ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن - متى ٦: ٢٤-٣٤
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢٤ ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن. لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا للهِ ولِلمال. العناية الإلهيّة ٢٥لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيْشِ ما تَأكُلون ولا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ ٢٦أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كَثيرًا؟ ٢٧ومَنْ مِنكُم، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ ٢٨ ولماذا يُهِمُّكُمُ اللِّباس؟ اعتَبِروا بِزَنابقِ الحَقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل
. ٢٩أَقولُ لَكُم إِنَّ سُلَيمانَ نَفْسَهُ في كُلِّ مَجدِه لم يَلبَسْ مِثلَ واحدةٍ مِنها. ٣٠فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غدًا في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإِيمان! ٣١ فلا تَهْتَمُّوا فتَقولوا: ماذا نَأكُل؟ أَو ماذا نَشرَب؟ أَو ماذا نَلبَس؟ ٣٢فهٰذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماوِيُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هٰذا كُلِّه. ٣٣فَاطلُبوا أَوَّلًا مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هٰذا كُلَّه. ٣٤لا يُهِمَّكُم أَمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.
الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٥٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين). ١٣/٦/٢٠٢٥ بدأت الحرب على إيران.
"عِندَ اللهِ خَلاصي ومَجْدي، وفي اللهِ صَخرَةُ عِزِّي ومُعتَصَمي" (مزمور ٦٢: ٨). ارحمنا، يا رب. يا رب، في غزة تجويع وموت. والإبادة مستمرة. والحرب على إيران. والصواريخ تتساقط. وحرب عالمية على الأبواب. يا رب، في رحمتك اللامتناهية، لا تسمح بأن نصل إلى الحرب العالمية الشاملة. أوقف يا رب، مجانين الحرب، بدِّلهم يا رب. كن، يا رب، أنت السيد الأوحد في أرضنا المسكينة. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
"ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن. لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا للهِ ولِلمال" (٢٤).
نخدم سيِّدًا واحدًا، ربَّنا خالقنا وأبانا. المال أو أيُّ خير آخر في الأرض، لا يجوز ولا يمكن أن يكون لنا سيدًا، أو صنمًا. قلب واحد فينا، وإله واحد لنا. المال وسيلة للعيش، ووسيلة للصدقة. المال للمشاركة مع الإخوة، لأعمال المحبة، المال لي ولإخوتي.
حياتنا لها غاية واحدة: السماء، وابونا الذي في السماء، لنراه، ونبقى في حماه. ونجد السعادة في مشاهدته. نكل إليه ذاتنا وكل إخوتنا، ونضع بين يديه همومنا وهموم إخوتنا. ونعيش في الطمأنينة والصفاء، أحرارًا من كل عبودية، إلا سيادة الله علينا. أعيش مطمئنًّا بين يدي الله أبي الذي في السماء.
العناية الإلهيّة
٢٥لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيْشِ ما تَأكُلون ولا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ ٢٦أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كَثيرًا؟ ٢٧ومَنْ مِنكُم، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ ٢٨ ولماذا يُهِمُّكُمُ اللِّباس؟ اعتَبِروا بِزَنابقِ الحَقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل. ٢٩أَقولُ لَكُم إِنَّ سُلَيمانَ نَفْسَهُ في كُلِّ مَجدِه لم يَلبَسْ مِثلَ واحدةٍ مِنها. ٣٠فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غدًا في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإِيمان! ٣١ فلا تَهْتَمُّوا فتَقولوا: ماذا نَأكُل؟ أَو ماذا نَشرَب؟ أَو ماذا نَلبَس؟ ٣٢فهٰذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماوِيُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هٰذا كُلِّه" (٢٥-٣٢).
الله يعتني بنا، ويسهر علينا، ويعطينا ما نحتاج إليه. إنه يسهر على طيور السماء وزنابق الحقل ونحن أثمن منها بكثير أمامه. فيعطينا ما يلزمنا. إنه يرى همومنا وصعابنا والظلم الذي يفرضه علينا الناس، ويرى حروبنا. ويرى المستبدين الظالمين. يرى ويصبر، وله طرقه ليعتني بن ويتمم مشيئته في الأرض. لنضع فيه ثقتنا، ولنصبر بصبره، ولنضع رجاءنا فيه. ظلم الناس سينتهي. الله يرى. وسيغلب صلاحه يومًا كل شر في الإنسان. الله لا ينسانا. ونحن، لا نتبعِدْ عنه. لنكن دائمًا قريبين منه، بل حاضرين أمامه، في نوره، سيرينا وجهه، ويخلصنا من شر الإنسان. في الحرب أيضًا، لله طرقه في السهر علينا، يصبر ويمهل ثم يتدخل ويرينا وجهه. نحن لا نرى ما يراه، وما يدبِّر. لكنه حاضر معنا في كل صعابنا وفي الحرب أيضًا.
فَاطلُبوا أَوَّلًا مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هٰذا كُلَّه. لا يُهِمَّكُم أَمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه (٣٣-٣٤).
نؤمن بعناية الله أبينا، فنطلب أولا ملكوته، ونهتم بشؤون الله، والباقي، كل ما نحتاج إليه على الأرض، هو يهتم به. فلا تكن لنا هموم، كل شيء بين يدي أبينا. لنثق، لنطمئن، لنحب إخوتنا، والله يعتني بنا جميعا.
ربي يسوع المسيح، إني أومن، إني واثق أنك ترافقني وتهتم بي وتسهر عليَّ. في الساعة التي تريدها أنت ستنجيني من كل شر، ومن شر الحرب أيضًا. املأني بروحك فأقوى وأبقى متحدًا بك، مهما كانت ظروف حياتي على الأرض صعبة. آمين.
السبت ٢١ /٦/٢٠٢٥ الأحد ١١ من السنة/ج







