عيد جميع القديسين - متى ٥: ١-١٢

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا

١فلمَّا رأَى الجُموع، صَعِدَ الجَبَلَ وجَلَسَ، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه ٢فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال: ٣ طوبى لِفُقَراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. ٤طوبى لِلْمَحْزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون. ٥طوبى لِلوُدَعاء، فإِنَّهم يَرِثونَ الأَرض. ٦طوبى لِلْجِياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون. ٧طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون. ٨طوبى لِأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله. ٩طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون. ١٠طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ، فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. ١١طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، ١٢اِفرَحوا وَابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم.

عيد جميع القديسين - متى ٥: ١-١٢

زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟

"انتَظَرتُ الرَّبَّ، انتَظَرَته نَفْسي، ورَجَوتُ كَلِمَتَكَ" (مزمور ١٣٠: ٥). ارحمنا، يا رب. إننا نرجو وننتظر، يا رب. ننتظر كلمتك القديرة التي تزيل شر هذه الأرض. نؤمن ونرجو وننتظر، في الموت، وفي الدمار، وبالرغم من كل شر الناس، في غزة، ربنا، أبانا، أنت بدأت لنا يوم حياة جديدة، أنت وحدك تعرف متى سيكون. ستظهر لنا وجهك، وسلامك. سيكون في القلوب محبة. إنا نؤمن ونرجو وننتظر. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

فلمَّا رأَى الجُموع، صَعِدَ الجَبَلَ وجَلَسَ، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه، فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال:

طوبى لِفُقَراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لِلْمَحْزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون.

طوبى لِلوُدَعاء، فإِنَّهم يَرِثونَ الأَرض. طوبى لِلْجِياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ، فإِنَّهم يُشبَعون.

طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون. طوبى لِأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله.

طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام، فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون.

طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ، فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات.

طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، اِفرَحوا وَابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم" (متى ١-١٢).

عيد جميع القديسين. جميع الذين قدَّسهم الآب في الحق والمحبة. القداسة هي رؤية الله وجميع إخوتي وأخواتي. هي أن أكون سندًا لهم في الصعاب والآلام. معهم على طرق الأرض، لكن في نور الله، مع كل الإخوة، مع كل الذين يقولون نحن أعداء، دائمًا في نور الله.

طريق القداسة؟ التطويبات. الفقراء، الودعاء، الرحماء، العطاش إلى البِرّ، أصحاب القلوب الطاهرة، صانعو السلام، والمضطهَدون من أجل اسم المسيح.

القداسة هي البقاء على صورة الله، هي الاقتداء بالأب. قال القديس بولس: "اقتَدُوا بِالله عَلِى مِثَالِ الأبنَاءِ الأَحِبَّاء" (أفسس ٥: ١). بما أن الله خلقني على صورته ومثاله، من الطبيعي أن أسعى للاقتداء به. ويسوع لم يطلب مني المستحيل لما قال لي: "كونوا كاملين كما أنا أباكم السماوي كامل" (متى ٥: ٤٨). الاقتداء بالله الآب، أكون على صورته، كاملًا نازعًا إلى مثل كماله.

والاقتداء بمشاعر يسوع المسيح. قال القديس بولس: "تَخَلَّقُوا بِأَخلَاقِ المـَسِيح" (فيلبي ٢: ٥). وأيضًا: "سِيروا في المَحَبَّةِ سيرةَ المسيحِ الَّذي أَحبَّنا وجادَ بِنَفسِه لِأَجْلِنا «قُربانًا وذَبيحةً للهِ طَيّبَةَ الرَّائِحة» (أفسس ٥: ٢).

القديسون أحبوا الله والقريب. سعوا للاقتداء بالله، وأن يكونوا كاملين كما أن الآب كامل. وسعوا للاقتداء بالمسيح، وأحبوا مثله. وحملوا آلام إخوتهم مثله.

وعاشوا حياتهم في نور التطويبات. وكانوا تلاميذ حقيقيين ليسوع. ولم يكونوا قط وحدهم، بل كانوا دائمًا في نور الآب وفي قدرة محبته.

ما استطاعوا هم أن يعملوه، أستطيع أنا أن أعمله. مثلهم، كلنا مدعوون إلى أن تكون حياتنا في نور الآب. كلنا مدعوون لأن تكون حياتنا حياة إخوة، في الأفراح، وفي المحن، والآلام. الكل مدعوون لنحمل الصليب، لا وحدنا، أبدًا، بل مع يسوع وفي حبه.

القداسة، أن أكون تلميذًا ليسوغ، ألا أحيا أبدًا وحدي على الأرض، بل أكون دائمًا في رفقة الله أبي، وأترك الروح القدس يهديني. لا أكون أبدًا وحدي. بل دائمًا في النور، وفي حب الله أبي، وفي محبة إخوتي وأخواتي، وفي عذابات إخوتي وأخواتي.

القداسة هي أن نسير معا، إخوة وأخوات، متضامنين، مسؤولين بعضنا عن بعض، في نور الروح القدس.

ربي يسوع المسيح، أحببتني. ودعوتني لأسير معك. أعطني أن أسير معك، أن أحمل الصليب معك، وأن أبذل نفسي من أجل إخوتي وأخواتي، مثلك، حتى أحيا معك، هنا على الأرض، وفي الحياة الأبدية. آمين.

السبت ١ /١١/٢٠٢٥                               الأحد ٣٠ من السنة/ج