عيد قلب يسوع - يوحنا ٤، ٧-١٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
"إنَّ الله مـَحَبَّة. مَا ظَهَرَتْ بِهِ مـَحَبَّةُ الله بَينَنَا هُوَ أنَّ الله أَرسلَ ابنَهُ الوَحِيدَ إلَى العَالَمَ لِنَحيَا بِهِ. وَمَا تَقُومُ عَلَيهِ المـَحَبَّةُ هُوَ أَنَّهُ لَسْنَا نَحنُ أَحبَبْنَا الله، بَل هُوَ أَحَبَّنَا، فَأَرسَلَ ابنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا" (٨-١٠).

٧. أيها الأحباء، فليحب بعضنا بعضا لأن المحبة من الله وكل محب مولود لله وعارف لنحيا به.
١٠. وما تقوم عليه المحبة هو أنه لسنا نحن أحببنا الله بل هو أحبنا فأرسل ابنه كفارة لخطايانا.
١١. أيها الأحباء إذا كان الله قد أحبنا هذا الحب فعلينا نحن أن يحب بعضنا بعضا.
١٢. إن الله ما عاينه أحد قط. فإذا أحب بعضنا بعضا فالله فينا مقيم ومحبته فينا مكتملة.
١٣. ونعرف أننا فيه نقيم وأنه يقيم فينا بأنه من روحه وهب لنا.
١٤. ونحن عاينا ونشهد أن الآب أرسل ابنه مخلصا للعالم.
١٥. من شهد بأن يسوع هو ابن الله فالله فيه مقيم وهو مقيم في الله.
١٦. ونحن عرفنا المحبة التي يظهرها الله بيننا وآمنا بها. الله محبة فمن أقام في المحبة أقام في الله وأقام الله فيه.
اليوم عيد قلب يسوع الأقدس. عيد محبة يسوع، عيد محبة الله لنا. كل يوم عيد لمحبة الله لنا. لكن هذا اليوم ليذكِّرنا بصورة خاصة بهذه الحقيقة: إنّ الله يحبنا.
يقول القديس يوحنا في رسالته الأولى:
"إنَّ الله مـَحَبَّة. مَا ظَهَرَتْ بِهِ مـَحَبَّةُ الله بَينَنَا هُوَ أنَّ الله أَرسلَ ابنَهُ الوَحِيدَ إلَى العَالَمَ لِنَحيَا بِهِ. وَمَا تَقُومُ عَلَيهِ المـَحَبَّةُ هُوَ أَنَّهُ لَسْنَا نَحنُ أَحبَبْنَا الله، بَل هُوَ أَحَبَّنَا، فَأَرسَلَ ابنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا" (٨-١٠).
قلب يسوع. قلب الله. الله محبة. أحبَّنا الله فخلقنا، وعلى صورته خلقنا، قادرين على أن نُحِبَّ مثله. وبعد الخطيئة، أرسل إلينا ابنه الوحيد يسوع المسيح، " كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا". وأحبَّنا يسوع المسيح حتى بذل حياته من أجلنا ومات على الصليب. على الصليب وُلِدْنا من جديد. على الصليب وُلِدَتْ إنسانية جديدة، لحياة جديدة مع الله، ومع الإخوة.
اليوم عيد قلب يسوع، ليذكِّرنا بحب الله الكبير لنا. وليذكَّرنا أن محبة الله لنا تنتظر جوابًا منّا.
الله محبة. نحن أيضًا، بما أننا على صورة الله. صنعنا الله لنُحِبَّ فقط. لنُحِبَّه هو، ونُحِبَّ كل إخوتنا وأخواتنا، وكل أمور الأرض، لكن بمثل حُبِّ الله. يبقى قلبنا مملوءًا به، دائمًا وفي كل علاقة لنا على الأرض. يبقى قلبنا ممتلئًا بالله، دائمًا وفي كل علاقة. الله شوقنا الوحيد. وكل إخوتنا وأخواتنا، وكل أمور الأرض، نضعها في لله.
نُحِبُّ الله، عندما نجعل حياتنا كلها تقدمة لله، مثل تقدمة يسوع حياته من أجلنا. كل حياتنا اليومية، برتابتها، وكل ما نعمل، نقدمه لله.
كيف نعرف الله؟ قال يسوع المسيح: "مَا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الِابنَ إلَّا الآبُ، وَلَا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الآبَ إلَّا الِابنُ وَمَن شَاءَ الِابنُ أَن يَكشِفَهُ لَهُ" (متى ١١: ٢٧). يسوع، كلمة الله الأزلي، ابن الله، عرَّفَنا بالآب. في يسوع نرى الآب. يسوع قال: "من رآني رأى الآب؟".
ونعرفه أيضًا من خلال محبة إخوتنا. قال القديس يوحنا في رسالته الأولى: "إنّ الله مَا عَايَنَهُ أَحَدٌ قَط. فَإِذَا أَحَبَّ بَعضُنَا بَعضًا فَالله فِينَا مُقِيمٌ وَمَحَبَّتُهُ فِينَا مُكتَمِلَةٌ" (١يوحنا ٤: ١٢). يسوع يعرِّفُنا بالأب، ومحبة إخوتنا هي الطريق. "إذَا أَحَبَّ بَعضُنَا بَعضًا فَالله فِينَا مُقِيمٌ وَمَحَبَّتُهُ فِينَا مُكتَمِلَةٌ". الله لم يرَه أحد، لكنه يقيم فينا، فنعرفه، إن أحببنا بعضنا بعضًا.
"الله مَحَبَّة فَمَنْ أقَامَ فِي المـَحَبَّةِ أَقَامَ فِي الله وَأَقَامَ الله فِيهِ" (١ يوحنا ٤: ١٦). عيد قلب يسوع، عيد قلب الله، عيد حياتنا في محبة الله ومحبة إخوتنا. في حياتنا طبعًا أمور كثيرة على الأرض. التزامات كثيرة، تجاه أنفسنا، وتجاه إخوتنا. لكن بالله.
٨. من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة.
٩. ما ظهرت به محبة الله بيننا هو أن الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم
الالتزام الأول هو لله، والحب الأول هو لله. في الله نضع كل أشوقنا وأمامه نضع كل التزاماتنا.
ربي يسوع المسيح، اليوم هو عيد قلبك الأقدس، هو عيد حبك لنا. أَبقِنِي دائمًا في قلبك. في قلبك أنا أضَعُ كل إخوتي وأخواتي، وكل التزاماتي تجاه الأرض. آمين.
الجمعة ١٦/٦/٢٠٢٣ قلب يسوع الأقدس