يسوع المسيح، كلمة الله، هو الذي أتى من علُ - يوحنا ٣: ٣١-٣٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٣١ إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء، والَّذي مِنَ الأَرض هُوَ أَرضِيّ يتكلَّمُ بِكلامِ أَهلِ الأَرض. إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء ٣٢ يَشهَدُ بِما رأَى وسَمِع، وما مِن أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه.٣٣ مَن قَبِلَ شَهادَتَه أَثبَتَ أَنَّ اللهَ حَقّ. ٣٤ فإِنَّ الَّذي أَرسَلَه الله يتَكَلَّمُ بِكَلامِ الله. ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغيرِ حِساب. ٣٥ إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه. ٣٦ مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة، ومَن لم يُؤمِنْ بالابن لا يَرَ الحَياة بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله.

الحرب ١٨٦
اللَّهُمَّ أَنصِفْني ودافع عن قَضِيَّتيِ ونَجِّني. فإِنَّكَ أَنتَ إِلهُ حِصْني فلِماذا نَبَذتَني؟ ولماذا أَسيرُ بِالحِدادِ مِن مُضايَقَةِ الأَعْداء؟ أَرسِلْ نورَكَ وحَقَّكَ، هما يَهدِياني إِلى جَبَلِ قُدسِكَ، وإِلى مَساكِنِكَ يوصِلاني" (مزمور ٤٣: ١-٣).
ارحمنا يا رب. كل غزة تصرخ إليك، الصغار والكبار: " اللَّهُمَّ أَنصِفْني ودافع عن قَضِيَّتيِ ونَجِّني. فإِنَّكَ أَنتَ إِلهُ حِصْني فلِماذا نَبَذتَني؟" يا رب، لماذا تترك غزة وتسلمها إلى يد الموت؟ لماذا تسلم كل هذه الأرض، أرضك التي قدَّسْتَها، إلى الموت؟ أنت سلامنا. " أَرسِلْ نورَكَ وحَقَّكَ، هما يَهدِياني إِلى جَبَلِ قُدسِكَ"، يهديانا إلى جبل سلامك وعدلك. ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
"إنَّ الَّذي يأتي مِنَ عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء، والَّذي مِنَ الأَرض هُوَ أَرضِيّ يتكلَّمُ بِكلامِ أَهلِ الأَرض. إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء، يَشهَدُ بِما رأَى وسَمِع، وما مِن أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه. مَن قَبِلَ شَهادَتَه أَثبَتَ أَنَّ اللهَ حَقّ" (٣١-٣٣).
يسوع المسيح، كلمة الله، هو الذي أتى من علُ، من عند الآب. هو فوق كل شيء. هو الله، الخالق، رب السماء والأرض. فوق كل شيء، لكنه تواضع وصار شبيهًا بنا في كل شيء ماعدا الخطيئة. وهو يشهد لنا بما رأى وسمع. يشهد لحياة الله، الآب والابن والروح القدس. يشهد ويعلِّم الناس، ويرفعهم إلى سِرِّ الله، إلى نوره وحبِّه. ويعلِّمهم ويدخلهم في الحياة الأبدية.
"وما مِن أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه". يسوع يكلم نيقوديمس، الفريسي، ويوجِّه كلامه إلى الفريسيين الذين لا يريدون أن يؤمنوا به، بالرغم من كل الخير الذي كان يصنعه، والذي كانوا يرونه. ومثل الفريسيين، كثيرون اليوم أيضًا يرفضون الإيمان بما علَّم ويعلِّم يسوع المسيح. الرفض في الإنسانية لله كثير. رفض الله، رفض الخير والصلاح، رفض كل ما يعطينا الله. في البشرية مؤمنون كثيرون، وفيها رافضون كثيرون لحب الله.
وأنا؟ كم من الرفض فيَّ؟ وكم من القبول لله فيَّ؟ الله يعطي، هل أقبل وأشكر؟
"فإِنَّ الَّذي أَرسَلَه الله يتَكَلَّمُ بِكَلامِ الله. ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغيرِ حِساب. إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه. مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة، ومَن لم يُؤمِنْ بالابن لا يَرَ الحَياة، بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله".
الذي أرسله الله هو ابنه يسوع. قال يسوع في بداية هذا الحديث مع نيقوديمس: هكذا أحب الله العالم حتى أرسل ابنه الوحيد ليفدي به العالم، وليعلِّم ويهدي ويكفِّر عن خطيئة العالم، ويجعل الإنسان مرضيًّا أمام الله، وليجعله قادرًا أن يرى الله، ويسمعه ويفهم تعليمه.
"فإِنَّ الَّذي أَرسَلَه الله يتَكَلَّمُ بِكَلامِ الله". علَّمنا يسوع فقال لنا كلام الله. وعرَّفنا بالله، والروح فيه بلا قياس. فهو الله. القدير، الصالح، القدوس، القوي الذي لا يموت. وهو يدعونا إلى أن نكون مثله.
"مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة، ومَن لم يُؤمِنْ بالابن لا يَرَ الحَياة، بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله". نؤمن من غير أن نرى، نؤمن لأننا سمعنا الابن يكلِّمنا، نؤمن فتكون لنا الحياة الأبدية. ورَفضُ الإيمان هو حرمان أنفسنا من الحياة، وغضبُ الله يحل علينا. كلام يخيف، وكلام يعنيني، في حياتي اليومية، في كل تفاصيلها. ماذا أعمل بما يمنحني إياه الله؟ هل أصغي إلى الله؟ هل أسمع؟ هل حياتي سير إلى الحياة الأبدية؟
ربي يسوع المسيح، أشكرك لأنك أتيت على الأرض من أجلي، لتعلِّمَني وتدخلني في الحياة الأبدية. ربي، انظُرْ إلى المأساة التي نعيشها، أنا وكل إخوتي وأخواتي، في هذه الأرض التي قدَّسْتَها أنت، انظر إلى هذه الأرض البعيدة عن الحياة الأبدية. أيها الرب يسوع المسيح، نجِّنا من الشرير، لهذا مُتَّ وقُمْتَ من بين الأموات، لتنجِّيَنا من الشرير. نجِّنا، يا رب، من الشرير، وأصلِحْنا وأصلِحْ هذه الأرض. آمين.
الخميس ١١/٤/ ٢٠٢٤ بعد الأحد الثاني للفصح