الإنسان هو من يعرف أن يحب بمثل حب الله - مرقس ٤: ٢٦-٣٤

٣١ إنَّه مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُزورِ الَّتي في الأَرض. ٣٢ فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها. ٣٣ وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها. ٣٤ ولَم يُكَلِّمْهُم مِن دُونِ مَثَل، فَإِذا انفَرَدَ بِتَلاميذِه فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء.

 الحرب. اليوم ١١١

"إليكَ يا رَبِّ أَصرُخ يا صَخرَتي، لا تَتَصامَمْ عنِّي، لِئَلاَّ تَصمُتَ عنِّي فأُشبِهَ الهابِطينَ في الهاوِيَة. اسْتَمِعْ لِصَوتِ تَضَرُّعي حين أَصرُخُ إِليكَ" (مزمور ٢٨: ١-٢).

يا رب، استجب لنا. أوقف الحرب. لا تنظر إلى شر الناس. بل انظر إلى حبك للناس. بحق حبك لأهل غزة، ولقاتليهم، استجب لنا، يا رب. أفِض حبك من جديد في جميع القلوب. اشفِ، يا رب، كل غزة، استمع إلى بكاء الصغار في غزة، وإلى دعاء الكبار وعذابهم. تعال، يا رب، بقدرتك وبحبك، تدخَّلْ في تاريخنا، وأعِدْ إليه الحياة، وإنسانًا يحب الحياة. يا رب، "اسْتَمِعْ لِصَوتِ تَضَرُّعي حين أَصرُخُ إِليكَ". يا رب ارحم.

انجيل اليوم

"وقال: مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك. فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل" (٢٦-٢٨).

الأرض مليئة بصلاح الله. بعناية الله ينبت الزرع وينمو، ليل نهار، سواء نام أو قام. الإنسان يبذل جهده، يحرث الأرض ويهيِّئُها ويلقي الزرع فيها. لكن دون الحياة الكامنة في حبة الزرع، لا يفيد جهده شيئًا.

ملكوت الله هو قدرة الله في خلقه، وعلى الإنسان أن يكتشفها. ملكوت الله هو الإنسان الذي يتعاون مع الله، الذي يعرف أنه معاون لله، الذي يعرف أنه لا يقدر أن يأتِيَ ثمرًا بدون الله.

ملكوت الله، هو أن أكون واعيًا أني أحيا حياتي وأبنيها مع الله، خالقي وأبي. الإنسان وحده لا يقدر شيئًا. الإنسان وحده لا يوجد. ملكوت الله هو الله والإنسان معًا.

الله مانح الحياة، والإنسان يستقبل ما يعطيه الله. الإنسان يرى نفسه موضوع حب الله، فيجيب على الحب بالحب. كما يحبه الله، هو يحب الله خالقه وأباه، الذي منه كل خير وصلاح. وبمثل حب الله، يحب الإنسان أيضًا جميع إخوته.

ملكوت الله هو حب مثل حب الله، وهو جهد من الإنسان حتى ننبت هبة الله وتنمو، في الذات، وفي الأرض كلها.

الإنسان هو من يعرف أن يحب بمثل حب الله.

وملكوت الله هو أيضًا " مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُزورِ الَّتي في الأَرض. فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها" (٣١-٣٢).

حبة خردل، أصغر الحبوب كلها في الخليقة، لكن فيها طاقة لتصير كبيرة، بعناية الله، وبصلاحه. وبتعاون الإنسان أيضًا مع الله، الحبة الصغيرة تصير شجرة. لا بعمل الإنسان وحده. الإنسان خلقه الله صالحًا ويقدر أن يثمر ثمرًا جيدًا. وصلاح الإنسان إن بقي متحدًا بصلاح الله، يصبح قدرة مثل قدرة الله.

الإنسان الذي يعرف، هو الإنسان الذي يعرف أنه وحده صغير مثل حبة الخردل، وأنه بقدرة الله فقط ينمو. الإنسان كبير بالله. وحده، لا يقدر شيئًا. وحده يمكن أن يحوِّل مقدرته على الخير، إلى مقدرة على الشر، على الحروب والمجاعات وكل أنواع الشرور...

الإنسان يبني نفسه مع الله خالقه وأبيه. العالم كله، الذي يحكمه الإنسان، لا يمكن أن يُبنَى إلا مع الله خالقه وأبيه. عندما يعرف الإنسان نفسه معاونًا لله، إذاك يبدأ بالبناء، إذاك يبدأ فيُحِبّ، وتصير الأرض مكانًا لصلاح الله.

ربي يسوع المسيح، أعطني أن أفهم ما معنى ملكوت الله. أعطني أن أفهم أني أستطيع أن أبني العالم معك فقط، ببقائي دائمًا قريبًا منك. آمين

الجمعة ٢٦/١/ ٢٠٢٣            بعد الأحد الثالث من السنة/ي