بعد إطلاق وثيقة كايروس فلسطين الثانية البطريرك ميشيل صبّاح لموقع "القيامة": كايروس أثبتت أنه لها فائدة معنوية وميدانية
القيامة – في لقاء خاص مع موقع "القيامة"، عقب البطريرك ميشيل صبّاح على أعمال مؤتمر كايروس فلسطين، فقال: لم يكن هناك اهتمام كبير بما نفعله، لكن حصلت توعية ويقظة في المدة الأخيرة، خاصة على صعيد الكنائس، حيث بدأوا يعون بأن هناك مجازر حصلت في غزة وان هناك وضع غير طبيعي، وهذا بحد ذاته أمر هام. أقول إننا ككهنة ورهبان نرى الناس يتعذبون سواء على الجبهة مباشرة أو في الحياة اليومية في عيشهم واقتصادهم، الناس تتألم وتعاني، فالرواتب هنا (يقصد المناطق الفلسطينية 67- القيامة) زهيدة ولا تكفي لاعالة عائلة.
وأضاف غبطة البطريرك صباح قائلا لـ"القيامة": اليوم حصل وعي لدى رعاة الكنائس المتعددة، بأن الشعب يتعذب ويحتاج لسند معنوي على الأقل، هناك سند معنوي محلي وسند عالمي كنسي موجه لإسرائيل ومن يؤثر عليها، كايروس أثبتت أنه لها فائدة معنوية وميدانية.
بيان صحفي صادر عن المبادرة المسيحية الفلسطينية المسكونية
في مؤتمرها السادس عشر الذي عقد في مدينة بيت لحم، الجمعة، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أطلقت المبادرة المسيحية الفلسطينية المسكونية وثيقة كايروس فلسطين الثانية تحت عنوان: "لحظة الحقيقة: الإيمان في زمن الإبادة".
تأتي هذه الوثيقة بعد أكثر من خمسة عشر عامًا على صدور وثيقة كايروس فلسطين الأولى عام 2009، التي شكّلت آنذاك صرخة إيمان ورجاء ومحبّة من قلب المعاناة الفلسطينية، ووجدت صداها العميق في الكنائس المحلية والعالمية، حيث رحّب بها رؤساء كنائس القدس وحيّوها ودعموها.

في نسختها الجديدة، تعود المبادرة لتقدّم قراءة إيمانية ولاهوتية جديدة للواقع الفلسطيني والعالمي، في زمنٍ تصفه الوثيقة بأنه زمن إبادةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ وتهجيرٍ قسري، يجري أمام أنظار العالم. وتؤكد الوثيقة أن هذه المرحلة تتطلب وقفة جديدة تختلف عن كل ما سبق، وقفة إيمان وحقيقة ومسؤولية.
وتقول الوثيقة: "نُلقي اليوم نظرةً على الواقع، ونقف وقفة حقٍّ متجددة، نستجيب فيها لصوت الروح القدس في أعماقنا، ونُصغي إلى دعوة الإيمان في زمن الإبادة، فنجدّد رسالتنا، رسالة الإيمان والرجاء والمحبّة، ونقدّم رؤية إيمانية لزمن (ما بعد) الإبادة."
تبدأ الوثيقة وتنتهي برؤيا إنسانية وإيمانية ليوم ما بعد الإبادة، تقول فيها: "نرى يومًا نعيش فيه أحرارًا في أرضنا، مع كلّ سكّان الأرض، في سلامٍ ومصالحةٍ حقيقيّة، مبنيّةٍ على قاعدة العدل والمساواة لكلّ خليقة الله، حيث الرحمة والحقّ يلتقيان، والبرّ والسلام يتلاثمان" (مزمور 85: 10).
استغرقت صياغة الوثيقة الجديدة قرابة عامين من العمل والتشاور، شارك فيها عدد من اللاهوتيين والمفكرين والقيادات الدينية الفلسطينية والدولية. وشهدت مراحلها الأخيرة استشارات واسعة مع الشركاء المحليين والعالميين قبل اعتمادها بصيغتها النهائية التي تُقدّم رسميًا اليوم في بيت لحم.
ويحضر المؤتمر عدد كبير من القادة الروحيين والمشاركين المحليين والدوليين من مختلف الكنائس والمؤسسات الشريكة، إلى جانب شخصيات دينية وأكاديمية ومناصرين للقضية الفلسطينية من حول العالم.
ومن المتوقع أن تحظى الوثيقة بصدى محلي ودولي واسع، لما تحمله من رؤية إيمانية وإنسانية جريئة في وجه الظلم والاستعمار والعنصرية، ودعوةٍ واضحة إلى العدل والمساواة والسلام القائم على الكرامة الإنسانية والحرية الحقيقية لكل الشعوب.







