أول لقاء مع ياسر عرفات

الكاتب : محمد علي سعيد - طمرة

القيامة- أعاد الكاتب الصديق محمد علي سعيد، نشر مقالة كان قد كتبها في أعقاب لقائه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد عودته إلى الوطن في غزة، وذلك بمناسبة مرور 17 عاما على استشهاد عرفات، ويقوم موقعنا بنشر المقالة عن صفحة الكاتب بعد اذنه.

أول لقاء مع ياسر عرفات

التقيته أول مرة في غزة العزة بعد عودته الى الوطن، وذلك ضمن وفد لنرحب به ونبارك له.. وكان في استقبالنا ومرافقنا المرحوم فوزي النمر (وهو أحد شباب عكا الوطنيين، وكان مسؤولا عن ملف العلاقات مع فلسطينيي الداخل) وحين دخلنا قاعة الرئيس وقف وصافحنا وقبلنا واحدا واحدا وهو يرحب بنا بحرارة.. يجلس بتواضع ويتحدث ولا يكل عن الترحيب ويتحدث مطعما كلامه بروح المداعبة، أذكر انه قال عندما دخلت العقيدة فاطمة البرناوي مسؤولة الشرطة الفلسطينية (هاي، فاطمة غلبتني، واعتقدت بأني سأستريح منها بعد زواجها من ابنكم الغالي العقيد فوزي، ولكنها ما حلّت عن غلبتها.. ساعدوني بالحل....) وضحكنا، وعلّقت فاطمة بروح الدعابة نفسها.

أذكر، أنه عندما جاء دوري في الكلام (وبعد الديباجة العربية)، استأذنت منه أن أحكي له قصة شعبية قصيرة، فوافق وحكيت له قصة الشاب الذي تعارك مع آخر فألقاه أرضا وأخذ يضربه على وجهه وصدره وبطنه، بينما المغلوب يصرخ ويقول: آخ يا ظهري آخ يا ظهري، فنهض عنه الغالب وسأله: أنا لا أضربك على ظهرك!! فأجابه المغلوب: لو كان لي ظهر ما تجرأت على ضربي أبدا... هز الرئيس برأسه وأبدى إعجابه بالقصة.. وكم هي صادقة ومعبرة عن وضع الفلسطينيين الآن.

وأذكر أثناء دراستي الجامعية في موضوع "القيادة بين الصفات والمواقف" طلب المحاضر أن يقدم كل طالب محاضرة عن شخصية قيادية مع أمثلة من حياته (شرط ان نقترح الاسم للمحاضر مسبقا)، فاقترحت الاسمين: جمال عبد الناصر وياسر عرفات.. وقامت الضجة في الصف، فهددت بأني لن اتحدث عن غيرهما وبعد نقاشات حادة مع زملائي في الصف وخاصة اليهود وافقوا على عبد الناصر وليس عرفات، وهكذا كان وأذكر كم صدمتهم القصص الإنسانية التي قدمتها، وكانت هذه من أصعب المحاضرات تحضيرا وتقديما..

ورحل القائد الخالد أبو خالد عبد الناصر، ودب المرض في الأمة العربية.

ورحل ياسر عرفات وكان قائدا حقا، رغم جميع المآخذ عليه ومن ضمنها اتفاقية اوسلو التي كانت بمثابة المصيدة من قبل الانظمة العربية وامريكا واسرائيل.. فقد كانت كقطعة الجبنة الصفراء تبدو متماسكة في ظاهرها ولكنها مليئة بالثقوب.

ولقد فهم عرفات واستوعب الدرس مصيدة اوسلو / المؤامرة فيما بعد، ولهذا رفض المصيدة الثانية المتمثلة في "كيمب دفيد". وانسحب وكلنا نعرف ما قاله مبارك (الله لا يباركه) لعرفات..

انها الانظمة العربية التي تحكمها السفارات الامريكية واسرائيل من وراء الكواليس..

رحل الرجل والرجال قليل، ولكنه سيبقى حاضرا خالدا، رحمه الله وباقية هي ذكراه.

من مواقف عرفات. بقلم د.هشام صدقي ابويونس. نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام

“انتم أول المدعوين على جنازتي” هذا ما قاله أبو عمار للرئيس كلينتون عندما عرض عليه دوله بدون القدس حيث قال له سيادة الرئيس يبدو انك تريد أن أُوقع على موتي … أو انك أثقلت في المشروب ولم تنم جيداً ! فقالت له وزيرة خارجيته انتبه أنت تكلم رئيس أمريكا … فقال لها قولي له هو ان ينتبه لأنه يكلم زعيم الشعب الفلسطيني…..هذا ياسر عرفات يا سادة. فهاتونا بمثله.

صورة تجمع الكاتب مع الرئيس ياسر عرفات والعقيد العكاوي فوزي النمر.