياة. أنت خلقتنا، ضعافًا، وأشياء الأرض تصير عوائق بيننا وبينك: علِّمنا أن نزيلها، حتى نراك، ونرى الآب، ونرى الأرض كلها بنورك. أرنا الآب وحسبنا. أن أراك، وأن أرى الآب.
"قَالَ لَهُ يَسُوع: إنِّي مَعَكُم مَنذُ وَقتٍ طَوِيلٍ، أَفَلَا تَعرِفُنِي، يَا فِيلِبُّس؟ مَن رَآنِي رَأَى الآبَ. فَكَيفَ تَقُولُ: أَرِنَا الآبَ؟" (٩).
نمضي وقتًا طويلًا مع يسوع، كل أيامنا، كل صلواتنا، كل ممارساتنا التقوية...، هل نلاقي فيها يسوع حقًّا؟ هل نحن حقًّا معه؟ أم هو وقت يمر، الحياة تمر، فهي فقط العادة؟ وأنا وحدي؟ بعيد عن الحياة؟ بعيد عن الله أبي، بعيد عن بيت أبي؟ بينما كان عليَّ أن أقول، مع صاحب المزمور: إني فرحت لأنهم قالوا لي: هلُمّوا إلى بيت الآب ننطلق. وحتى الآن لم أَصِلْ إلى هذه اللحظة.
"إنِّي مَعَكُم مَنذُ وَقتٍ طَوِيلٍ، أَفَلَا تَعرِفُنِي؟"
كل حياتي التي قضيتها مع الله. أنا أؤمن بيسوع. قرأت الإنجيل. وحتى الآن لا أعرف يسوع. أنا مسيحي، معمَّد، ومكرَّس، وكاهن، كل حياتي، وسوع يقول لي: ألا تعرفني حتى الآن؟
أن افتح عينيَّ، أن أفتح قلبي، أن أرى ما لا يُرى، أن أرى الله في كل خليقته، أن أرى الله في كل حَدَثٍ يحدُثُ. أن أرى وأن أفرح لأني أرى، بفرح الله في كل الأرض التي تحيط بي.
"الآبُ الَّذِي يُقِيمُ فِيَّ يَعمَلُ أعمَالَهُ" (١٠). إنه يقيم فيك أيضًا، أنت، وفيك أيضًا يعمل أعماله، وأعظم من كل ما تقدر أن تعمل أنت بقواك البشرية. الآب يعمل أعماله فيَّ، أنا فلان. الله فيّ، ويعمل فيّ، إن تركته يعمل، إن قَبِلْتٌه، إن خرجتُ أنا من سجني، وأصبحت سهلا ممتدًّا أمام نظرِه.
"الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُم: مَن آمَنَ بِي يَعمَلُ هَوَ أيضًا الأَعمَالَ الَّتِي أَعمَلُهَا أَنَا، بَل يَعمَلُ أَعظَمَ مِنهَا، لِأَنِّي ذَاهِبٌ إلَى الآبِ" (١٢). أعمال الله، وأعمال يسوع، وأعظم منها، بما أن الآب هو الذي يعمل فيَّ.
"إذَا سَأَلْتُمُونِي شَيئًا بِاسمِي، فَإِنِّي أَعمَلُهُ" (١٤). عنما نقيم في الله، والله فينا، فنحن نسأل أشياء الله، ونريد أن نملأ الأرض بما هو لله. فجميع طلباتنا تكون مستجابة. لأن الله هو الذي يعمل أعماله فينا.
ربي يسوع المسيح، أنا أؤمن أنك والآب واحد، وتدعوني لأكون واحدَا معك، علِّمْني هذا، أن أكون معك. أن أكون سماء لنفسي، ولكل البشرية. آمين.
السبت ٦/٥/٢٠٢٣ بعد الأحد الرابع في زمن الفصح






