الأسبوع ٣٣ من السنة/ج - لوقا ١٩: ١-١٠
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"فَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إلَى ذَلِكَ المــَكَانِ، رَفَعَ طَرْفَهُ وَقَالَ لَهُ: يِا زَكَّا، انزِلْ عَلَى عَجَلٍ، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقِيمَ اليَومَ فِي بَيتِكَ" (٥).
١. ودخل أريحا وأخذ يجتازها.
٢. فإذا رجل يدعى زكا وهو رئيس للعشارين غني
٣. قد جاء يحاول أن يرى من هو يسوع، فلم يستطع لكثرة الزحام، لأنه كان قصير القامة،
٤. فتقدم مسرعا وصعد جميزة ليراه، لأنه أوشك أن يمر بها.
٥. فلما وصل يسوع إلى ذلك المكان، رفع طرفه وقال له: يا زكا انزل على عجل، فيجب علي أن أقيم اليوم في بيتك.
٦. فنزل على عجل وأضافه مسرورا.
٧. فلما رأوا ذلك قالوا كلهم متذمرين: دخل منزل رجل خاطئ ليبيت عنده!
٨. فوقف زكا فقال للرب: يا رب، ها إني أعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا كنت ظلمت أحدا شيئا، أرده عليه أربعة أضعاف.
٩. فقال يسوع فيه: اليوم حصل الخلاص لهذا البيت، فهو أيضا ابن إبراهيم.
١٠. لأن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الهالك فيخلصه.
"فَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إلَى ذَلِكَ المــَكَانِ، رَفَعَ طَرْفَهُ وَقَالَ لَهُ: يِا زَكَّا، انزِلْ عَلَى عَجَلٍ، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقِيمَ اليَومَ فِي بَيتِكَ" (٥).
كان يحاول أن يرى يسوع (٣). أراد أن يرى يسوع. بهذا يبدأ الإيمان، أن تريد أن ترى يسوع. أن تريد أن تعرفه، وتعمل بكل ما علَّم وقال. أتريد أن تؤمن؟ أم لا يهمك الأمر؟ أتريد أن تتعمق في معرفة إيمانك؟ زكا أراد وصعد على الشجرة ليرى يسوع. ولو كان قصير القامة، ولو كان خاطئًا، يسوع استجاب له. هو أراد، والله يريد ويأتي للقائك. بنعمته، بوسائل كثيرة. أنت لتكن فيك إرادة، وخطوة منك: افتح الإنجيل. واقرأ وتأمل. الإنجيل مكان لقاء مع الله. مكان معرفة لله. لا تخف من نفسك، من جهلك، ولا من خطيئتك. تريد أن تؤمن، أتريد أن تتعمق في إيمانك؟ تريد؟ إذن تقدم، وخذ الإنجيل واقرأ وتأمل.
كان زكا رجل أعمال، ومال. كان جابيًا للضرائب. مكتفيًا. ومع ذلك لما سمع بيسوع، لما خرك الله قلبه، تحرّك، واستجاب. وبين ماله وخطاياه، حاول وأراد أن يرى يسوع. صعد ليرى يسوع فرآه من أعلى الشجرة. ويسوع رآه، وكلمه، وكمل نعمة الله عليه. وقال له: انزل، يجب أن أقيم في بيتك اليوم. وأن أقيم في نفسك.
وعند اللقاء مع يسوع، بالطبع يتوب الإنسان. اللقاء يطهِّر وينقِّي ويصحِّح. دخل يسوع بيته. فحلَّتْ التوبة في نفسه. واعترف بخطاياه، واستعدَّ للتعويض: إن ظلمت أحدًا أرد له أربعة أضعاف. وأعطي الفقراء نصف أموالي. كانت توبته تتعمق. رأى يسوع، رأى الله، فرأى الفقراء أبناء الله.
أتريد أن تعرف يسوع؟ أتريد أن ترى الله؟ الله يدعوك في كل لحظة، في كل مناسبة، مهما كان عملك، لأن كمالك، كمال كيانك، كمال كل شيء فيك، هو في رؤية الله، والدليل على رؤية الله، أو الوسيلة التي تؤدي بك إلى رؤية الله، هي أن ترى إخوتك البشر، وأن ترى الفقراء بصورة خاصة. وتُحسِن إلى من لا يقدر أن يُحسِن إليك، ولا يكافئك، فأحبِبْ الفقير، حبًّا لله خالقه، وخالقك، وأبيه وأبيك الذي في السماء.
أتريد أن ترى يسوع؟ ولماذا لا تريد؟ ما الذي يمنعك من معرفة نفسك، وإيمانك، وإخوتك؟ قل: أريد، وسر، وافتح الإنجيل واقرأ. وسيأخذ الله بيدك، سيملأ قلبك، ستراه وسترى جميع البشر أبناءه، وستكون بانيا لنفسك على الحقيقة، على رؤية الله، وبانيًا للأرض، مع الذين يبنون، أو يهدمون. لتوقف كل دمار، مهما كان كثيرًا، ولتبني بقدر ما يكلِّفُك الله أن تبني.
ربي يسوع المسيح، دعوت زكا، قبل أن يراك. دعوته فتحرك قلبه، وتحركت إرادته، وعزم فصعد إلى الشجرة ليراك. دعوتني أنا أيضا، وأعطيتني أن أومن، املأني بروحك حتى أستجيب لدعوتك، وأقبل هبة الإيمان فيَّ قبولًا كاملًا، فتكمّل أنت بنعمتك خطواتي المترددة إليك، وتثبتني، فأراك، وأرى جميع إخوتك الفقراء. وأجد كمال الحياة معك ومعهم. آمين.
الثلاثاء ١٥/١١/٢٠٢٢






