مريم وأليصابات، ممتلئتان بالروح القدس - لوقا ١: ٣٩-٤٥
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
٣٩ وفي تلكَ الأَيَّام قامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا. ٤٠ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات. ٤١ فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس، ٤٢فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! ٤٣مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ ٤٤فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني. ٤٥فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ.

الحرب. السنة الثانية – يوم ٧٦
"عِندَما أَضرِبُ مَوعِدًا، أَحكُمُ بِالِاستِقامة. تَنْهارُ الأَرضُ وجميعَ سُكَّانِها، وأَنا الَّذي أُثَبِّتُ أَعمِدَتَها. قُلتُ لِلسُّفَهاءِ: لا تَسفَهوا، ولِلأَشْرارِ: بِأُنوفِكم لا تَشمَخوا. لا تُبالِغوا في الشُّموخِ بِأُنوفِكم، لا تَتَكَلَّموا بِصَلَفِ أَعْناقِكم" (مزمور ٧٥: ٣و٥-٦).
ارحمنا، يا رب. تعال، يا رب، احكُمْ الأَرضَ بِالِاستِقَامَة. قل لصانعي الحروب: " لا تَشمَخوا. لا تُبالِغوا في الشُّموخِ بِأُنوفِكم، لا تَتَكَلَّموا بِصَلَفِ أَعْناقِكم". اخفض يا رب كبرياء الموت. عيد الميلاد يقترب، بدِّلْ الحرب بالحياة في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا، وأفِضْ فيها نور حبك. ألهِم عدلك وحبك في قلوب صانعي الحرب أيضًا. أصلح هذه الأرض، يا رب، بمجيئك. تعال، يا رب، ولا تبطئ، وارحمنا.
إنجيل اليوم
قبل الميلاد، نتأمل اليوم في زيارة مريم العذراء إلى قريبتها أليصابات. قامت مريم بسفر طويل من الناصرة إلى عين كارم لتهنئ أليصابات وتساعدها في أيام ولادة ابنها يوحنا.
"وفي تلكَ الأَيَّام قامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا. ٤٠ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات. ٤١فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس، ٤٢فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! ٤٣مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ ٤٤فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني. ٤٥فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ" (٣٩-٤٥).
الروح القدس قدَّس الولد وهو في بطن أمه. وقدَّس الأم. امرأتان، مريم وأليصابات، ممتلئتان بالروح القدس، تعرفان عجائب الله. كان في تلك الأيام أيضًا حروب، وكان الناس ينتظرون السلام والعدل مع المسيح الآتي، لكنهم تصوروه مسيحًا زمنيًّا...
فجاء المسيح، لكن العالم لم يعرفه.
"كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِيًا إِلى العالَم. ١٠كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ. ١١جاءَ إِلى بَيتِه فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه" (يوحنا ١: ٩-١١).
الكلمة هو النور الحق، في ذلك الزمان، واليوم أيضًا. وإمكانية عدم معرفته نفسُها، في ذلك الزمان واليوم أيضًا.
وأنا أيضًا، من أهل بيته. ويمكن ألا أعرفه. أسأل نفسي: هل أعرفه؟ هل أستقبله؟ في كل أفكاري وأقوالي وأعمالي؟ حتى أفيض نوره في العالم من حولي؟
عيد الميلاد يقترب. أتأمل في قدرة الروح في مريم وأليصابات. وأبتهل إلى الروح القدس ليملأني بالله. في وسط الحروب، في وسط خطيئة الإنسان، أطلب أن يقدِّسني. أن يعمل فيّ ما لا أقدر أنا أن أعمله.
ربِّي يسوع المسيح، عيد ميلادك يقترب. أعطني النعمة لكي أعرفك وأستقبلك، في نفسي، لأفيض نورك في العالم. أرنا وجهك، يا رب، فيتجدَّدَ وجه الأرض. آمين.
السبت ٢١/١٢/ ٢٠٢٤ الأحد الثالث من المجيء/ج