مـاذا تبقـّى ...؟؟؟

الكاتب : شفيق حبيب – شاعر – دير حنا - الجليل

القيامة - في ذكرى رحيل الأديب الفلسطيني إميل حبيبي، كتب زميله الباقي الشاعر شفيق حبيب في صفحته. "من الوفاء أن نذكر كبارنا أصحاب المدرسة التي بلورت شخصياتنا السياسية" . في مثل هذا الأسبوع قبل ثمانِ وعشرين سنة ودعنا الكاتب الروائي السياسي المفكر إميل حبيبي، فكتبت في 2/5/1996 "

مـاذا تبقـّى ...؟؟؟

صَمـَت َ الكلام ْ...

وانهلَّ فوق َ رؤوسِنا

مطر ٌ من الليل ِ المُحَنْظـَل ِ

والسـَّـــقام ْ...

ماذا تبقـّى غيرُ ما نفحً اليراع ُ

عنِ التـَّوَجُّـــعِ ..والتطلـُّـــع ِ ...

والتصَـــــدُّع ِ...

وانهيارات ِ الرُّكــــام ْ

ماذا تبقّى غير ُ فكر ِ أبي سـَـــلام ْ؟؟؟

* * * *

يا أيُّها المُمْتـَـدُّ !!!

فوق َ نِضالِـــهِ

ونِصـــالِــــــه ِ ...

يا أيّها المُمْتـّدُّ من سبعين َ عام ْ

إني درست ُ على يديك َ

العِشـْق َ...

عِشق َ الأهل ِ

والأرض ِ التي تهفــو

فيبتعِـــــد َ السـَّـــلام ْ

* * * *

ماذا يقول ُ الحرف ُ

في زمن ِ الخيانـــة ِ

والمَهـــانـــة ِ ...

وانشراخات ِ الدّم ِ العربيِّ

في عصر ِ الفصــــام ْ

نامت ْ نواطيــــر ُ العُروبــة ِ

واستباح َ القمْـلُ أســراب َ النـَّـعام ْ

أنتَ المنــــارة ُ

عندَ سفح ِ الكرمل ِ المحزون ِ

دامِعَــــة ً ...تشيرُ إلى ميادين الحرام ِ

ووكر ِ أرباب ِ الخِصــام ْ

تَهدي إلى " أرضِ الخِصــام ْ "

* * * *

كـُنــا صِغارا ً حينَ كنت َ

تشـُق ُّ أسْــــدافَ الظلام ْ

أرضَعْتـَنــا لبنَ التـَّحدّي

والتـَّصّدّي للسِّهــــام ْ

يا من حملت َ صليب َ هذا الشعب ِ

جُرحا ً راعفـا ً...

ألمــــا ً وحزنا ً ...

في متاهات التـّداعي والحُطـــام ْ

أنت َ الذي أعطى

ولم يأخذ سوى شوْق ِ التراب ِ

وشهدِ أحزانِ الحَمــــام ْ ...

* * * *

تبكي " سـرايا "

عِطر َ كرملِهـا المُــدام ْ

تبكي " يُعاد ُ " على شظايا

أهلِهـا...

وعلى بقايا من عظــــام ْ

والوردُ يأبى

أن يعودَ إلى الرُّغــــام ْ...

* * * *

" بــاق ٍ بحيفـــــا "

أيُّها التاريخ ُ !!!

والوجْدُ المُؤَزَّرُ بالهُيـــام ْ

بــــــاقٍ ...

ترُدُّ عنِ الشواطئِ

والموانئ ِ

جيشَ أعـــداء ِ الخــُــزام ْ

----------------------------

يوم الرحيل 2.5.1996