محاضرة قيّمة في البيت الفلسطيني بميسيساغا للدكتور وليد حداد
الكاتب : ساخر سبيل - كندا
أقام البيت الفلسطيني بميسيساغا في كندا، مساء الجمعة 19 آب/ أغسطس الجاري، نشاطا ثقافيا متميزا من خلال محاضرة بعنوان "الجريمة والعنف في فلسطين ما بين الاحتلال والانحلال)، قدمها ابن شفاعمرو د. وليد حداد، وهو باحث ومحاضر فلسطيني في مجال علم الاجرام، وعمل في هذا المضمار سنوات طويلة وخاصة في تأهيل المدمنين والسجناء.

جاء تميز المحاضرة والتي بدأت باستعراض متدرج لمراحل تطورها، من اختلاف وجدية محتواها، حيث اكد المحاضر من خلال صور وارقام واحصائيات دقيقة على ارتفاع نسب الجريمة المنظمة بين عرب الـ48 والتي وصلت من اعلى النسب في العالم للأسف، وأكد المحاضر بأن هذا الارتفاع ناجم بالتأكيد عن تغاضي الاحتلال بل ودعمه للسلوك الاجرامي بين شبابنا وعائلاتنا، طالما هو محصور بالتهريب والمخدرات وكل القضايا الجنائية البعيدة عن النواحي الأمنية، والتي تتحول بها الأجهزة الأمنية والعسكرية للاحتلال الى متابع متيقظ وسريع التصرف في القضاء ضد أي تحرك أمني ولو كان محدودا. وأكد حداد ان قوى الأمن الاسرائيلية تستطيع انهاء أي سلوك اجرامي جنائي لو ارادت، ولكنها بالعكس تعمل على زيادته من خلال المشاركة به وتزويده بالسلاح أحيانا، حتى ان بعض الدارسين الاسرائيليين يخشون تحول هذه الأسلحة وهذا الشباب المتسيب الى العمل السياسي والعسكري ضد الاحتلال، ومثال ذلك ما حدث في مدن الـ48 ومنها مدينة اللد عام 2021.
كما بين المحاضر على ان نسب الجريمة الجنائية في الضفة وغزة اقل بكثير من مثيلتها في مدن وقرى فلسطين الـ48، وذلك لوجود سلطات محلية مسيطرة الى حد الكبير على السلوك الاجرامي والخلافات الاجتماعية وغيرها ان وجدت، كما ان العادات والتقاليد العربية والعشائرية تلعب دورا كبيرا في حل الاشكالات والخلافات بين الاشخاص او العائلات لو حصلت. كما تطرق للدور المحدود للأحزاب والبلديات العربية والمساجد والكنائس والمدارس في محاربة الجريمة، والتي أصبحت منظمة ومرتبطة بمنظمات دولية تغض اسرائيل الطرف عنها طالما هي بعيدة عن القضايا الامنية ومحصورة بالمدن والقرى العربية.
وبعد المحاضرة القيمة دار نقاش بين الحضور والمحاضر، د. وليد حداد اثرى الجلسة وعمق المعلومات . وأدار الجلسة بنجاح الأستاذ فتحي أبو فرح، الذي شكر المحاضر على انجازاته وتمنى له إقامة طيبة ومفيدة في زيارته الحالية لكندا .