أعطِ ولا تنتظر مكافأة من الناس - لوقا ١٤: ١٢-١٤

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

١٢وقالَ أَيضًا لِلَّذي دَعاه: «إِذا صَنَعتَ غَداءً أَو عَشاءً، فلا تَدْعُ أَصدِقاءَكَ ولا إِخوَتكَ وَلا أَقرِباءَكَ ولا الجيرانَ الأَغنِياء، لِئَلَّا يَدْعوكَ هُم أَيضًا فتَنالَ المــُكافأَة على صنيعِكَ. ١٣ولٰكِن إِذا أَقَمتَ مَأدُبَة فادعُ الفُقَراءَ، والكُسْحانَ، والعُرْجانَ، والعُمْيان. ١٤فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لِأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار.

أعطِ ولا تنتظر مكافأة من الناس - لوقا ١٤: ١٢-١٤

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٩

"وأَنا تَوَكَّلتُ على رَحمَتِكَ، ويَبتَهِجُ قَلْبي بِخَلاصِكَ. أُنشِدُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحسَنَ إِلَيَّ، وأَعزِفُ لاسمِ الرَّبِّ العَلِيِّ" (مزمور ١٣: ٦).

ارحمنا، يا رب. حبُّكَ، يا رب، عظيم، ونِعَمُك علينا كثيرة في كل يوم. إنا نشكرك لجميع إنعاماتك. لكنا، يا رب، نبكي ونموت. نحن أبناؤك. وأنت وحدك تقدر أن تخلِّصنا. نريد أن نترنم بمراحمك، ونعمك الكثيرة علينا. لكنا يا رب، في غزة وفي جنوب لبنان. وأصواتنا مختنقة بالحرب. أنت ترى موتنا، وترى دموعنا، وترانا نموت، وصغارنا بين أيدينا. يا رب، أنت أبونا، ارحمنا.

إنجيل اليوم

"وقالَ أَيضًا لِلَّذي دَعاه: «إِذا صَنَعتَ غَداءً أَو عَشاءً، فلا تَدْعُ أَصدِقاءَكَ ولا إِخوَتكَ وَلا أَقرِباءَكَ ولا الجيرانَ الأَغنِياء، لِئَلَّا يَدْعوكَ هُم أَيضًا فتَنالَ المــُكافأَة على صنيعِكَ. ولٰكِن إِذا أَقَمتَ مَأدُبَة فادعُ الفُقَراءَ، والكُسْحانَ، والعُرْجانَ، والعُمْيان. فطوبى لَكَ إِذ ذاكَ لِأَنَّهم لَيسَ بِإِمكانِهِم أَن يُكافِئوكَ فتُكافَأُ في قِيامَةِ الأَبرار" (١٢-١٤).

كلام يسوع واضح. نجد فيه فكرتين. الأولى، أعطِ ولا تنتظر مكافأة من الناس. أعطِ الناس، لكن أعطِ الله. أعطِ الناس لأنهم أبناء الله.

الله يعطينا، ونحن على صورته ومثاله، فنعطي. الله محبة. ويسوع صار إنسانًا وبذل حياته عنا. مثل يسوع نعطي. لا تكن حياتنا "لنا" فقط، بل لتكُنْ عطية لكل إخوتنا وأخواتنا. حياتنا عطية. كل ما لي أتقاسمه مع إخوتي. حياتي عطية وشركة مع إخوتي. ومع همومي، أحمل هموم إخوتي. حياتي مع الله ومع كل أبناء الله.

ثانيا، لمن أعطي؟ للجميع، ولا سيما " الفُقَراءَ، والكُسْحانَ، والعُرْجانَ، والعُمْيان"، ولكل المعذبين في الأرض، فهم جزء من حياتي. الفقراء والمحرومون من خيرات الأرض. والمحرومون حريتهم، والمظلومون لأنهم يطلبون حريتهم. كل ضحايا الحرب. كل الأسرى. أنا أخ لكل معذَّب في كنيستي وفي مجتمعي وفي بلدي. والله أبو الجميع هو الذي يجازي.

ربي يسوع المسيح، أحببْتَنا فصرت إنسانًا مثلنا. أحببْتَنا فبذلت حياتك من أجل خلاصنا. أعطني أن أفهم أن حياتي أيضا يجب أن تكون عطية ومشاركة مع إخوتي. حياتي عطية لك، ربي يسوع المسيح، أقدم لك ذاتي، ما أنا وما أملك. وعطية لإخوتي. آمين.

الاثنين ٤/١١/ ٢٠٢٤          بعد الأحد ٣١ من السنة/ب