عيد ولادة سيدتنا مريم العذراء - متى ١: ١٨-٢٣

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٩٦ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"فإِنَّ الرَّبَّ إِلٰهٌ عَظيم، وعلى جَميعِ الآلِهَةِ مَلِكٌ عَظيم. هو الَّذي بِيَدِه أَعماقُ الأَرض، ولَه قِمَمُ الجِبال، لَه البَحرُ وهو صَنَعَه، ويَداه جَبَلَتا اليَبَس" (مزمور ٩٥: ٣-٥). ارحمنا، يا رب. يا رب، أنت الوحيد العظيم. عظماء الأرض لا يمكن أن يكونوا كبارًا إلا بك. قدرتهم على صنع الشر، على صنع الحروب، تجعلهم صغارًا، بعيدين عنك وعن الإنسانية. أنت الإله الكبير، بيدك أعماق الأرض ولك قمم الجبال وبيدك الشعوب كلها. قم، يا رب، وأظهر قدرتك للذين يظنون أنهم وحدهم أسياد الأرض، اجعلهم يُلقُون أسلحتهم، أسلحة الموت التي يدمرون بها الأرض. أنت الرب الإله، أنت ربُّ غزة، أنت أبو المظلومين، كل الذين يموتون كل يوم في غزة، نجِّهم من الشرير، يا رب. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح، وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ بنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لِأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (١٨-٢١)

عيد ولادة مريم البتول. ولادة متواضعة، عادية في أحد بيوت القدس. الأرض مطمئنة، خاشعة. في القدس ولدت ابنة ليواكيم وحنة. فرح الجيران معهم. لكن لم يشُكَّ أحد في السر الذي كانت تحمله الوليدة الجديدة. لعل الله أرسل نوره إلى والدَيْها، يواكيم وحنة، فعرفا نعمة الله فيها؟ منذ تلك اللحظات الأولى من حياتها على الأرض، هي بحكم ما ستكون، شفيعة لوالدَيْها فأدخلهما الله في خطط تدبيره الأزلي.

في القدس ولدت مريم. لكن كل شيء هادئ، لا أحد يرى. أما والداها فقد ألهمهما الله شيئًا من نور سرها. ولهذا كرَّساها لله في الهيكل.

ولادة مريم، المباركة بين كل النساء، التي ستكون أم الله. في القدس صمت، وجهل للسر الذي تحمله مريم. الأرض تجهل. ولكن السماء تبتهج وتتهلل. ندبير حب الله لخلاص البشرية بدأ تحقيقه بولادة مريم على الأرض هذه الولادة المتواضعة. الله ينحني على البشرية، حب الله للإنسان كبير.

الله أحب البشرية. قبل الخطيئة وبعد الخطيئة. البشرية كلها له. وهو لا يتركها. ومن أبناء البشرية، الله الصالح، القدوس، القدير، اختار مريم لتصير أمًّا له، أمًّا لكلمته الأزلي الذي صار إنسانًا.

أُمٌّ وبتول. وُلِدَت في القدس. وهي اليوم في الناصرة، في عائلة متواضعة وفي سن الخطوبة، وهي مخطوبة ليوسف، بحسب الشريعة، وهو لا يعرف بعد سر الله فيها. ولا يعرف بعد دعوته. هو رجل بارٌّ، متواضع. هو أيضًا اختاره الله وله دور في تدبير الله الخلاصي. مريم، أم الكلمة الأزلي، وهو يوسف زوج مريم بحسب الشريعة. أرسل الله إليه الملاك ليفهمه، ليدخله في نور سر مريم خطيبته.

إنجيل اليوم يتكلم على ولادة يسوع. في ولادة يسوع وفي ولادة مريم، عظمة الله نفسها، والتواضع نفسه، وسر الله نفسه. الأرض تبتهج وتتهلل لحظة فرح نقيّ. وفي كل عيد ولادة لمريم العذراء نُعطَى نحن على أرضنا المعذّبة لحظة فرح صافية، مصدرها من عند الله أبي الأنوار.

ولدت مريم أم يسوع، وأم الله، وأمُّنا. كم وكيف تكون حياتنا معها؟ كم وكيف ندخل معها في سر حب الله؟ مع مريم، وهي واحدة منا، رفعها الله إليه، يمكن أن نترك الله يرفعنا نحن أيضًا فوق شر الأرض، حتى نحيا، على الأرض، وبالرغم من كل شر الأرض، مثل نقاوة مريم العذراء وبشفاعتها.

يا مريم البتول، نحتفل اليوم بعيد ولادتك على الأرض. أعطينا أن نشاركك في فرحك، في فرح الأربعاء والسماء. أعطينا أن نحيا على هذه الأرض في نور الأبدية، بالرغم من كل شر الأرض. آمين.

الاثنين ٨/٩/٢٠٢٥                           الأحد ٢٣ من السنة/ج