اعتداء جبان على مدرسة الفرنسيسكان في مدينة الناصرة.. إلى متى وماذا بعد؟

الكاتب : رئيس التحرير

جاء في الأخبار أن "مجهولين" أقدموا ليلة الخميس الماضي، على اطلاق الرصاص على مدرسة الفرنسيسكان في مدينة الناصرة، وذلك خلال تواجد عدد من الراهبات في داخلها. ولم يسفر الحادث عن اصابات بشرية انما لحقت بعض الأضرار المادية بالمبنى.

اعتداء جبان على مدرسة الفرنسيسكان في مدينة الناصرة.. إلى متى وماذا بعد؟

وأضاف الخبر أن "هذه المدرسة العريقة التي قدمت الخدمات الجليلة في حقل التربية والتعليم عشرات السنين، وتعتبر صرحاً علمياً تربوياً معروفاً نصراوياً وفي قضاء الناصرة، حيث خرجت الاف الطلاب الذين انطلقوا من ابوبها الى العالم الواسع ."
هذا وأصدرت بلدية الناصرة بيانا باسم رئيس وإدارة والمجلس البلدي "يستنكرون هذا الاعتداء على صرح تربوي علمي، ويعتبرون هذا تجاوزاً لكافة الخطوط الحمراء، فللمعاهد والكليات والمدارس والجامعات حُرْمَة لا نقبل ولا تحت أي ذريعةٍ المساس بها".
وأضاف البيان "إننا نتوجه بمحبة صادقة الى كل النصراويين، أن السبيل الى حل أي اختلاف يكون عبر المكاشفة والمصارحة والحوار والنقاش، وان اهل الناصرة وذوي الرأي من المسؤولين قادرون على حل أي اشكال او خلاف، وأننا متحدون نستطيع منع أي انحدار ممكن ان يكون .ومؤسساتنا النصراوية من أي طيفٍ ولون يجب علينا حمايتها وصونها وتعزيز مكانتها".
واختتم البيان "على الشرطة الكشف عن مرتكبي هذا الفعل الذي لا يليق بالناصرة وأهلها، ودوماً محبين لمدينتنا أهلها مؤسساتها هكذا كنا وعلى هذا الدرب سائرون".

جيد أن تستنكر بلدية الناصرة الحادث الاجرامي بحق مدرسة راهبات الفرنسيسكان، ومن مضمون البيان فان البلدية على اطلاع على خلفية "الخلاف" كما أشارت، فلماذا لا تبادر وتدعو المعتدين طالما انها تعرفهم وتعرف الخلفية، وتصطحبهم إلى المدرسة لتقديم الاعتذار لادارة المؤسسة من رهبان وراهبات، وهكذا تعمل على تعزيز الأخوة والتاريخ والعيش المشترك.

وهذا الاعتداء مع أنه لا علاقة له بالاعتداء الذي حصل قبل أيام على كنيسة العذراء في القدس، إلا أنه غير منعزل عن سلسلة الاعتداءات على المقدسات والمؤسسات المسيحية في القدس وغيرها، طالما يشعر المعتدون أنهم لن يتعرضوا للمساءلة من قبل السلطات الإسرائيلية المسؤولة عن حماية تلك الأماكن أسوة بغيرها.

أما ما يثير السخرية حقا ما ورد في ذيل الخبر من أن " الشرطة تحقق في ملابسات الحادث". هل هذه الملاحظة جدية؟ انننا نراها قمة السخرية، بعدما رأينا وسمعنا عن "جهود" الشرطة في أحداث سابقة مشابهة، وكل ما تفعله الحضور متأخرة! واصطحاب الجاني، الذي يضبطه شبان فلسطينيون، الى جهة مجهولة، وبعدها لا نعود نسمع عما جرى أو عن الخطوات التي تعقب الاعتقال؟!! ألا يدعو ذلك للدهشة والاستغراب؟!!